الى أين رحل محمد .. ؟؟
وحيدةٌ والخوف يقتلني ,, أشعر بنوع من الألم يجتاحني ,, و ما عدت أقوى على التصبر ,, حلم يراودني ,, وواقع أحياه ,, و أنا بين هذين ضائعة ,, لا أعلم إلى متى سيبقى هذا الحال المؤلم هو حالي ,, بين جدران المنزل أحيا ,, لا من خليل ,, ولا من أخ ٍ يشاطرني ,, و يسأل عن حالي و أخباري .. !!!
واقع مؤلم يهشم قلبي مع كل يوم يمر ,, فلا أزال أعيش على ذكرى فراق مر المذاق ,, ولا أزال أعيش على أمل عودة القدر يقول بأنها شبه مستحيلة .. !!! فكيف لي أن أعيش واقعي و أنسى ,, والفكر والقلب يأبيان ذلك .. !!! إنني خائفة من وحدتي القاتلة هذه .. !!! خائفة من القادم .. !! خائفة من نفسي .. !!!
مرت سبع سنون منذ تلك اللحظة ,, و أنا في كل عام وفي مثل هذا التاريخ ,, أبقى مستيقظة حتى الفجر ,, على ضوء ضئيل من شمعة بيضاء محترقة ,, أشكو للاله همي ,, و أبكي على أيام عمري ,, و أتذكرى ما قد مضى من حياة مؤلمة ,, فالسنين تمضي ,, و حياتي تمضي إلى الاسوء ,, ولا زلت أجهل ماذا يمكنني أن افعل ,, فالعقل والقلب كليهما معاً ,, وأنا تائهة بين تأييدهما ,, و تأييد الواقع ... !!!
نعم ,, سبع سنين ما أقساها .. !! عشتها في ألم ووجع وشجن .. ! لم أذق بها طعم الحنان ,, ولم أعش بها لحظة فرح ,, فكل ما احتوته تلك السنين الاوجاع المتتابعة ,, والبعاد ,, وبقايا ذكريات .. !!!
لا أعلم من أين اشرع في سرد حكاية شجني هذه .. !! فالألم اقوى مني بكثير ,, ألم ضياع ,, من بعد فراق .. نعم ,, ضياع من بعد فراق محمد .. !!! محمد هو الحبيب الذي كنت أنتظر مقابلته منذ وعيي وإدراكي بمفهوم الحب ,, هو مؤنس وجودي بهذه الحياة ,, هو من علمني كيف أحيا ,, ومن دونه ما كنت لأعيش .. ! محمد هو المدرسة التي أخذت منها دروسي الحياتية ,, والتي جعلتني كفيلة أن اجيد التصرف في الامتحانات الدنيوية .. !!! محمد ومحمد ومحمد ,, محمد هو كل شيء .. !! هو الروح والقلب والعقل .. !!!
كان زميلي بالجامعة ,, حيث أبتدأت علاقتنا بملاطفة كلامية ,, وبعدها وقع ميول كان ملحوظ .. !! الانجذاب كان واضح لحد كبير ,, فشخصيته القوية وفكره الراقي ,, إلى جانب أخلاقه ,, جعل قلبي و عقلي يختاراه ,, أختاره هو من بين الزملاء ,, في مقابل قلبه وعقله أختارني أنا من بين الحاضرات .. !!!
قد تبدو العلاقة التي جمعتنا لأي كان علاقة حب عادية ,, كتلك التي تجمع أي شخصين ثم سرعانما تختفي وسط زحام الظروف ,, و إن كنا ندعي بأنها مختلفة ,, فإننا نتشبه بالحب الذي لا يحدث الا بالافلام .. !!! ولكن الواقع كان يقول العكس .. !! أحببته حب حقيقي ,, حب صادق ,, حب لا تشوبه أي شوائب ,, وهو الاخر أحبني حباً لا تتخلله أي مصالح دنيئة كتلك التي يفرضها الشباب على من يحبون .. ! ويتسترون برداء الحب لاقناعهن .. !! فأما محمد ,, فقد كان مختلف ,, مختلف بشكل كبير ,, إذ كان رجلاً ولا كل الرجال . . !!
فإن ابتغيت مدح محمد فإني احتاج لسطور وصفحات ,, بل أحتاج لكتب و لن اوفي بذلك .. !!! فالحب هذا كان اسمى وأطهر مما كنا نسمعه ومما كان يتراءى أمام ناظرنا ,, مما جعلنا نمقت الحب لكونه أمر مكروه لدى الكثير من العوائل التي تخشى على بناتها من الوقوع في حفرة الحب خوفاً من تلك الذئاب .. !!!
أحبني ,, وأحببته ,, والزواج هو الحلقة التي لابد من إكمالها ,, فتقدم لخطبتي بعد سنة حب كاملة ,, وبعد المعرفة الحقيقية التي جمعتني به ,, وحدثت مراسيم الخطبة بين أهله ووالدتي وأخي ,,, إذ لم يكن لي سوى أخاً واحداً يبلغ من العمر 15 عاما مع والدتي التي توفي والدي عنها منذ فترة طويلة ,,
تم الاتفاق على كل الامور ,, على موعد عقد القران ,, على المهر ,, على في أي الصالات ستكون الحفلة .. إلخ .. !!! و كم كانت سعادة قلبي سعادة ما مثلها سعادة .. !!
سأكمل لاحقاً ,,
وعلى فكرة القصة منقووووولة
تحياتي
نور