في خضم هذا العصر المتسارع والمتميز بالتقدم العلمي والتطور التكنولوجي ظهرت "الشبكة العنكبوتيه ".. وأصبح لديك القدرة على "التواصل" مع الآخرين والتحدث "مباشرة" عن طريق الماسنجر الذي يعتبرونه "أحدث طريقة للتواصل بين الجنسين" لاحظ "الجنسين"..وليس أحدث طريقة للتواصل بين "الناس"؟؟
ولكن المشكلة أن الماسنجر أصبح وسيلة "للمتعة" وليس "للعلم والفائدة"،نعم ..ليس الكل ولكن "الكثير".
وتحدثنا الإحصائيات عن أرقام "مفجعه" عن العلاقات السيئة والنهايات التعيسة التي تنتهي بها علاقات الماسنجر،أضف إلى ذلك "التحول الأخلاقي"بعد كل تجربة من هذا النوع ،حيث تقود مثل هذه التجارب إلى تحولات بشعة وسيئة في شخصيات وسلوكيات أفرادها.
يتساءل عماد : هل الماسنجر هو وسيلة للتنفيس عن "المتعة الجنسية" أم هو بحثٌ عن "الذات المفقودة" أم هو محاولة من يائس لاستعادة "توازنه المهزوز" أم هل هو نتاج عدم "تقبل الواقع" الذي يعيش فيه.
ويستمر في تساؤلاته: أم انه ناتج عن عدم التوافق بين الشخصية التي يحملها الشخص والشخصية التي يتمناها لنفسه , مما يدفع الفتى أو الفتاة إلى القيام بتصرفات وسلوكيات "غير متزنة" ومهزوزة ,وذلك "بتقمص "شخصية خيالية حالمة رسمها لنفسه تشعره بالأمان والانتماء الوهمي , وهو يقبع متخفياً خلف ذلك الصندوق السحري معبراً بكل زيف عن الشخصية الوهمية التي رسمها لنفسه محاولا إقناع الجانب الآخر بأحاسيس وقدرات وهمية أماتت فيه القيم والأخلاق وأبحرت به في دنيا من الوهم والمشاعر الهشة المزيفة،حين إرتضى أن يكون كاذباً على نفسه وعلى الآخرين.
يقول خالد: كان مجرد دخولي للإنترنت لقراءة الجرائد ،ثم بدأت أدخل الماسنجر ،ومع مرور الأيام بدأت لا أفارقه وزادت نسبة محادثاتي حتى أصبحت بالساعات ،وتطور الأمر حتى أصبحت أمارس الجنس عن طريق الماسنجر بالكلمة أحياناً ..وبالصوت أحياناً.. وبالصوت والصورة أحياناً..
ثم يستطرد قائلاً: لست وحدي من يعاني من هذه المشكلة..بل عدد كبير من أصدقائي .
والفاجعة عندما تسمعه يقول: إنني في الحياة العامة أعيش باحترام ووقار ولديّ عائلتي المحترمة..وأعمل في سلك "التربية والتعليم"..ويفترض بي أن أكون "قدوة" لطلبتي. انتهى كلامه.
لقد صدمني المقطع الأخير من حديثه ..كما صدمني المقطع الأول ..وزاد هول الصدمة قول الباحثة ماجدولين الرفاعي : أن الهدف من التعرف على الجنس الآخر في الإنترنت هو الوصول إلى نقطه واحده تتمحور حول "الجنس".
لنكن "صريحين"مع أنفسنا..جميعنا تقريباً لديه ماسنجر. .وكلٌ منا يحكم على نفسه بنفسه. .. وذلك بأن يجيب على هذه الأسئلة بينه وبين نفسه:
-هل تتحدثين أو تتحدث مع الجنس الآخر في الماسنجر؟
- هل تشعر بالسعادة عندما ترى أحدهم يدخل الماسنجر؟
-هل تشعر بتغير في أخلاقياتك بعد المحادثات..مثل أن تستخدم كلمات معينه ،أو تكذب مثلاً؟
-إلى ماذا تريد أن تصل في نهاية المطاف من محادثاتك مع الجنس الآخر؟
-هل لديك القدرة على أن تحذف جميع ماسنجرات الجنس الآخر من ماسنجرك إذا كنت لا تهدف إلى شيء من هذه العلاقة وذلك من باب الاحتياط ؟
-إذا قررت ذلك فهل لديك الرغبة في القيام بالحذف فعلاً؟
اذا اجبت ..فقد تكون تعرفت على نفسك أكثر..
ودمتم بود..