تقرير صحفي من ملحق (الرسالة) بجريدة المدينة
طاش ما طاش14 بعيون المثقفين السعوديين
· تحقيق – نعيم تميم الحكيم
أثارت حلقات المسلسل المحلي (طاش ما طاش) استياء الكثيرين والذين طالبوا بإيقاف هذا بينما هجره الكثيرون بسبب تجاوزه للخطوط الحمراء واساءته للدين وللجهاد والمراكز الصيفية والمجتمعات الدعوية والقضاء واستهزائه بأسماء الصحابة بالاضافة للاسفاف والابتذال الذي رافق بعض حلقاته وبعده عن مناقشة المشاكل والهموم الحياتية للمواطن وغرقه في مواضيع مملة ومكررة ومستهلكة.
(الرسالة) استطلعت آراء بعض العلماء والدعاة والمثقفين والاعلاميين وخرجت بالمحصلة التالية :
· افلاس قديم
بداية تحدث معالي الدكتور سهيل قاضي التربوي المعروف قائلاً يبدو لي ان نجوم طاش قد افلسوا ولم يعد عندهم ما يقدموه ففي السابق كان هذا المسلسل انموذجاً للترفيه والنقد في آن معاً ويقدم رسائل جميلة لمشاكل حياتية نعاني منها في حياتنا اليومية ونقدم الحلول لها في قالب بسيط كوميدي وبشفافية عالية فاستقطب الجمهور السعودي قاطبة بكل اطيافه واصبحت وجبة يومية رمضانية عقب الفطور ولكن منذ عده سنوات بدأ نجم طاش بالخفوت مما جعل الكثيرين يهجرون هذا المسلسل وانا من ضمنهم حيث لم اعد احرص على مشاهدة هذا المسلسل لانه تولد لدي مشاعر بأن طاش لم تعد تحقق الغرض المأمول منها كما انهم بدأوا يستهلكون انفسهم بتقديم افكار مكررة ومقلدة، وانا شخصياً احب الترفيه والمرح والفن شريطة ان يكون يحمل هدفاً سامياً ويكون شيئاً لطيفاً وجديداً، لذلك انا لم اعد ارى مسلسل طاش واكتفى بما يقول بعض الزملاء عنه حيث انه وصلني من كثيرين في انهم هذا العام قد تجاوز بعض الخطوط ودخلوا مرحلة التشويه.
· نقد هدام
اما الداعية الدكتور عوض القرني فقال بلا شك فإن الاسلام كدين وتاريخ وأمة يتعرض لهجوم ظالم من كثير من الدوائر الحاقدة في الغرب ويعد هذا الهجوم سواء من الساسة او البابا دون حسيب او رقيب وبمباركة من التشريعات الغربية لكن الشيء الاكثر ايلاماً ان ينضم لهذه الحملة بعض ابناء المسلمين بجهل او بدون جهل والنيل من أمتهم وتاريخهم ولا يفرقون بين النقد لبعض الاخطاء للمتدينين وبين الاستغلال السيء والتوظيف المغرض في النيل من الاسلام والاحكام والثوابت والاخلاق والآداب والقدح في مؤسسات تسهم في حفظ اصالة الامة وربط ماضيها بحاضره كالنيل من حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية وفي المقابل التغاضي عن صور فاضحة من الفساد والقيم الغربية واحياناً الدعوة اليها بل اصبح بعض الاعلاميين في رواياتهم وافلامهم وقصصهم أشد على الاسلام وقيمه من الغربيين وعن قناعتنا الراسخة بأن الامة محفوظة بحفظ الله لكننا في نفس الوقت نأسف ان يكون من ابناء أمتنا من يسعى لتدمير هذه الامة وسيعضون اصابع الندم فيما بعد لانهم يساعدون الغرب الذي تحت مسمى محاربة الارهاب يشن الحروب ويقيم المعتقلات وينال من ابناء المسلمين، ونحن نتفكر ما عرض في المسلسل المحلي (طاش) من حلقات تنال من الجهاد وجماعات التحفيظ والمراكز الصيفية وانها تفرخ الارهاب وهم بمثل هذه الحلقات يزرعون الارهاب والتطرف ويدمون اللحمة الاجتماعية في هذا الشهر الذي فيه ترابط للأمة وتطهر من الذنوب والآثام ويأتون بمثل هذه الحلقات لنسف هذه المعاني الجميلة، واضاف قائلاً وانا ادعوهم لمراجعة انفسهم لأن هناك فرقاً بين النقد الهادف وبين النقد للدين ولا يجوز لأي انسان كان ان ينتقد امور مقدسة ومحرمة، كما انني اطالب الاخوة ان يتقوا الله فيما يقدمون وعلى القناة التي تعرض مسلسلهم ان يكون لها موقف ايجابي خصوصاً ان من يشرف عليها هم من ابناء هذا البلد الطاهر فاذا هم لم ينتصروا للدين فمن ينتصر له كما على وسائل الاعلام ووزارة الاعلام ان تبتعد عن كل ما يسيء للمجتمع المسلم فهي تمثل اغلبية المجتمع السعودي ولا تمثل الممارسات الشاذة والمنحرفة من قبل البعض بقصد الاساءة للاسلام والمسلمين والنيل من بلاد الحرمين حماها الله.
