كثيراً ما نسمع عدد من المستثمرين في سوق الأسهم يقول هذا السهم رخيص والآخر غالي. ويقصد الكثير منهم أن هذا السهم سعره (أي المبلغ الذي يتداول به في السوق) أقل من سعر السهم الآخر فمثلا يقال سهم شركة ما رخيص حيث يبلغ سعره 100 (مائة) ريال بينما سهم شركة أخرى بأنه غالي حيث يبلغ سعره 1,000 (ألف) ريال. وعلى ضوء ذلك يبني العديد من المستثمرين وخاصة ذوي الخبرة الحديثة قرارات الشراء والبيع على هذا المفهوم، حيث يعتقد هؤلاء المستثمرين أن الارتفاع بريال واحد في السهم البالغ قيمته 100 ريال أكثر عائدا من الارتفاع بريال واحد في السهم البالغ قيمته 1000 ريال. ويعتبر هذا المفهوم خطأ شائع يعود سببه لقلة الوعي لدى بعض المستثمرين، وإن كان هذه المبدأ صحيح حسابياً فهو خاطئ استثمارياً.
لماذا نشتري سهم ما؟
قبل الدخول في تعريف السهم الرخيص وطريقة التعرف عليه, يجب في البداية معرفة الهدف من شراءنا لأي سهم في السوق. إن الهدف في الأساس من شراء أي سهم هو الحصول العائد المتحصل من ارتفاع سعر السهم (ويطلق عليه الربح الرأسمالي) بالإضافة لتوزيعات الأرباح على السهم. وفي الأصل فإن الارتفاع في سعر سهم ما يكون نتيجة تحسن أداء الشركة ونمو أرباحها. لذا فإن تحديد السعر العادل لسهم ما يعتمد بشكل رئيسي على الأرباح الحالية للشركة، وأهم من ذلك الأرباح المتوقعة.
كيف نتعرف على السهم الرخيص؟
وللتعرف على السهم الرخيص فإنه يمكن استخدام مجموعة كبيرة من المؤشرات المالية وسنقتصر هنا فقط على المؤشرات التالية:
مكرر الأرباح: وهو أهم المؤشرات المالية المستخدمة لتقييم الأسهم، ويشير إلى المبلغ الذي سيدفعه المستثمر للحصول على ريال واحد من أرباح الشركة. ويعتبر السهم ذو المكرر المنخفض أرخص من السهم ذو المكرر المرتفع (مع بقاء العوامل الأخرى متماثلة) ويتم حسابه كالتالي:
السعر السوقي للسهم ÷ عـائد السهم الواحد
نسبة الأرباح الموزعة إلى السعر السوقي: وهي تعني العائد النقدي (الأرباح الموزعة) مقارنة بسعره المتداول. ويعتبر السهم ذو نسبة الأرباح الموزعة الأكبر هو السهم الأرخص مقارنة بسهم ذو نسبة أرباح موزعة أقل (مع بقاء العوامل الأخرى متماثلة) ويتم حساب هذه النسبة بالمعادلة التالية:
(الربح الموزع ÷ السعر السوقي) × 100
أثر الفهم الخاطئ للسهم الرخيص على السوق السعودي:
إن من أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسهم المضاربة في الفترة الأخيرة بالإضافة للعوامل أخرى (منها الزيادة الكبيرة في السيولة المالية)، هو القول بأن أسهم شركات المضاربة أسهم رخيصة ومقارنة أسعارها بأسهم الشركات الممتازة مما أدى إلى ارتفاعات خيالية في أسعارها خلال الفترة الماضية دون وجود ارتفاع في عوائدها أو أن بعضها كان وما زال يحقق خسائر