.
.
أيها المعبّرون ..
هذه قصتي : رأيت فيما يرى النائم .. أن فتاة أعرفها ولم أراها .. قد حضرت إليّ وبصحبتها فتاتين جميلتين .. وجلسن جميعاً خلفي في مجلس غريب عليّ ( أي أنني لا أعرفه ) وكان معي أحد الأصدقاء .. كان القلب يذوب إشتياقاً للنظر إليها .. ولكنني محرج من مرافقيها .. وصديقي الجالس بجانبي .. جلسنا جميعاً ننظر الى برنامج حواري .. كأنه يعرض على صفحات غرابيل .. فجأة .. غشي النعاس صديقي والفتاتين .. قامت هي بخطى رصينه حتى جلسة أمامي .. وأخذت تحدثني حديثاً عادياً وكأنها تقصد به مدخلاً لخلجات القلوب .. تجاذبنا أطراف الحديث حتى وصلنا الى ما نريده أنا وهي .. أخذت تقترب ... حتى تلاصقت جسدينا .. ووضعت رأسها على صدري وخديها في متناول لثماتي .. ونحن بهيئتنا ( لباسنا الساتر الضافي ) .. هنا ذرفتي دمعة حرّى .. وكأني أودعها ... هي كذلك بكت بكاء حاراً .. وهي تردد ( لو أننا لم نفترق ) ..في هذا الأثناء .. صحيت من نومي .. حاولت أن أغط نفسي لكي لا نفترق .. ولكن هيهات هيهات .. لقد حدث ما أخشاه ... لم أعد للنوم ولا للحلم .. ذهبت للنت أتصفح هل أجد تلك القصيدة التي كانت ترددها ( وأنا أعرفها أنها للشاعر فاروق جويده ) .. فلم أجد أن أحداً نقلها للمنتدى ... فتحت الماسنجر .. فإذا برسالة تصلني على الإيميل .. بنفس القصيدة ومن شخص مجهول لدي ... وأقسم على ذلك ... هنا .. راسلته فلم يرد عليّ ... إسمه على عنوانه ( نظر عيني ) ...!!!!
إليكم القصيدة :
لو أننا لم نفترق
لبقيت نجماً في سمائك سارياً
وتركت عمري في لهيبك يحترق
لو أنني سافرت في قمم السحاب
وعدت نهراً في ربوعك ينطلق
لكنها الأحلام تنثرنا سراباً في المدى
وتظل سراً في الجوانح يختنق
****
لو أننا لم نفترق
كانت خطانا في ذهول تبتعد
وتشدنا أشواقنا
فنعود نمسك بالطريق المرتعد
تلقي بنا اللحظات
في صخب الزحام كأننا
جسد تناثر في جسد
جسدان في جسد نسير وحولنا
كانت وجوه الناس تجري كالرياح
فلا نرى منهم أحد
***
مازلت أذكر عندما جاء الرحيل
وصاح في عيني الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمري في يديك
رياح صيفٍ عابثٍ
ورماد أحلام .. وشيئاً من ورق
هذا أنا .. عمري ورق .. حلمي ورق ..
طفل صغير في جحيم الموج حاصره الغرق ..
ضوء طريد في عيون الأفق ..
يطويه الشفق ..
نجم أضاء الكون يوماً واحترق ..
***
لا تسألي العين الحزينة ..
كيف أدمتها المقل ..
لا تسألي النجم البعيد ..
بأي سر قد أفل ..
مهما توارى الحلم في عيني
وأرقني الأجل
مازلت ألمح في جبين الأفق
نجمات جديدة ..
وغدا ستورق في ليالي الحزن
أيام سعيدة ..
وغدا أراك على المدى ..
شمسا تضيء ظلام أيامي ..
وان كانت بعيدة ..
***
لو أننا لم نفترق
حملتك في ضجر الشوارع فرحتي ..
والخوف يلقيني على الطرقات
تتمايل الأحلام بين عيوننا
وتغيب في صمت اللقل نبضاتي
والضوء يسكب في العيون بريقه
ويهيم في خجل على الشرفات
كنا نعانق في الظلام دموعنا
والدرب منفطر من العبرات
وتوقف الزمن المسافر في دمي
وتعثرت لوعة خطواتي
والوقت يرتع والدقائق تختفي
فنطارد اللحظات باللحظات
ما كنت أعرف والرحيل يشدنا
أني أودع مهجتي وحياتي
ما كان خوفي من رحيل آتي
لم يبق شيئا منذ كان وداعنا
غير الجراح تئن في كلماتي
لو أننا لم نفترق
( لبقيت في زمن الخطيئة توبتي
وجعلت وجهك قبلتي وصلاتي )
لحظة .................. وداع
إعصارنار ،،،