[align=justify]تكابد الآهات على صغارها في ذلك العش ,أفواه مفتوحة بانتظاروقت البطان , وبعضا من أنين مخنوق لرحيل الذكر.
في ذلك المساء المشؤوم ,كان ابن أحد الصيادين يعبث بـبندقية الصيد من نوع (الساكتون الناري )فأصاب الذكر بإصابة غير مباشرة ,ولكن قوة السقوط من بين الأغصان قررت إنهاء رفرفة جناحيه, فوقع في الأسر ليكمل ابن الصياد العبث بما تبقى من حياة في الكبد الرطبة .
الأم تنتظر والصغار لا يكفون عن الزقزقة .. اختلطت الأصوات مع أزيزالعاصفة القادمة التي ما لبثت أن ضربت العش وأخذت معها جزأ منه وطارت بـ (زقزوق) .. أما ( المنتوف ) فقد وجد مكانا للإختباء تحت جناح الأم فلم يصب بأذى
(نقور) هو الآخر تشبث بطرف العش فبقي متدليا وبعد هدوء العاصفة تم إنقاذه , وبات الجمع على فراش من الجوع وتحت دثارمن الخوف ..وعندما أشرقت الأرض بأشعة الشمس تيقنت الأم بأنه لا أمل في رجوع الغائب فأخذ صوت النواح يتعالى شيئا فشيئا .
استيقظت (أم عبدالله )على أثرالنواح والتي تطل نافذتها على الشجرة العتيقة والعش المنكوب وشرعت كعادتها كل صباح بالبدء في سقاية حديقة المنزل ,وفي تلك الأثناء جالت ببصرها نحوالصوت في أعلى الشجرة ,فرأت بقايا من عش .. فأخذت سلـّما وصعدت عليه,وعندما اقتربت من العش طار منه من كان يصدر النواح ,فهدأ المكان وأطلت أم عبدالله على بقايا العش ,فرأت قطعتي لحم وأفواه مفتوحة فأعاد هذا المنظر لها ذكريات الألم وعذابات السنين إلى ذاكرتها وانحدرت من مقلتيها دمعة أحرقت مكان السقوط على وجنتيها ..
كانت (أم عبدالله ) إحدى بنات القرية وقد رزقها الله قدرا وافيا من الجمال والكمال في العقل والدين فتقدم ابن عمها اباعبدالله لخطبتها والذي يماثلها في الكفاءة وتمت الموافقة عليه وأقيمت الأفراح وعاشا معا في سعادة إلى أن أنجبت له ثلاثة أبناء.. وفي أحد الأيام كان ذاهبا لمقر عمله ماشيا وفي الطريق قابله متهور مع جمع من الشبان كانوا قد سرقوا مفتاح السيارة من والد أحدهم وقد أخذ السائق المتهور يقوم بحركات بهلوانية بالسيارة فانحرفت إلى الرصيف لتصطدم بأبي عبد الله ويودع الحياة في سيارة الإسعاف وهو في الطريق لنقله للمستشفى ...كان وقع الخبر على الأسرة كصاعقة ضربت حقلا فلم تبقي ولم تذر .
وفي ذات مساء لم يبتعد الحزن فيه كثيراعن منزل أم عبدالله وإذا بالرائد (سعود )يتصل بها..
_ السلام عليكم مساء الخير يا أم عبد الله
_ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مساء النور .. من أنت يا ولدي
_ أنا الرائد سعود من إدارة مكافحة المخدرات
_ ارتعشت يداها وشيئا من الإرتباك يسري في كل أنحاء جسدها ولم تعد تقوى على الوقوف فهوت بجسدها النحيل الذي أنهكته المواجع على المقعد القريب وبصوت متقطع مبحوح قالت : ( خير ياولدي اللهم اجعله خيرا )
_ يا والدتي يؤسفني أن أبلغك أن الإبن عبدالله في ضيافتنا ولديه قضية تعاطي وترويج مخدرات وأردف الرائد (سعود ) ولكن يا والدتي لا تقلقين فسوف نعالج الأمرفـإبنك (عبدالله ) قد قرر بأن يتعاون معنا وهو مجرد ضحية في يد عابثين بعقول الناس وسينالون عقابهم قريبا فلا تقلقي يا والدتي ..وسيخرج لك قريبا بعد معالجته ولكن أرجو الإنتباه له مستقبلا .
_ جزاك الله خير يا ولدي وكثر الله من أمثالك (إنا لله وإنا إليه راجعون) والله إن حزن فراق والده لم يفارقنا بعد ياولدي
_ إطمأني يا أم عبد الله لقد أخبرني عبد الله بكل شىء وهو متعاون معنا وسيكون خيرا إن شاء الله وسأحرص على أن يتصل بك هذا المساء ليطمئن عليك .....مع السلامة
_ مع السلامة وسقطت سماعة الهاتف من يدها وسقط جسدها النحيل على الأرض وفي تلك الاثناء دخل سمير وأحمد عائدان من مدرستهما وعندما رأيا والدتهما ملقاة على الأرض فزعا كثيرا وأقبلا نحوها يركضان و يصرخان من شدة الخوف وهول المنظر.. أمي ..أمي ..أمي مابك ؟! ما ذا أصابك؟!أمي لا تتركينا ..وأسرع سميرإلى الهاتف طالبا
المساعدة من مركز الهلال الأحمر وخلال دقائق وصل المسعفون وتم نقلها إلى المستشفى وبقي الصغيران بجانبها حتى أفاقت.. .
كل تلك الذكريات تمثلت أمامها في عدد من الثواني وهي تنظر إلى العش فنزلت من السلم ترتجف من الألم محوقلة تارة ومسترجعة تارة أخرى (إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
أ.هـ
[/align]
أحبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلك هي محاولتي الثانية أتمنى بأن تكون قد أعجبتكم واستمتعتم بها برجاء توجيهي بما ترونه من حيث تحسين مستوى الكتابة لدي سواء من ناحية نقد البناء الفنّي أو اللغوي أو أي أفكار ترونها شاكرا لكم حسن تذوقكم وجمال وحضوركم
المحاولة الأولى ( وفجأةأقبلت تتهادى كمهرة صغير ة)
مودتي