· آداب النقد
وبين الدكتور انور عشقي الكاتب والخبير الاستراتيجي ان حلقات طاش اصبحت تغزو كل بيت واصبح وجبة رمضانية لا غنى عنها وهي تحمل فكراً طيباً وآخر سيئاً فالشيء الجيد منها تقوم بنقد بعض الظواهر السلبية في المجتمع السعودي ومنها التعصب والقبلية وغيرها من المشاكل التي تضر بالمجتمع ومثل هذه الحلقات يجب ان تدعم وتعزز كحلقة (ايام اللولو) التي عرضت قبل ايام وكذلك (حلقة الاسهم) فهذه حلقات نرحب بها وهي مستقبلة من الجميع، اما ان تتحول حلقات طاش للتجريح في العلماء والدعاة والنيل منهم فهذا امر محرم في الاسلام ولحوم العلماء مسمومة والقرآن الكريم حرم الاستهزاء بالدين حيث قال تعالى(قل ابالله وآياته ورسله كنتم تستهزئون لا تعتذروا فقد كفرتم بعد ايمانكم) وهذا أمر خطير جداً ومثل هذه الحلقات تساهم في تفكيك المجتمع وتصدع اركانه لأنه الاسلام علمنا آدب النقد، فالنقد يجب ان يكون للغرض، لا للشخص، فعلى القائمين على طاش ان يتعلموا آداب النقد وتهذيب الخطأ كما اننا علينا ان ننبههم لاخطائهم ونفورهم حتى يتجنبوا الوقوع في مثل هذه الاخطاء الشنيعة.
· خدمة الغرب
ورأى الاعلامي الدكتور عبدالله هضبان الحارثي ان مسلسل طاش في بعض حلقاته يخدم الفكر المعادي للاسلام واضاف قائلاً انا اعتبرهم جهلاء وليسوا متعمدين للعداوة للدين لأنهم من المسلمين لان الجهل والسخافة والهامشية جعلهم يفعلون ذلك فهم سطحيون لا يملكون الفكرة ولا العبارة فهم يخدمون الفكرة الغربية بالعبارة العربية، ونحن نلاحظ ان من بعد الحادي عشر من سبتمبر اصبح كثيراً من ابنائنا يقوم بدور الخادم لقضايا الفكر الغربي ولمحاربة ما هو موجود في المجتمع الاسلامي واشار الدكتور الحارثي الى اننا لا نعول على اضرار طاش الصلاح ولا الاقتداء بما هو افضل وانما يجب فعله هو ايقافهم عند حدهم وان يحاربوا من جميع القنوات المخلصة للأمة والوطن لأن افكارهم لا تخدم الفضيلة ولا المجتمع ولا الوطن وانما نخدم التعصب وكل ما هو سيء وان يقاطع هذا المسلسل ومطالبة القناة بايقافه لأن اثم اكبر من نفعه.
