نشرت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية موضوعا بعنوان (الشباب السعودي يستخدم تكنولوجيا الهواتف النقالة ليتحايلوا على حراس الرومانسية) للصحافي Kevin Sullivan الذي كتب أن شابا سعوديا يدعى حسام قام بملاحقة شابة سعودية بسيارته في الثالثة صباحا، حيث كانت الفتاة تجلس في المقعد الخلفي مع سائقها مغطاة بالرداء الأسود ولا يظهر منها إلا عيناها؛ محاولا إعطاءها رقم هاتفه المحمول من خلال إرسال رسالة تحمل اسمه ورقم هاتفه بواسطة تقنية البلوتوث، ونظرا لأن السيارتين كانتا تسيران بسرعة عالية تصل إلى 100 ميل، خشيت الفتاة من هذه السرعة فقررت أن تقبل الرسالة حتى يخفف السائق من سرعة السيارة، ويتركها وشأنها.
وبعد أسبوع قامت الفتاة التي تسمى (الدلوعة) وهي طالبة جامعية في الحادية والعشرين من العمر ومن عائلة سعودية متحفظة جدا، بالاتصال بحسام من باب الفضول وتحدثا لمدة ثلاث ساعات عن كل شيء وكأنهما يعرفان بعضهما بعضا منذ سنين طويلة، بعدها تحدث حسام مع ثلاثة من أصدقائه عن هذه المكالمة، وكان فخورا بأن يحظى بهذه الفتاة التي سحرته عيناها من النظرة الأولى. فيما كانت تشعر (الدلوعة) بارتياح وإعجاب بحسام الذي كان واضحا وصريحا معها خلال المحادثة - كما روت هي للصحافي الأمريكي - الذي لم تذكر له اسمها الحقيقي خوفا من أهلها.
في حين اعترف حسام للصحافي الذي استغله لكتابة قصة عن كل الشباب السعودي، أن ما قام به يعتبر تصرفا خاطئا لكنه يريد أن يعيش قصة حب قبل الزواج لكن العادات والتقاليد ترفض قصص الحب قبل الزواج، ولم يسبق له أن عاش قصة حب إلا مرة واحدة قبل معرفته بـ (الدلوعة)، وأنهى هذه العلاقة؛ لأن الفتاة التي كان يعرفها كانت لا تخرج معه إلا مرة واحدة كل سنة؛ لأن أهلها متشددون.
وبعد تلك المحادثة توصل حسام والدلوعة للقاء بعد يومين في أحد المطاعم اليابانية الساعة العاشرة مساء، حيث ذكرت لأهلها أنها سوف تلتقي صديقاتها على العشاء، وجلسا أمام بعضهما بعضا وخلعت غطاءها عن وجهها بعد عشرة دقائق من التوتر الذي أصابهما، وانبهر حسام بجمالها وبعدها اتصل بأصدقائه وقال لهم كم هي جميلة! وتمت بينهما عدة لقاءات في سيارته وفي إحدى المرات ذهبا في رحلة بحرية، حتى اقتنعا تماما بأنهما يجب أن يرتبطا رسميا، لكن حسام قال للصحافي ضاحكا إن أصعب موقف سيواجهه هو كيفية إقناع والدته، بينما الفتاة قالت للصحافي إن والدتها ستتفهم الوضع وستساندها، لكن والدها سيصعب إقناعه، لكنها وحسام اتفقا على أنهما سيجدان الحل.
للأسف عرض حسام نفسه لفضيحة دولية؛ لأنه سلم نفسه لصحافي أمريكي جعل منه مادة إعلامية قراؤها ملايين البشر، حيث قام الصحافي بنشر صورة حسام مع الخبر في الصحيفة وفي الموقع الإلكتروني، ولو توفر له اسم الفتاة وعائلتها لما تأخر لحظة في فضيحتها.
لا ألوم هذا الصحافي الذي وجد بعضا من الصحافيين الخبثاء من أبناء جلدتنا ويعيشون بيننا ليدعموه ويساندوه ويقدموا له ضحايا من البسطاء حتى يكتب عنهم لتسويق فكرة أننا مجتمع منحط، ويسوق فكرة أننا مكبوتون ومضطهدون كما ذكر الصحافي في موضوعه. ولكن ألوم كل من يدعم صحافيا أجنبيا يطرق بابنا لينقل عنا حالات شاذة وينشرها على أنها عادات المجتمع ككل.
بل ألوم عائلة الدلوعة التي تركت ابنتها حتى الثالثة صباحا بمفردها في الشوارع مع السائق، وتساهل والدتها معها في خروجها ودخولها، وألوم حسام ومن مثله الذين يجاهرون بما ستره الله عليهم، والتحدث أمام الأصدقاء عن بنات الناس، وأذكرهم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه).
تعليق:
الله المستعان أصبح الذي يحافظ على محارمه متشدد؟
أصبح أعدنا يجعلون منا للوسائلهم مادة دسمه
................................
منقول مع بعض الإظافات