[align=center]رسالة البعثة
أبي ناس نوتبري موك يتيم توفي والديه في حادثة غرق السفينة بيوا و منذ ذلك الوقت عاش الطفولة و المراهقة و سنتين من سنوات الشباب و الرجولة في ميتم قرية مولار, بعد ذلك خرج من الميتم ليخوض معترك الحياة , و عندما بلغ السابعة و العشرين من عمره قرر أن يتزوج و لكن من ستكون زوجته , هنا ظل ينتظر إلى أن جاءت الفتاة التي شعر بأنه سوف يتزوجها و عندما تحدث معها , اتضح له بأنها متزوجة و لكنها لم تتركه يذهب حتى تعرفه بصديقتها سيبا كونترال مور القادمة من قرية دجنا المطلة على بحر كاما , بعد أن تعرف إليها أصبحا مقربين من بعضهما و بدأت علاقتهما تتجه نحو الزواج حتى تم , بعد الزواج بسنة خرجت للدنيا بصرخة مدوية , و استقر أبي و أمي على اسم ريفا ناس موك, و بعد ولادتي بسنتين جاء أخي بيا ناس موك , في الرابعة من عمري حصلت حادثة مؤلمة لصديق والدي غيرت مجرى حياته كلها , و عندما علِم والدي بما جرى له لم يكن بيده سِوى الحزن , فالمال كان كفيل بإصلاح جزء و لو كان بسيط مما حصل له و لأن والدي لا يملك المال ذهب يطلب العون من الأمراء الذين قدموا ما يستطيعونه في ذلك الوقت , بقي صديق والدي سنة ثم مات متأثرًا بما حل به , بعد موته سافر أبي من أجل العمل و من أجل أن ينسى حزنه , بعد شهر بلغ أمي بأن أبي سوف يغيب سنتين , فلم تكن أمي راضية , كان المال يصل أمي شهريًا إلا أنني كنت أراها حزينة و تشعر بالوحدة و الخوف , بعد عودت والدي أصبح المنزل يعج بالحياة و أصبحت أمي أفضل حالاً , مرت الأيام حتى بلغت السادسة من عمري ذهبت إلى مكتبة الأستاذة بيكادرا ثيبش و أنهيت دراستي التحضيرية الأولى على يديها , في الثانية عشر من عمري ذهبت إلى مكتبة الأستاذة دانتالا جدمول و معي صديقتي مونتا هاربيش , عندما انتهينا سويًا من المرحلة التحضيرية الثانية , بلغت كل واحدةٍ منا السادسة عشر من عمرها , عند ها قررنا أن لا نفترق أبدًا , بعد حصولي على شهادة المرحلة التحضيرية الثالثة , ذهبت إلى والدي و أخبرته برغبتي الشديدة في استكمال دراستي و الذهاب إلى مركز الدراسات العليا ثم أصبح مُعلمة في مدرسة (فيبراكول ) ابتسم والدي و قال لي : سأدعمكِ يا ابنتي حتى تحققي ما تسعين لتحقيقه , في الثامنة عشر من عمري ذهبت مع صديقتي مونتا هاربيش إلى المدينة حتى نلتحق بمركز الدراسات العليا , كان فيه سكن خاص بالفتيات منعزل عن سكن الفتيان و هذا ما جعل والدي يشعر بقليل من الراحة , مرت الأربع سنوات بصعوبة و في يوم التخرج لم أصدق أبدًا بأن اسمي وضع من قائمة المعلمين الذين تم اختيارهم كي يكونوا في مدرسة (فيبراكول) العريقة في العاصمة سيبلاتن , عندما دخلت المدرسة كان شعوري مختلط بالفرحة و الخوف و الرهبة و التردد , و بعد سنة أصبحت متأقلمة مع الإدارة و المدرسين و كل صديقاتي في الغرف المجاورة لي في السكن , أصبحت أشعر بأن الإجازات مناسبة لي , كل ما في المدرسة يشدني , صحيح بأن الطالبات من الطبقات الراقية إلا أنهن متواضعات و مهذبات ) رفعت المديرة بروينتا رأسها و قالت لمساعدتها أمسور : أدخلي ريفا , و عندما أدخلتها المساعدة قالت المديرة عندما رأت ريفا : لقد تم قبولكِ , فنظرت ريفا للمديرة نظرة ملأتها الدهشة ثم قالت : لم أتوقع قبولي بهذه البساطة , لقد قدمت رسالة ركيكة الأسلوب لأنني حاولت قطع بعض الأجزاء من الرسالة لخصوصيتها , هل عُرضت الرسالة على الأستاذة بحضور البروفسور بنجن ؟, فقالت المديرة : أولاً : هذه ليست رسالة بل سيرة ذاتية , ثانيًا : لقد عُرضت البارحة و قبل قليل قرأتها للمرة الثانية , ,و قد لاحظت بأن هناك أجزاء مفقودة في السيرة , و لكن البروفسور قبلها , ثالثًًا : البعثة سوف تنطلق بعد يومين و عليك الانصراف الآن , فخرجت ريفا من مكتب المديرة و هي تسير بخطوات سريعة متوجة إلى غرفتها في السكن , و عندما دخلت قالت لصديقتها مونتا : ألم أقل لكِ بأننا لن نفترق , نظرت مونتا إليها بهدوء ثم قالت : ماذا تقصدين ؟ , ريفا : لقد قدمت سيرتي الذاتية بالأمس و قد تم قبولها , فقالت مونتا بصوت حاد : لا تقولين لي بأنكِ فعلتي ذلك من أجلي ؟, فنظرت إليها ريفا نظرة دهشة و قالت : لماذا تصرخين في وجهي هكذا , نعم , لقد فعلت ما فعلت ذلك من أجلك , ثم خرجت ريفا من الغرفة باكية , و لحقت بها مونتا و هي تقول : ريفا انتظري أرجوكِ , و استوقفتها إحدى الفتيات و قالت لمونتا : أن شيرا فقدت وعيها و هي الآن في العيادة , [/align]