المضارب الطويل: أتوقع وصول مؤشر الأسهم السعودية إلى 13 ألف نقطة قبل نهاية العام
قال لصغار المستثمرين في حديث لـ الشرق الاوسط : الطمع محرقة .. ولا بد من تحديد الخسائر والأرباح قبل دخول السوق
زيد بن كمي
توقع سامي عبد الرحمن الطويل المستثمر في سوق الأسهم السعودي وعضو مجلس إدارة بعض الشركات المساهمة ومنها اسمنت تبوك وشركة شمس في حوار مع «الشرق الأوسط» في الرياض, أن يتجاوز مؤشر سوق الأسهم السعودية 13 الف نقطة قبل نهاية العام الجاري، مستندا في توقعاته إلى دعم النتائج الإيجابية للشركات القيادية في السوق وفي مقدمتها شركة سابك.
> بداية ما هي توقعاتكم لحركة سوق الأسهم السعودية خلال الربع الرابع خاصة أن الشركات بدأت الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثالث لهذا العام؟
- أسعار الأسهم دائماً كما جرت العادة تسبق نتائج الأرباح وخاصة للشركات القيادة، حيث يبدأ المتداولون تداول بعض المعلومات المتسربة أو الشائعات التي تروج في صالات التداول رغم أنها قد لا تكون حقيقة إلا أنها تحدث تفاعلا أحيانا لسعر السهم إذ عادة ما نلاحظ أن أسعار بعض الشركات ترتفع قبل إعلان النتائج.
ونحن نتوقع للفترة المقبلة أن شركة سابك سيكون عليها تحرك قوي إضافة إلى الشركات القيادية. كما أن شركات المضاربة شهدت خلال الفترة الماضية تحركا بشكل كبير وهو محفز للشركات الأخرى لأن يكثف المتداولون التداول والشراء عليها. وأتوقع في الفترة المقبلة ان يكون هناك تداول قوي على الشركات القيادية وأن يتجاوز المؤشر العام للسوق 13 ألف نقطة.
> بماذا تفسر الارتفاع الحاد لأسعار الشركات غير الرابحة أو ما تسمى الشركات غير ذات العوائد خلال الفترة الماضية وثبات أسعار الشركات القيادية خاصة إن البعض يشير الى أن السوق يعيش مرحلة غير متوازنة؟
ـ لدينا مصطلح جديد خرج للسوق وهو «تعويض الخسارة» كون انهيار سوق الأسهم نهاية فبراير الماضي وما تبعه في مارس وأبريل تأثر منه كبار المضاربين وصغار المستثمرين. ومصطلح «تعويض الخسارة» انطلق من الشركات الصغيرة، فأي متداول في سوق الأسهم وتعرض لخسائر كبيرة خلال الفترة أمامه حلان، الأول أن ينتظر أن تصل أسعار أسهم الشركات التي يمتلك أسهمها الى أسعارها السابقة وهو الأمر الذي قد يستغرق وقتا أطول. بينما الحل الثاني هو البدء في تسييل المحافظ في تلك الشركات والتوجه إلى أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة وهو ما حصل الآن وأبرز مبدأ تعويض الخسارة .
> معنى ذلك أن جميع ما يحدث في السوق الآن هي مضاربة دون الاستناد لقرارات استثمارية؟
ـ صحيح كون السوق فيه مجال قوي للمضاربة وكل يريد تعويض خسارته في بعض الشركات التي رأسمالها صغير وهناك إمكانية السيطرة عليها ورفع أسعارها دون الإضرار بالآخرين ودون تجاوز التعليمات الصادرة من هيئة سوق المال في سلوك التداول على الأسهم لتمنح الشركات الصغيرة تعويضا كبيرا لكثير من المضاربين لما حصل من انهيار في فبراير.
> لكن هل أنت مع هذا السلوك من التعامل في سوق الأسهم لتعويض خسائرك؟
ـ أنا حقيقة مع أي سلوك للسوق على أن لا أضر بالآخرين وفي نفس الوقت يدعم استثمار الشخص في سوق المال إضافة إلى عدم تجاوز تعليمات هيئة سوق المال.
