قراءة في عقوبات أبرز القضايا الرياضية
نور اللاعب الذي نال «العفو» قبل سريان العقوبة و«العقوبة» قبل سريان العفو!!
محمد نور
كتب - فهد الروقي:
جاءت القرارات والعقوبات التي صدرت من اللجنة المكلفة بالتحقيق في «أم القضايا» والتي رفعها اللاعب الدولي محمد نور ضد إدارة ناديه واتهمها فيه بالتعديل والتزوير في عقده الاحترافي وتراجعه بعد ذلك عن أقواله ودعواه بعد أن التقى برئيس النادي منصور البلوي في القاهرة حيث تم توجيه اللوم نحو شقيقه «عبدالقادر هوساوي» والذي أكد علم «نور» بالشكوى في معرض أقواله للجنة التحقيق الأولى برئاسة الأمين العام للاتحاد السعودي فيصل عبدالهادي وهي اللجنة التي نحيت بعد ضعف التوصيات التي رفعتها واستكملت اللجنة باضافة وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب سعود العبدالعزيز رئيساً للجنة ومحمد النجار مدير عام الأندية والمنتخبات سكرتيراً.
وقامت اللجنة الجديدة باستدعاء نور مرة أخرى واستمعت إلى أقواله ووجدت تضارباً وتناقضاً عما قاله في جلسة التحقيق الأولى قبل أن تستدعي نائب رئيس نادي الاتحاد حسن الطيب باعتباره من صادق على عقد نور حين توقيعه ليتم الرفع بعد ذلك التوصيات لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي اعتمدها.
نور عقوبة ثم عفو ثم عقوبة
أصدرت اللجنة بعد اعتماد قراراتها عقوبة للاعب محمد نور تقتضي إيقافه لمدة سنة كاملة مع حسم مبلغ مائة ألف ريال من مرتباته وذلك لتضارب أقواله وعدم إعطائه معلومات صحيحة وبحثه عن مصلحته الشخصية على حساب الأنظمة الرسمية للاحتراف مع إعطائه لتوكيلين لأعماله لشخصين في آن واحد، وهي عقوبة مستحقة وجاءت حسب أنظمة ولوائح الاحتراف المحلية والدولية حتى وان حاول اللاعب بمعاونة إدارة ناديه التي لن تدخر جهداً في سبيل استئناف العقوبة وتخفيفها مستقبلاً رغم انها «أي العقوبة» جاءت «خفيفة» إلى حد ما باعتبار أن «محمد نور» ليس جديداً على التجاوزات والمشاكل والخروج عن النص بدليل انه صدر بحقه عقوبة نهاية الموسم الماضي بعد «بصقه» على زميله في المنتخب خالد عزيز في آخر مباراة في الموسم لفريقه ضد الهلال في الدور نصف النهائي من دوري كأس خادم الحرمين الشريفين وصدر بحقه إيقاف لثماني مباريات في مستهل الموسم القادم وقبل أن يجف حبر قرار العقوبة صدر قرار عفو بعد انضباطية اللاعب في كأس العالم ولكن ولأن «أبو طبيع وما يخلي طبعه» فقد صدر بحقه قرار الوقف لمدة عام كامل وهو القرار الأخير قبل أن يلعب حتى مباراة واحدة بعد العفو عنه من عقوبة «البصق» ليخذل كل من وقف بجواره وسانده في تجاوزاته السابقة والتي لا تعد ولا تحصى وطالت كل من يلتقي به سواء الجماهير الرياضية لفريقه ولغيره من الأندية وكذلك زملائه اللاعبين والحكام والمدربين والإداريين وآخرهم الإعلاميون خصوصاً بعد أن تهجم على مصور صحفي أثناء سير هذه القضية وحين تم استدعاؤه في المرة الأولى.
ويأمل المحايدون أن يطبق الايقاف بحقه دون تدخل «السيد عفو» بعد أيام قليلة أو على الأقل عند اشتداد المنافسة وقرب مراحل الحسم وان تضاف عبارة استثناء اللاعب من أي قرار عفو في الفترة القادمة حتى تستكمل مدة العقوبة.