· ازدواجية المعايير
واعتبرت الكاتبة المعروفة حصة العون ان كتاب حلقات طاش لهم نصيب في تدني مستوى هذا المسلسل ومنهم عبدالله بن بجاد العتيبي الذي كتب حلقة(ارهاب اكاديمي) فقد كان من الفئة الضالة وهداه الله لكنه في هذه الحلقة لم ينظر لهؤلاء على انهم ابناؤنا وقد غرر بهم من قبل الصهاينة واما تقديمهم على انهم اناس مجرمون يستحقون الموت كما رأينا في الحلقة ازدواجية المعايير فالمنشد ينشد وهو يحمل القرآن الكريم وبيده السلاح وهذه اشارة الى ان ديننا دين عنف كما شملت الحلقة على التعدي على اسماء الصحابة والتعدي عليهم والاستهزاء بهم وبالدين وهذا أمر خطير جداً وتجاوز لكل الخطوط المسموحة بها والاولى من العتيبي ان يقدم هؤلاء الشباب على انهم مغرر بهم غسلت ادمغتهم فكل شاب يفجر نفسه غائب عن الوعي غائب الفكر والروح دون المساس بالصحوة والدعوة الاسلامية والمراكز الصيفية فهذه الحلقة كانت سيئة ومرفوضة ويجب ان يعاقب كاتبها ومنفذها والقائمون عليها لانها تخدم اعداءنا وفكرهم وهي ثغرة ضدنا وخروج عن المألوف فبدل ان يستخف بالجهاد يجب ان ننقد ستار اكاديمي ونحن شركاء في الجريمة اذا لم ننافح فمثل هذه الحلقات تعتبر سقطة خطيرة لما فيها من عبارات وافكار خطيرة هدامة فمجتمعنا ليس ملائكياً وهو مليء بالاخطاء ومن واجب طاش التصدي لمثل هذه الافكار التي تهدم الدين مثل المنتديات النسائية والتي تحظى برعاية أمريكية باسم حقوق المرأة والهدف منها النيل من المرأة وعفتها وكرامتها وتغريبها لافساد المجتمع وغيرها، لكن ما جاء في طاش للأسف الشديد يعتبر دعماً لوجستياً للغرب وتكريس لافكارهم عنا لذلك يجب علينا مناصحتهم قبل ان يتمادوا في الخطأ.
· صورة نمطية
وقال الناقد محمد بودي يظل طاش جزءاً اساسياً من برنامج المشاهدين السعوديين والخليجيين في شهر رمضان وهو يفترض معالجة درامية لواقع اجتماعي بطريقة فكاهية وساخرة وبعض الحلقات فيها قساوة على المجتمع السعودي وتم فيها تغليب الصورة السيئة لتصرفات بعض المواطنين وهم يمثلون اقلية وليسوا اكثرية وهي تصرفات مخجلة ومخالفة لتعاليم الدين الاسلامي والعادات والتقاليد والمشكلة ان تبقى الصورة النمطية السيئة للمواطن السعودي عالقة بالاذهان فيتلقاها المشاهد الغربي ويأخذ فكرة سلبية عن المجتمع السعودي، والواجب على القائمين على هذا المسلسل ان يقدموا صورتين مختلفين للمواطن في نفس الحلقة احداهما ايجابية والاخرى سلبية كما انه يجب ان تكون المعالجة معمقة وواقعية وليست سطحية وسلبية فالمشاهد واع لما يراه ومن واجبهم ان يحترموا المشاهد ويخاطبوه بالشكل الذي يليق به والا يتجاوز الحدود المسموحة في طرحهم وفكرهم ومعالجتهم.
· أمر مؤلم
الكاتبة والباحثة الاجتماعية سارة الخثلان قالت لقد آلمني ما رأيته هذا العام في بعض حلقات المسلسل المحلي (طاش ما طاش) وخصوصاً في حلقة (ارهاب اكاديمي) حيث وضعوا شريعة الجهاد موضع سخرية وكأننا نحن المسلمين لا نرى هذه الحلقة فلم يحترموا مشاعرنا وتجاوز كل الحدود المسموحة بسخريتهم واستهزاءهم وهذا امر يؤلم كل مسلم وتساءلت الخثلان الى هذا الحد وصلنا نستهزئ بالدين وبالعلماء دون رقيب ولا حسيب؟
واضافت ما هكذا تعالج الامور فالشيء الذي يجب ان نتمسك به هو ديننا ويجب ان نكون مخلصين لتعاليمه ومن المؤسف ان نجعل شعائر الدين محل نقد فنحن نرحب بالحلقات التي تنقد الظواهر السلبية في مجتمعنا السعودي دون التعدي على الدين والعادات والتقاليد فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا وندعو الى نقد الذات لا المساس في القيم بل الواجب تأصيلها وتربية المجتمع عليها لأنه تحافظ على تماسك المجتمع وبنياته.