> لكن مع هذا يدور حديث بان سوق الأسهم حالياً تكثر فيه الإشاعة ويقاد بمجموعات وتكتلات من كبار المضاربين فهل هذا صحيح؟
ـ طبيعة أي سوق في العالم يقوم جزء منه على الإشاعات وعندما تكون شركات خاسرة ومتآكل رأسمالها وتحقق أسعارا عالية فيتحدث الناس أن هذه الشركة لديها تغير نشاط أو لديها رفع رأسمال وهكذا تطلق الشائعات. بالنسبة للمجموعات نحن نسمع أن السوق يدار بتكتلات وهذا يقودنا إلى الحديث عن أشباح وإن كان بالفعل مفهوم التكتلات في سوق المال مثل رفع سهم معين هذا يخالف الأنظمة لكن فعلياً هل توجد وثائق تثبت وجود تكتلات في سوق المال. يبقى هذا حديث مجرد يتداوله الناس ولكن في الشاشة لا يوجد مجال أن نعرف أن السوق يدار بمجموعات أو لا يدار فهو شي غير واضح ومع ذلك فهو يتضح لهيئة سوق المال فلو لاحظت الهيئة هذا الأمر بالتأكيد أنهم سيتدخلون.
> كيف تصف المرحلة التي مرت بها سوق الأسهم منذ مرحلة الهبوط في فبراير وحتى الانتعاش الجزئي الذي يعيشه حالياً؟
- السوق مرت بمرحلة انهيار كبيرة ومع الأسف الشديد لم تعالج في فترة الانهيار بما يستحق من معالجة علمية. نحن كنا نسمع أنها عملية تصحيح وأن هناك تضخما في السوق، نعم هو صحيح هناك تضخم في السوق لكن أن يصل الانخفاض أكثر من 50 في المائة من قيمة المؤشر نزولا وبعض المسؤولين يتحدثون أنه تصحيح، اعتقد أنه تلاعب بالعبارات. فلا بد أن نناقش أسباب الانهيار ونضع حلولا معينة ونحن لم نجد أي حلول خلال فترة الانهيار حتى تدخلت القيادة بشكل قوي وحاولت تصحيح بعض الإجراءات التي اتخذتها هيئة سوق المال والقرارات القديمة وعالجتها الدولة في بعض القرارات ليمر السوق في فترة ركود نحن نسميه «التقاط الأنفاس» أو المكاشفة بين المضاربين لحصر خسائرهم في السوق بعد تلك الفترة. حيث بدأ التركيز على مبدأ تعويض الخسارة من خلال الشركات الصغيرة.
> لكن هل ترى بعد هذه المرحلة أنها عولجت تلك المشاكل في سوق الأسهم؟
ـ الحقيقة أن السوق بعد الانهيار يحتاج الى وقت طويل لإعادة البناء وإعادة الثقة للسوق والطمأنينة للمتعاملين خاصة ان عوامل عودة السوق لنشاطه السابق كارتفاع أسعار البترول وقوة اقتصاد البلد والسيولة وقاعدة المستثمرين لم يتغير شي لتكون فقط فترة خوف يمر بها السوق حالياً، وأتوقع أنه بأي لحظة قد ينطلق السوق للأعلى.
> أنت عضو مجلس إدارة عدد من الشركات المدرجة في سوق الأسهم ومنها شركة أسمنت تبوك وشركة شمس وغيرها فلنتحدث حول أسمنت تبوك كان هناك حديث عن دخول أسمنت تبوك بشراكة مع أسمنت الجوف ولم يتم حتى الآن أي شي هل توقفت المفاوضات أو ماذا حصل؟
ـ حقيقة الإشاعة هذه أطلقت من بعض المستثمرين من شركة أسمنت الجوف ونحن ليس لدينا أي اتصال مباشر مع شركة الجوف ولم نقم بأي مخاطبة لهم. ولكن نحن لدينا مشروع أسمنت الشمال وكان مشروع باتفاق مع شركة أسمنت القصيم وحاولنا إيجاد مصنع في المنطقة الشمالية وبحثنا عن المواد الأساسية لصناعة الأسمنت وعملنا فرق بحث ولم نجد في المنطقة أي مواد أساسية لصناعة الأسمنت، عند ذلك قررت أسمنت القصيم وأسمنت تبوك إيقاف المشروع، وحولنا بعد ذلك إلى توسعة الخط الخاص بالشركة وهو خط إنتاج جديد يوازي الطاقة الإنتاجية الحالية وقد سبق أن أعلن عنه.
> لكن كيف تستفيدون من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية خاصة أنها حالياً في مرحلة بناء وأنتم قريبون منها نوعاً ما؟
ـ حقيقة شركات الأسمنت تمر بطفرة غير مسبوقة بحيث أقدر ان أقول لك أن إنتاج أسمنت تبوك لعام 2006 تم بيعه بالكامل والذي أعلن عنه في وقت سابق ونحن نتوقع من خلال الخطط الموضوعة لأسمنت تبوك أن إنتاج عام 2007 أيضا سيباع بالكامل، كون البلد يعيش أزمة عجز في الأسمنت. إما بالنسبة لمدينة الملك عبد الله فهي محفزة لمصنع أسمنت تبوك والمصانع الأخرى وسنعمل على زيادة الإنتاج ومع ذلك لن نغطي احتياج المدينة، كوننا نعيش ارتفاعا عاليا على الطلب على الأسمنت.
