[align=center]
قارئة الفنجـــــــــان
استوقفتني في غربتي عجوز تبدو على ملامحها وعلى مظهرها الفقر .
نظرت إلي متبسمة وقالت .
من أي البلدان أنت.
قلت : أنا من بلد الخير ولعطا.
من بلد البذل والصخا.
بلد الإنسانية والرحمة .
قالت : اختصر .
قلت : من بلد الوحي .
بلد الرسالة .
أنا : من خير البلدان .
ضحكت حتى بانت تلك الأسنان المتكسرة ، وتلك الأنياب المتسوسة .
قالت : ها.
عرفت الآن أنت من أي البلدان .
نظرت إلي وقالت :
هل تريد أن تعرف حظك يا إنسان.
قلت : وهل عندك علم بالأقدار .
قالت : نعم اجلس .
وسوف تعرف ماذا افعل بالفنجان .
مدت يدها في حقيبة كانت على كتفها .
وأخرجت من حقيبتها فنجان .
وصبت فيه قهوة باردة من زمان .
ثم حركت إصبعها المكسور في الفنجان .
وتمتمت بشيء من الكلام .
وادعت أن عندها علم بالأقدار.
نظرت إلى وقالت
شف يا إنسان.
أنت فيك كذا ، وكذا .
وسوف يحصل كذا ، وكذا
ثم سكتت عن الكلام .
نظرت إليها وقلت .
خلاص انتهى علمك بالأقدار .
قالت بلا :
ضحكت ضحكة قوية وقلت .
من شاف إصبعك المكسور يتحرك في الفنجان .
ما صدق بعلمك ومعرفتك للأقدار.
تركتها وهي تتأمل في الفنجان .
.
بقلـــــــــــم :
عاشق الغربة ..
مع اصدق واعذب تحية ..[/align]