اللهم ارحم الأنصار
( لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف والطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما؛ التفت عن يمينه فقال: يا معشر الأنصار. قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. ثم التفت عن يساره فقال: "يا معشر الأنصار. قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: أنا عبد الله ورسوله. فانهزم المشركون ، وأصاب يومئذ غنائم كثيرة) البخاري ، (قسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم) أحمد (فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة ويعطي الرجل المائة)احمد.(فأعطى الطلقاء والمهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئا)البخاري ومسلم،(ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير ) أحمد ،( وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ) بن اسحاق (إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا) البخاري. (بينها أما من قاتله فيعطيه وأما من لم يقاتله فلا يعطيه )احمد.(يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟!)البخاري.( فدخل عليه سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء . قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ " . قال : يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي وما أنا من ذلك ) بن إسحاق. ( ثم أمر بسراة المهاجرين والأنصار ان يدخلوا عليه ) احمد ( قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فإذا اجتمعوا فأعلمني". فخرج سعد، فصرخ فيهم، فجمعهم في تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين، فأذن لهم فدخلوا، وجاء آخرون فردهم)أحمد. ( حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له، أتاه فقال: يا رسول الله، قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ) احمد. (فجمعهم في قبة أدم، ولم يدع معهم غيرهم )البخاري. ( فقام فيهم خطيبا)احمد. (فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله )احمد.( فقال: "فيكم أحد من غيركم؟" قالوا: لا، إلا ابن أختنا. قال: " ابن أخت القوم منهم" )احمد. (ثم قال : " يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم ؟ ووجدة وجدتموها في أنفسكم؟)أحمد.(يامعشرالأنصا� �،ماحديث بلغني؟فسكتوا)البخاري. (ثم قال : أقلتم كذا وكذا؟!. قالوا:نعم) احمد (فقال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئا، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعطي قريشا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم) البخاري. (ثم قال: "يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله،( ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي؟)احمد.( وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟" قالوا: بلى. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟" قالوا: وما نقول يا رسول الله؟ وبماذا نجيبك؟ المن لله ولرسوله. قال: "أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم: جئتنا طريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، وخائفا فأمناك، ومخذولا فنصرناك". فقالوا: المن لله ولرسولهفقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام؟!.) احمد (إن قريش حديثو عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم) البخاري ومسلم ( أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟)احمد(فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا: يا رسول الله، قد رضينا )البخاري. ( قال : الأنصار كرشي وعيبتي )احمد (الأنصار شعار والناس دثار) مسلم ( فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا بالله ورسوله قسما)احمد. (قال: فارضوا) احمد .( ثم انصرف وتفرقوا ) احمد.
هذه القصة وردت عند الإمام أحمد في مسنده عن أنس وأبي سعيد بأسانيد صححها وحسنها جمع من أهل العلم منهم بن كثير كما في البداية والنهاية حتى قال رحمه الله : ( فهذا الحديث كالمتواتر عن أنس بن مالك، وقد روي عن غيره من الصحابة ) .
وخرجها البخاري عن أنس وعن عبدالله بن زيد وكذا خرجها مسلم، والروايات الواردة في غير الصحيحين صححها وحسنها من المتأخرين جمع من العلماء منهم الألباني وعبدالقادر وشعيب الأرنؤوط في تعليقهم على الزاد والأخير في تعليقه على المسند.
ولمزيد اطلاع على التخريج يراجع عند الرغبة ( الزاد 3/416 ) ، فقه السيرة للغزالي تخريج الألباني .
وقد اجتهدت في جمع الروايات على نسق واحد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان والله المستعان . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أخوكم الصغير النذير
راجي عفو العلي القدير