> هل يعني ذلك وجود مخاطبات بين أسمنت تبوك ومدينة الملك عبد الله لتزويدها بالأسمنت خلال الفترة المقبلة؟
ـ لا. اتصال مباشر لا يوجد، حتى الآن مخاطبات، لكن نحن في شركة أسمنت تبوك سنعمل على بيع الإنتاج الفعلي للشركة سواء للمدينة أو غيرها، كوننا عقدنا اتفاقيات الآن لبيع نحو 75 في المائة من إنتاج المصنع الفعلي لعام 2007 ونتوقع بيع إنتاج المصنع بالكامل لعام 2007.
> إلى أين وصل مصنع أسمنت تبوك للجبس؟
ـ الدراسات الاقتصادية والفنية على وشك الانتهاء ولدينا مجلس إدارة قادم اعتقد ستعرض عليه تلك المشاريع والدراسات لمناقشتها.
> بدأت موجة لدى رجال الأعمال الجدد بالاستحواذ على الشركات الصغيرة من الرعيل الأول وخاصة الخاسرة والعمل على نقلها لمرحلة الربحية هل أنت منهم؟
ـ حقيقة المستثمر في سوق المال السعودي لديه خياران إما أن يستثمر في شركات معينة وينتظر أرباحها أو ارتفاع أسعارها أو مستثمر يدرس الشركات ونوع أنشطتها ليبدأ في تقييم الشركة ليتم الاستحواذ عليها ومن ثم تطويرها وتبدأ عملية السيطرة على الشركة لانتزاع مجلس الإدارة. وبعض مجالس إدارات الشركات يعتقد أنها ملك خاص وهذا نشاهده في الجمعيات العمومية وحدث للأسف في بعض الشركات، والمشكلة ليست في إدارات الشركات بل في الأنظمة كون المستثمر في السوق إذا قرر أن يستحوذ على الشركة يواجه بعض العراقيل. إلا أن نظام حوكمة الشركات الذي أصدرته هيئة سوق المال والذي نأمل الإسراع بتطبيقه لحفظ حقوق المستثمرين خاصة أن بعض الشركات تستغل من أعضاء مجلس الإدارة للاستفادة الشخصية إلا أن نظام الحوكمة سيقضي على مثل هذه الإشكالات.
> لكن أسمح لي أنتم كأعضاء مجالس شركات تتهمون بتسريب المعلومات والإشاعات في السوق؟
- أنا لا أنفي ولا أؤكد ذلك، إلا أنه تكمن المشكلة في ثقافة المتداولين في السوق كوننا نتفاجأ في فترات الحظر بإطلاق إشاعات من المتداولين بأن الشركة الفلانية ارتفع سعرها كون رئيس مجلس إدارتها رفع السعر، مع أن النظام يحظر على رئيس مجلس الإدارة والأعضاء بعدم البيع أو الشراء في فترة الحظر ويعرضهم للمساءلة. إما بالنسبة لتسريب المعلومات قد يحدث خاصة من بعض الأعضاء أو بعض مجالس الإدارات وهو شي مؤسف، لكن دعني أشير إلى أن المعلومة في أي شركة مرتبطة بثلاث جهات هي وزارة التجارة وهيئة سوق المال والشركة فلذلك تتداول بين تلك الجهات سواء بتغير نشاط أو استخراج ترخيص فهي تمر على عشرات الأشخاص من موظفي الشركة أو المسئولين في الإدارات الحكومية أو الموظفين فيكون هناك عدم السيطرة على المعلومة كونها تمر على أكثر من جهة.
> يشاع أن سامي الطويل هو مضارب بعض الشركات وخاصة الصغيرة أو يستحوذ عليها هل هذا صحيح؟
- أتمنى أن أصل لهذه الدرجة لكن هذا غير صحيح. أنا أحد المتداولين في سوق الأسهم وأتمنى أن أصل الى مرحلة أحتكر أسهم شركات معينة في سوق المال.
> ما هي النصيحة التي توجهها لصغار المستثمرين في سوق الأسهم؟
- ابن آدم بشكل عام طماع وأنا أقول لعامة المتعاملين أن الطمع محرقة يجب أن يركزوا في تعاملهم خلال السوق وتكون خططهم شهرية بحيث يكون أول الشهر حققت الهدف أخرج من السوق حتى الشهر المقبل ويكون هناك تحديد لنسبة الخسارة التي يتقبلها والربح الذي يريده من السوق.