[align=justify]يامن أسكنتك مرافئ غربتي ، وأسميتك أنيس وحدتي ، أستأذنك يافارسي المهيب ، ياذا السحنة السمراء ، في أن أقتحم جدران صمتك السرمدية ، وأستبيح لحظات سكونك السوسنية ، لتهيم روحي في أرجائك نشوةً، أسهرك عشقاً ، ويثملني عبير أسحارك ولهاً ، وتستوطن لحظاتك أعماق أوردتي كلفاً ، أنتظرك ساعات وساعات ، تكاد تعصف بي أشواقي ، وتزلزل مخاوفي أعماقي ، وفي خاطري ألف سؤال وسؤال ؟؟ هل سيأتي ؟ أم ستضل خطاه الطريق؟
رباه ، ماأقسى لحظات الإنتظار، تتصارع فيها الجوانح ، وتضطرم المشاعر ، ويظل الأمل في إطلالتك غادٍ ورائح .
وهاأنت تلوح متهادياً من بعيد ، مطلاً عبربوابة الزمن ، متلفحاً رداءك المخملي الأسود ، أريج عطرك الفواح يملأ فضاءات روحي ، ونسائم طيفك الرقراقة تداعب تفاصيل وحدتي .
آآهٍ يانديمي الصامت : تذيبني لحظات صمتك ، وتثير غيرتي كل النجوم السادرة في أفقك ، ، فأسرق من عمري لحظات فد تغدوالعمركله ، الذي لاتحسب ساعاته إلا عندما يحتويني دفء أحضانك ، أنادمك وتنادمني ، أسامرك وتسامرني ، أحاول أن أسبرأغوار ظلمتك ، وأكتشف أسرار حلكتك ، فستبد بي مشاعر الحيرة ، هل أنت معي ، أم أن هناك من يشاركني عشقك ؟ لابد أنهم كثر ، فأعود لأسترسل في آفاق حلمي ، ترهقني محاولات أسرك ، ، ولكن أنى لي ذلك ، فتعلو أصوات مناداتي ، بأن تسارع لتلملم ماتبعثر من شتات نفسي ، لأمضي وأسافر في فضاء سكونك ، مسايرة سرب الطيور المهاجرة ، الباحثة عن وطن ، ولكني لاألبث أن أنفلت من منظومة سربي ، لأعود كما كنت غريبةً وحيدة ، لايقطع صمتي ووجومي سوى صوت تغريد شجي تنساب معه ترانيم مناجاتي ، فأسكب فيها مشاعر فرحي وبشائر أنسي بذلك القادم الحبيب ، فأنا في رحاب توأم روحي ، تتفتح كل ورودي ، وتشرق آفاق وجودي .ولكن سهام الحزن لاتلبث أن تفيقني من أحلام غفوتي ، فهاهو رفيق وحدتي ، عازم على الرحيل ، وفي لحظات وداع مهيبة ، تدق أجراس الفراق ، لتغتال إحساس فرحي ،معلنة رحيل نديمي الصامت ، أواه ياليل ... كم سأفتقدسكونك ،وتهدني مشاعر ظمأي إلى بوح شجونك ، فأتلو لك وعدي بأن أنتظرك كل يوم في لحظات الغروب الجميلة ، وأضيء لك شموع روحي ، لتسكن رياض فلبي الخميلة ، وأقيم شعائر احتفالاتي الصاخبة على نغمات وجودك ، فأراقص ذؤابات سديمك الظليلة ، ليمتزج تيار شوقي وولهي إليك مع نسائم الفجر العليلة .
فهل ستقطع لي وعدك ، بأنك لن تطيل الرحيل ؟
وأن لايطويك البعد وقتاً طويلا ؟؟[/align]