قديماً لم تكن مشكلة السهر موجودة وعندما يرفع آذان الفجر فإنه كان يعلن عن بداية اليوم ..
أما في عصرنا الحاضر حيث اختلف اختلافا كبيراً وانبهر الناس بما فيه من وسائل للتسلية والترفيه وعلى رأسها جاء التلفاز الذي غير في سلوك المجتمع وعاداته فأصبح كثير من أفراده الواحد منهم يقبع أمام شاشته حتى وقت متأخر من الليل ولا يذهب إلى النوم إلا بعد أن تحمرَّ وتنتفخ عيناه ويصاب بالدوار ! هذا إذا لم يجتمع التلفاز مع لعب الورق إلى ما قبل الفجر … وهاهي الإنترنت أتت اليوم لتكمل على ما بقي من الليل إن كان فيه بقية ؟!
وتكون المشكلة أعظم إذا كان من يسهر معلماً لأنها لابد من أن تنعكس على الطالب سلباً وبالتالي على جيل بأكمله والذي سيتعلم من معلميه الكسل وكثرة التثاؤب والخمول البدني والفكري ..
وقد شغلني هذا الموضوع بعد أن أجريت بحث أشرف عليه الأستاذ فواز صالح الجعفر على عينة من المعلمين وكان السهر مادته وموضوعه فكانت النتيجة مخيفة حيث جاءت النتيجة كالتالي:
ملخص الاستبيان
سهر المعلمين وأثره على العمل
(نرجو تعبئة الاستمارة بكل أمانة)
........................................
[ ]أنام غالبا بعد صلاة العشاء مباشرة
[ ]أنام غالبا قبل الساعة 12 بقليل
[ ]أنام غالبا بعد الساعة12
أثر السهر
[ ]لا أستطيع أداء الصلوات في أوقاتها 2
[ ]أشعر بصداع 8
[ ]أتضايق جدا من مشاغبات الطلاب 15
[ ]لا أشعر برغبة في التدريس 13
[ ]أحاول الخروج من المدرسة مبكرا 19
[ ]يلاحظ الطلاب علي أثر السهر 4
[ ]أتشاجر مع أحد الزملاء 0
[ ]اسرح كثيرا منشغلا فيما تم البارحة 3
[ ]اتحين الفرص لأخذ غفوة بسيطة في المدرسة 0
[ ]أغيب عن المدرسة ذلك اليوم 5
[ ]أتأخر عن الطابور أو الحصص الأولى 18
[ ]طلابي يبررون سهرهم بسهري 0
إ ذا كان اختيارك للمربع رقم(3) أرجو إكمال الاستبانة:
[ ]مع أفراد العائلة
[ ]في لعب الورق
[ ]لمتابعة البرامج الفضائية
[ ]مع الكمبيوتر
[ ]في ممارسة الرياضة
[ ]بسبب الواجبات المدرسية
[ ]بسبب أعمال تجارية
[ ]بسبب المرض
[ ]القراءة والإطلاع
[ ]بسبب القلق
[ ]أسباب أخرى
[ ]مع الأصدقاء
[ ]النوم لعدة ساعات في النهار
[ ]تأخير أعمال النهار إلى الليل
النتائج المذهلة
61% من المعلمين ينامون في وقت متأخر من الليل34%ينامون قبل الساعة12 بقليل5% بعد صلاة العشاء مباشرة
85% من المعلمين الساهرين يمضون معظم الليل في لعب الورق ومتابعة البرامج الفضائية !!
47% يشعرون بالإرهاق أثناء اليوم الدراسي.
39% لا يؤدون الصلوات في وقتها .
31% يحاولون الخروج من المدرسة مبكرا.
29% يتأخرون عن الطابور أو الحصص الأولى.
أخيراً ومع أن هذه النتيجة قاسية إلا أني أقول ربما لا يستغربها المجتمع لان المعلم واحداً منه وليس غريب عنه وهو يتصرف كما يتصرف معظم أفراد مجتمعه ، كذلك أن هذه الظاهرة لم تكن مستجدة عند انتسابه إلى الكادر التعليمي بل هي قديمة منذ المرحلة الثانوية إذا لم تكن منذ المتوسطة وكان يفترض أن تتظافر الجهود لمعالجتها ليس على مستوى المعلم فقط بل على مستوى المجتمع بكامله بحيث يرفض هذه الظاهرة وينبذ من يتصف بها سواء كان معلم أو طالب أو موظف أو غيره كي يصبح بجميع فئاته مجتمعاً نشيطاً منتجاً .
وأخيراً فإن ما يزيل خوفي وقلقي هو الأمل بأولئك القلة من المعلمين الذين مازالوا يحرصون على صلاة الفجر وتراهم شعلة لا تنطفئ بين طلابهم لعل الله سبحانه يجعلهم هم القدوة الحسنة لكثير من الطلاب وعندما أرى أحدهم أحمد الله سبحانه الذي سخر أمثالهم لأبنائنا فهم العـزاء فيما يضيعه غيرهم وهم الأمل بعد الله سبحانه في إنقاذ هذا الجيل من براثن العصر وأهواله .
ـــــــــــــــــــــــ
الريض سالم النجدي............................مدرسة غرناطة الابتدائية بسكاكا الجوف