الخلل في التطبيق
كشفت القضية حين بدأت أحداثها في الدوران عن كثير من القصور بدءاً من القائمين على الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم حيث أصدر قرار بحل اللجنة السابقة وتكليف لجنة مؤقتة برئاسة عبدالله الدبل خصوصاً وان الرئيس السابق للجنة الدكتور خالد التركي لم يكن متفرغاً بالشكل المؤهل لإدارة اللجنة، ورغم ان القرار إيجابي بكل حذافيره باعتبار ان اللجنة المشكلة تعتبر مؤقتة إلى حين تشكيل الاتحادات الرياضية، ومن القرارات الثمينة ما تخلص بشأن الموظف بمكتب رعاية الشباب بجدة يوسف فروان الغامدي واحالته للتحقيق في قسم المتابعة التاسع للرئاسة وفقاً لنظام الخدمة المدنية وذلك لتقصيره في أداء عمله حيث كان من واجبه حضور وتوثيق عملية التوقيع ولكنه لم يفعل ذلك واكتفى بدور المشافهة مع اللاعب مما ساعد على تفاقم القضية حتى قبل أن تبدأ ولأن عملية التقصير امتدت داخل أوردة وشرايين لجنة الاحتراف السابقة وبعض الجهات المختصة بالرئاسة فقد تم إلغاء عقد سكرتير اللجنة الفاتح عثمان «سوداني» من تاريخ صدور القرار وذلك «على حسب ما جاء في القرار» لتقصيره في عمله وعدم متابعة وتدقيق العقد وفق الأنظمة والاجراءات الرسمية المعتمدة ويظل السؤال الكبير «لماذا هذا التقصير بدءاً من إدارة نادي الاتحاد مروراً بمكتب رعاية الشباب بجدة وانتهاء بلجنة الاحتراف «المنحلة» وسكرتيرها «المقال» في هذا العقد بالذات وهل هناك عقود أخرى في نادي الاتحاد أو الأندية الأخرى تعاني من نفس القصور.
الاتحاد مذنب وبرئ
جاء القرار الثالث في لائحة العقوبات حسب الأهمية بإدانة إدارة الاتحاد ولو بشكل رمزي من خلال إلغاء عقد السيد عوض الأمين سكرتير لجنة الاحتراف بنادي الاتحاد لعدم تطبيقه النظام وتقصيره في أداء عمله المكلف به وما نتج من هذا التقصير من ملابسات حول العقد.
ويؤكد إدانة «الاتحاد النادي» القرار الخامس والذي ينص على توجيه لفت نظر الأمين العام للنادي لتأخره في تسليم صورة عقد الاحتراف للاعب محمد نور هوساوي وعدم ارسال ما يثبت استلام اللاعب لصورة من عقده للجنة الاحتراف كما تقتضي بذلك الأنظمة.
شقيق نور ضحية أم جان؟
من القرارات الصادرة من لجنة التحقيق احالة ما يتعلق بشقيق اللاعب المدعو عبدالقادر محمد نور هوساوي إلى جهة عمله لاتخاذ الاجراءات اللازمة في حقه حسب النظام من قبل مرجعه. في انتظار ما سيسفر بحقه بعد أن تجري «جهة عمله» التحقيقات اللازمة خصوصاً وانه قد لعب دوراً حيوياً في البدايةوايقاد شرارتها الأولى قبل أن يتخلى عنه شقيقه بعد زيارة القاهرة.
الهلال برئ من تهمة التحريض
بعد زيارة عبدالقادر هوساوي للرئيس الاتحادي في القاهرة عاد إلى أرض الوطن مغيّراً أقواله لأكثر من مئة وثمانين درجة حيث أورد اسم الدكتور عبدالله البرقان في مجمل أقواله، مشيراً إلى انه من حرضه لرفع الشكوى بل زاد على ذلك بأنه من كتب له خطاب الشكوى، وهو توجه اتحادي غير مستغرب في ظل إدارته الحالية والتي ترى في الهلال ملاذاً آمناً حتى وإن كان وجوده في القضية لمجرد الاقحام. وقد جاءت تبرئة الجانب الهلالي المتمثل في المسؤول عن لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان المشهود له في الوسط الرياضي بالنزاهة والمثالية والخلق الرفيع.
نور وعلاقته بجماهير ناديه
هناك فئة كبيرة من اللاعبين يعتبرون «رموزاً» محببة لجماهير فرقهم على غرار سامي الجابر في الهلال وحسين عبدالغني في الأهلي وسعد الحارثي في النصر ومحمد نور أحد أولئك فهو يمثل رمزاً كبيراً لدى الجماهير الاتحادية قبل هذه الحادثة، وهذه الجماهير العاشقة لن تنظر له بعد ذلك على انه الرمز المحبوب خصوصاً بعد أن «شكا» إدارة ناديه وحاول أن «يبتزها» من خلال الإعلام بالضغط عليها لنيل أكبر المكاسب المادية خصوصاً وان وسائل الإعلام أوردت أخباراً متفاوتة بأن اللاعب تلقى شيكاً بمبلغ كبير من رئيس النادي بعد زيارته له في القاهرة للتنازل عن القضية وهو ما حدث فعلاً.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة كيف سينظر الجمهور الاتحادي لمحمد نور خصوصاً وان حاول أكثر من مرة الانتقال أو التهديد بالانتقال لأحد الأندية المنافسة؟!.