الخطيـب المـفـوّه
هل راقبت نفسك وأنت تتحدث بين الناس عن ردود فعلهم تجاه ما تقول…؟
هل اشعرك هؤلاء بأن ما قلته كان ذا قيمة، أو أن أحدهم قد ذكّرك بحديث قد قلته أو مثال ضربته أو اصطلاح استعملته؟
إذا كان الجواب نعم فاعلم ان عنصري القوة والقيادة موجودان عندك حاول تنميتهما بأساليب إيجابية.
يقال أن الرئيس الأمريكي السابق جونسون طلب من سكرتيره الصحفي مويرز ان يتلو بعض الصلوات قبل العشاء أمام الرئيس، وعائلته، ففعل بصوت خافت، فزجره الرئيس طالباً منه أن يرفع صوته، متسائلاً: لماذا لا ترفع صوتك..؟
فأجابه: لم أوجه كلامي إليك يا سيدي، فعرف الرئيس أنه أمام شخصية تحمل بعدي التهذيب والحزم.
كانت تعبيرات السكرتير الصحفي بسيطة، فتركت الأثر المطلوب وكذلك الأمر بالنسبة لعظماء دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.
الناس لا يتذكرون الكلمات الطنانة لأي زعيم سياسي فأطنان الخطب التي تلقى بالمناسبات ـ وبلا مناسبات ـ لا يحفظها الناس، إلا أنهم يحفظون الكلمات البسيطة التي يفهمها المجتمع من فلاح الحقل الى استاذ العلوم السياسية.
فكن في الدائرة التي تتحدث فيها بسيطاً في تعابيرك واضحاً في مراميك، استخدم المجاز عند الضرورة، وابتعد عن التكرار.
واعلم ان بداية الحديث يحتاج لتشويق ونهايته فن يجب أن تعرف كيف تدق مسمار الفكرة بقوة في أذهان سامعيك 0
~..&..~