العيثان: لماذا يغيب الطلاب؟
--------------------------------------------------------
القصور في إدارات المدارس
عزيزي رئيس التحرير
تعاني المدارس المختلفة لتعليم البنين خاصة الحكومية منها مشكلة غياب الكثير من طلبتها وخاصة في الايام التي تسبق مناسبات الاعياد او تلك التي تسبق الاختبارات النهائية للفصلين الدراسيين وهذه الظاهرة الغريبة التي تفشت بين ابنائنا واعطتها الوزارة جل اهتمامها وعملت على وضع كثير من الحلول المعالجة لها او على اقل تقدير الحد منها.
وبالرغم من ان هذه الحلول والتدابير التي حملتها العديد من التعاميم الموجهة الى المدارس خلال الفترة الماضية الا انها لم تصل الى تحقيق تلك الاهداف بالدرجات المرجوة.
ومن هذا المنطلق بودي ان اقترح بعض النقاط واشير الى بعض الملاحظات التي لها علاقة بهذا الشأن لعل وعسى ان نصل بما فيها من مفيد الى تحقيق المزيد من الطموحات التي من شأنها الحد من غياب الطلاب عن المدارس التي يتكبد فيها الجميع خسائر كبيرة:
1 ـ لمديري المدارس دور كبير في الحد من هذه الظاهرة فالمدير الناجح لديه من الخطط والبرامج الكثير مما يجعله متابعا دقيقا لكل ما يدور في مدرسته من تنفيذ الانشطة ومتابعتها ومتابعة خطط المعلمين التي رسموها قبل بداية العام الدراسي والمرور عليهم وبصورة مستمرة وخاصة قرب الاجازات او قرب نهاية العام ومساءلة من يخرج عن هذا المسار لانه قد يكون سببا رئيسيا للغياب اما من يعتاد على الجلوس في غرفته ويكتفي بارسال غيره لتفقد سير الدراسة فهنا تكمن المشكلة.
2 ـ بعض المعلمين وللاسف الشديد هم السبب الرئيسي لغياب الطلبة عن المدارس وياتي ذلك اما بالايحاء لهم او حتى بالمكاشفة الصريحة حيث التهديد والوعيد او من خلال الجلوس وعدم اعطاء الدروس التي تشغل الطلبة بما يفيدهم ومن هنا يمل الطلبة من الحضور ويكفي ان مثل هذه التصرفات دليل على عدم وجود ما يدعو للذهاب الى المدرسة كما ان لدى البعض من هؤلاء الجرأة الكاملة بتهديد طلبته في حالة حضورهم.
3 ـ بالنسبة لشهر رمضان المبارك الدوام لا يشجع على الدراسة من حيث التوقيت فلا الطلبة ولا المعلمون مرتاحين من توقيته فلو تم التبكير به لكان مريحا للجميع ولا سيما ان السنوات القادمة سيحل رمضان في جو حار جدا اكثر مما هو عليه الآن.
4 ـ كثرة تساهل بعض المديرين ومجاملاتهم لبعض المعلمين او تسامحهم الدائم له دور كبير في استمرارية مثل هذه الظاهرة حيث ان ذلك يترك انطباعا سلبيا لدى من لا يقدرون المسؤولية وبالتالي لابد من الحزم واتخاذ كافة الاجراءات النظامية التي من شأنها حفظ الدوام في المدرسة على مدار العام من اوله وحتى نهايته.
5 ـ عدم تعاون بعض اولياء الامور مع ادارات المدارس من حيث زياراتهم للمدارس وتتبع احوال ابنائهم اضافة الى الثقة الزائدة لدى بعض اولياء الامور في ابنائهم والتي قد تنعكس سلبا على ابنائهم.
6 ـ هناك قصور من ناحية ادارات المدارس في ايصال معظم التوجيهات والتعليمات المنظمة للعملية الدراسية واللوائح المتعلقة بتطبيق حسم الدرجات على الطلاب سواء كان ذلك خاصا بالغياب او بالحالات السلوكية ومن ذلك يجهل كثير من اولياء الامور ان هناك حسما من درجات المواظبة في حالة الغياب وان هذا الحسم سيؤثر على مستوى الطالب في آخر العام الدراسي او حتى في قبوله في المرحلة التي تلي مرحلة دراسته.
7 ـ قناعة الكثير من الطلبة بان هذا الغياب لن يسبب لهم اية اجراءات ما دام الغياب حيث تساهل كثير من ادارات المدارس في تطبيق النظام على الجميع جعل الطالب يتمادى في استمراريته في الغياب سنة بعد اخرى.
8 ـ مدارس البنات اكثر التزاما وانضباطا من مدارس البنين وخاصة في مثل هذه الامور والاسباب كثيرة والتي منها ان المعلمة قد لا تمتلك الجرأة التي يمتلكها المعلم كما ان العمليات التنظيمية للعمل سواء كان ذلك في البيت او في العمل تمتاز به العناصر النسائية عنها لدى الرجال وبفارق كبير والتي جاء منها عدم الغياب كما هو للبنين.
9 ـ لكي تتحقق الاهداف المطلوبة لابد ان تضع الادارات التعليمية خططا لها اكثر جدية ومتابعة مما هي عليه الان بل تكثف من الحملات التوجيهية على مستوى المدن والقرى وتشرك في ذلك وسائل الاعلام المختلفة المقروءة منها و المسموعة والمرئية لان هذه الظاهرة تتعلق بكثير من الاطراف.
10 ـ على وزارة التربية والتعليم الاهتمام بعملية تعيين الخريجين في مناطقهم القريبة من اماكن سكناهم لان كثيرا من هؤلاء المعلمين المعينين بعيدا عن ذويهم وبمجاملة من مديري بعض المدارس يتمتعون ببداية عطلاتهم قبل موعد بداية العطلات الحقيقية مما يترتب على ذلك غياب هؤلاء المعلمين عن طلبتهم خلال هذه الايام وبالتالي يؤدي الى غياب الطلبة عن مدارسهم نتيجة لغياب معلميهم.
11 ـ لابد من وضع حوافز للمعلمين والطلبة الملتزمين بتطبيق اللوائح المخصصة للحضور والغياب اما ترك الحبل على الغارب ليتساوى اللاعب والتاعب ففيه اجحاف بحق الملتزمين ومن ذلك لابد من رفع احصائيات شهرية عن جميع المدارس وتكريم منسوبي المدارس المتميزة في نهاية كل فصل دراسي وعلى مديري التربية والتعليم ومساعديهم زيارة المدارس نفسها لتقديم الشكر والتقدير لهم وهم في مدارسهم.
وهنا وقبل ختام موضوعي اتمنى من اولياء الامور مضاعفة جهدهم في سبيل القضاء على هذه الظاهرة من خلال حثهم لابنائهم وتشجيعهم على عدم الغياب حتى اخر حصة من اخر يوم دراسي. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب انه نعم المولى ونعم النصير.
طاهر محمد العيثان ـ الاحساء
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12177&P=10