ويلي كيف أرثيك و حروفي كلها لك ..
ويلي كيف أبوح بخافيَ الشجن و أدمعي تهطل لفراقك ...
بالأمس شيّعتُ جنازة شخصٍ لا أعرفه ، و أنا أتمتم .. أعان الله أحبائه ...
و اليوم أُشيّع جنازتك ، و أنا لا أكاد أصدق أن من يُحمل على الأكتاف أمامي هو من كان في أحد الأيام توأم روحي ..
هو أنت ...
هو شاعري ...
هو مجنوني ...
هو عاشقي ...
لا زال ذاك التمثال الخشبي ، هديتك لي يوم عيد ميلادي عندي .. و لا زالت عباراتك محفورةً عليها ..
لكنكَ رحلت ...
لا زال ذاك القلم الفضي يحتل جزءاً من درجي ..
و لا زالت أحرفنا محفورةً عليه ...
لكنكَ رحلت ...
أتذكر يوم فُراقنا ...؟؟؟
قُلتَ لي يومها ... سيرزقكِ الخالق بزوجٍ أفضل مني .. فانسيني ...
يومها بكيتكَ كثيراً ...
لكني لم أستطع نسيانك ...
و كان يملئني الأمل بعودتكَ .. و اجتماعنا مرةً أخرى ...
مذ ذلك الحين و أنا أقف كل يومٍ في النافذة علّي ألمحك تمرُّ من أمام منزلنا ..
لكنك من بعد اليوم لن تمر أبداً ...
أبداً ...
بكيتُكَ اليوم كما لم أبكي أحداً من قبل ..
فقد رحلتَ للأبد ..
رحلتَ إلى حيث لا عودة ...
لكن أسأل الله أن يجمعنا في فردوسه الأعلى ..
لا تزال مقولتكَ ترنُّ في أذني ...
( ما حُرمناه اليوم ، لن نُحرمه يوم القيامة ، فاصبري يا حبيبتي ..)
لا أزال أذكر وصيتك لي إلى اليوم ...
( إن رحلتُ فأرجوكِ ، أرجوكِ لا تبكيني طول العمر ... إن أردتِ إسعادي فتزوجي و عيشي حياةً سعيدة مع زوجك ... حقاً ما يريحني سعادتك ..)
رحلتَ بعد فُراقنا بخمسة أشهرٍ فقط ...
ألم تتحمّل ألم الفُراق و أنت الفارس الهُمام ..؟؟!!!
قُلّي بالله عليكَ كيف لي أن أتحمل وطأة فراقك ...؟؟؟
الطيور و الأنجم و الأقمار كلهم من حوالي حزانى ...
ثالث ايام العيد .. الكل يهنئوني بالعيد ... و أنا أكاد أتمزق حزناً عليك ..
لم يشأ الله لكَ عمراً مديداً ..
لكن لا تحزن ...
و اهنأ ..
و نم قرير العين في لحدك يا توأم الروح ...
فقد جمعتَ خلال عمركَ الذهبي الستة و العشرين عاماً من الأحباب من يرفعون أكفهم بالدعاء لك ليل نهار ..
و طلب الرحمة لك ...
و من يعملون الخير كي يصلكَ قبرك ...
و أنا أولهم ..
أسأل الله أن يرحمك برحمته ...
و يُثبتك عند سؤال الملكين ..
و أن يجعل قبركَ روضةً من رياض الجنة ..
و أن يُشفّع فيك نبيكَ محمدٍ صلى الله عليه و سلم ..
و أن يعفوا عنكَ خطاياكَ ، و يغفر لك ..
و يُظلكَ تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله ..
و يرزقكَ مرافقة النبي في الجنة ..
و يثبتك على الصراط ...
و يجمعك في الفردوس الأعلى بمن تحب ..
اللهم آمين ..
كلمة أخيرة :
إخوتي ...
أرجوكم ادعوا له بالرحمة و الغفران و سكنى الجنان ..
فهو بحاجةٍ ماسةٍ لدعائكم ...
جزاكم الله خيراً أختكم :
بسمة الأمل