أداء متباين للسوق السعودية.. المؤشر العام يتراجع وأسهم 32 شركة تصعد
تباين أداء سوق الأسهم السعودية، التي تراجع مؤشرها العام أمس إلى 64.08 نقطة، أو ما يعادل 0.55 في المائة إلى مستوى 11608.33 نقطة. ووفقا لتداولات الأمس ارتفعت أسعار أسهم 32 شركة، منها أسهم ثماني شركات بلغت أعلى سعر يسمح به نظام التداول في اليوم الواحد، الذي ينقسم العمل به على جلستين صباحية ومسائية. ويعكس الوضع الحالي للتداولات، التي تجري في سوق المال، أن السوق انقسمت تلقائيا، لتظهر قائمة أولى تضم الأسهم القيادية وعددا من أسهم العوائد، وقائمة أخرى تضم عددا من أسهم المضاربة وأسهم الشركات التي تعاني من مشاكل مالية.
السيولة والثقة
* وأثبتت التداولات الأخيرة يوما بعد آخر، أن السوق تنتظر حدثا مهما، غير أنه من المبكر الكشف عن طبيعة الحدث المرتقب، خاصة في ظل تنامي مستويات السيولة بشكل لافت.
يشار إلى أن قيمة إجمالي التداولات التي تمت أمس، قفزت إلى مستوى 35.5 مليار ريال (9.473 مليار دولار)، وذلك إثر تداول 470.8 مليون سهم، نتيجة تنفيذ 646.5 ألف صفقة. وفيما ارتفعت أسعار أسهم 32 شركة، تراجعت أسعار أسهم 45 شركة، وذلك من أصل أسهم 81 شركة مدرجة في سوق المال.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان، وهو خبير في تحليل تعاملات الأسهم السعودية، أن مستوى الإقفال الذي تم أمس يعتبر جيدا إلى أبعد حد، معتبرا أن التراجع الذي طرأ على أسعار العديد من الأسهم قاد إلى فك الاحتقان الحاصل في السوق أخيرا.
واعتبر أن تنامي مستوى السيولة المدورة في السوق دليل واضح على ارتفاع مستوى الثقة بين في أوساط المتداولين، مشيرا إلى أن ذلك هو ما أدى إلى تسجيل عدد من الأسهم أعلى نسبة صعود يسمح بها النظام، على الرغم من سيطرة اللون الأحمر على المؤشر العام وعدد من أسهم القيادة.
خلل في قطاع الصناعة
* من جانبه، قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس فيصل المهنا، وهو أيضا من خبراء تحليل تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس، إن خللا ما، أدى إلى كبح الأسعار في القطاع الصناعي الذي لا يزال مرشحا لقيادة التعاملات المقبلة.
واعتبر أن سوق المال السعودية تحتاج إلى تفاعل الأسهم القيادية، كما تحتاج إلى فك الضغط الحاصل على المؤشر العام من قبل أسهم القطاع البنكي وبعض الأسهم القيادية الأخرى، التي لا تزال تقبع تحت سيطرة قوى لم تنته من التجميع فيها حتى الآن.
وبين أن قرب موعد إعلان النتائج المالية عن أعمال الربع الثالث من العام الحالي، سيكون مدعاة لتحفيز أسهم العوائد، مشيرا إلى أن العديد من الأسهم الصناعية والإسمنتية جاهزة للارتفاع. وتوقع أن تقود الأسهم الصناعية الثقيلة حركة المؤشر العام خلال التعاملات المقبلة.
وهنا عاد الدكتور أيمن السمان ليوضح أن مشكلة المؤشر العام الحالية تكمن في عدم تجاوب الأسهم الصناعية مع المحفزات المعروفة لقطاع الصناعة، معتبرا أن أسهم هذا القطاع تأخرت كثيرا عن أداء دورها، في الوقت الذي تقترب فيها أسهم قطاعي الزراعة والخدمات من إكمال دورها.
المؤشر لا يعكس الحقيقة
* وبشأن وضع المؤشر العام، التقط المهنا أطراف الحديث مجددا، بقوله «المؤشر العام لا يعكس حقيقة السوق نتيجة الضغط القوي الذي تعاني منه بعض أسهم القيادة».
وفي المقابل اعتبر السمان أن الدور الذي تلعبه الأسهم القيادية يتركز في إحكام السيطرة على الوضع العام لسوق المال، وهو ما يبعث على الارتياح، معتبرا أن التداولات تتم حاليا بشكل احترافي واضح.
وهنا تدخل أحمد السالم، وهو خبير في تحليل تعاملات سوق الأسهم السعودية، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤشر العام تم استخدامه أمس في محاولة لإنزال قيمة أسعار بعض الأسهم التي بالغت قوى الشراء في رفعها خلال الفترة الماضية.
وحسب السالم، فإن هذه المحاولة واجهتها قوى شراء أسهم المضاربة بدفاع مستميت عن أسهمها، وهو ما يفسر وجود عدد كبير من الأسهم الخضراء، على الرغم من سيادة اللون الأحمر على أسهم العديد من الشركات ذات العوائد.
وضع السوق اليوم
* وعن الوضع المتوقع لتعاملات اليوم، قال السالم، قد تستمر محاولات الضغط على المؤشر العام، بالتزامن مع موعد انعقاد الجمعية العامة لشركة إعمار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
لكنه شدد على أن الضغط لن يستمر طويلا، على اعتبار أن المسار العام لمؤشر سوق المال سيظل صاعدا حتى الثلث الأول من رمضان المقبل. يشار إلى أن دخول شهر رمضان المبارك، سيوافق يوم الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الجاري.
الشرق الأوسط 12-9-2006