** الشخصيــة المتوازنــة **
شخصية الإنسان متأثرة بأركانها الأساسية ( من الروح ، والنفس ، والعقل ) سلباً وإيجاباً ، فأي خلل في الأركان الثلاثة يؤدي إلى ضعف ملحوظ في جانب من جوانب الشخصية ، وذلك حسب المرحلة العمرية ، ومستوى الإدراك والإستيعاب والبيئة المحيطة والأصول الفكرية والثقافية .
والشخصية المتوازنة من تلك الشخصيات الإيجابية والمقبولة عند الله وعند الناس ، فلا بد للمسلم الواعي أن يتحلى بصفاتها ويلتزم بقوالبها ويتقدم نحوها .
خصائص الشخصية المتوازنة :
1- التفاعل المتوازن :
وذلك حسب الشروط والضوابط لأن هناك أوقات أو أحداث أو مواقف يتفاعل المرء بعيداً عن التوازن ، ويقع في شباك التهور والاستعجال ، فتتأصل السلبية في ذاتيته . لذا لابد من تفاعل الشخص المتوازن حسب الظروف والواقع ودرجة الحاجة ونوعية الموضوع ، سواء كان في مجال من مجالات الحياة أو مع الأشخاص والأشياء .
وذلك وفق الأمثلة التالية :
•حين اختلاط الأمور وغموض المفاهيم .
•البدء بالتنفيذ.
•الجذب بين أمرين وتفاعل المرء بين واجبين .
•وفي حالات المنافسة والصراع.
•في مواجهة الصعاب والمواقف الحرجة .
هذه الحالات كأمثلة على كثير من المجالات تطلب من الشخص أن يكون متوازناً في تفاعله وتصرفه .
2- الإنتاجية :
وهي الشخصية المنتجة لأنها تتحرك حسب القوانين وسنن الحياة وتستخدم كافة عوامل الخير في ذاتيتها في سبيل الوصول إلى أهدافها السامية . والإنتاج يأتي حسب المطالب والغايات ووفقها يتحرك المرء وينتج ، سواءً كان في ميدان مادي أو اجتماعي أو سياسي ... الخ . والأحسن أن تتحرك حسب فقه الأولويات والموازنات .
3- المرونة :
إن المرونة من الصفات الجذابة وهي أيضاً تأتي بمثابة أرضية للصفات الأخرى ، لأنها تعطي الشخصية مفاتيح التحكم في أنواع من أساليب التعامل والتفاعل .
وبامتلاك هذه الصفة تتمتع الشخصية بالقدرات التالية :
•القدرة على التكيف والتأقلم .
•القدرة على التخطيط الواقعي الناجح .
•القدرة على التعامل في كافة الظروف ومع مختلف النفسيات .
•القدرة على التغيير الإيجابي .
•القدرة على مواجهة الصدمات والمفاجآت .
•القدرة على التحول في مجالات العمل .
•القدرة على التحكم في الوسائل والأساليب .
4- استثمار التجارب الذاتية والاستفادة من تجارب الآخرين :
وهذه مسألة متبعة في حياة الشخصيات الناجحة والمبدعة حيث يستفيدون من كل ما يسمعون ويقرؤون ويرون ، يتجنبون السلبي السيء وينبعون الأحسن الإيجابي وكذلك يستثمرون ما عندهم من تجارب وقدرات ناجحة في مجالات مختلفة من الحياة . وتأتي التجارب حسب اهتمامات الشخصية وحسب الواقع والظروف .
فالشخصية المتوازنة تستفيد في كافة الميادين حسب ضرورات الحياة :
•من حلول للمشاكل .
•وإنجاح المشاريع .
•وتسهيل الأمور .
•وأساليب التعامل .
•ونوعية العلاقات.
و أيضاً الاستفادة من التجارب مسألة واضحة ومتبعة في المنهج الإسلامي الرباني بمصدريه الكتاب والسنة . حيث يعلمنا القرآن باستمرارية أن ندرس ونعتبر ونستفيد من تجارب الرسل عليهم الصلاة والسلام وتجارب الأمم الذين كانوا قبلنا .
والشخصية المتوازنة تستفيد من هذه المسائل بشكل متوازن وتتعامل معها أيضاً بالتوازن دون إفراط وتفريط أو تعصب لمسألة ما .
5- التفاعل الاجتماعي :
هذه الصفة لا بد من الاهتمام الخاص والمتميز بها لأن الإنسان اجتماعي بالطبع أو أن الطبيعة الاجتماعية تعطي للإنسان صفة العقلانية والروحية وموازين النفسانية وكيفية التعامل مع بني جلدته ، لذا لابد من التعامل حسب الواقع والمطلوب شرعاً وإنسانياً . ونستطيع أن نقول بأن الصفة الاجتماعية صفة جامعة لأكثر من ميادين الحياة و في كثير من الأحيان هي الأساس وهي المغناطيس العملاق للتجمع والانسجام والتقارب . ولهذا لابد للشخص الواعي أن يتفاعل مع قوانين هذه الصفة ومع هذا العامل الأساسي للقبول والتأثير . ولتسهيل عملية هضم هذا التوجه .
نقول أن الأسس المتينة في هذا الميدان :
•الشعور بالانتماء الاجتماعي .
•الاهتمام المتوازن بدائرة العواطف .
•القيام بالواجبات الاجتماعية .
•عدم هضم حقوق الحياة الاجتماعية بحجج المشاكل الجانبية .
•تقسيم الدوائر الاجتماعية من الأقرب إلى الأبعد وفق تخطيط متوازن .
•الصبر على المشاكل الاجتماعية وذلك بروحانية عالية وتفاهم واقعي .
6- التوازن بين مجالات الحياة :
لا شك أن كل منا يرتبط بالحياة بارتباطات عدة ومجالات عديدة ، فالعاقل المنظم هو الذي يفوز بالتوازن الدقيق والمستمر بين كافة المجالات والاهتمامات ، وذلك بنسب متوازنة ، أي ليس من المهم أن تتساوى النسب ولكن من المهم الاهتمام الجدي بالنسب المتخصصة في أي مجال من مجالات الحياة . على سبيل المثال : يمكن للتاجر أن يعطي 50% من وقته واهتمامه لمجاله التجاري والاقتصادي ولا يعطي لمجال الثقافة والمعرفة 10% ولكن مثلما ذكرنا بالالتزام الجدي والدقيق على استشمار كل نسبة ، ستأتي النتائج موفقة و جيدة . وهكذا بالنسبة لكل المجالات.
وأعتقد أن المجالات الرئيسية في الحياة تدور حول البرامج التالية وليس على سبيل الحصر:
•برامج التربية الذاتية الشاملة من التثقيف ـ والتزكية ـ والتربية النفسية .. الخ .
•برامج ومشاريع المعيشة والكسب الحلال.
•الوعي المطلوب في عالم السياسة والدعوة ومخططات الإعداد.
•البرامج الاجتماعية وذلك بين الحياة الأسرية والعلاقات مع الآخرين .
مع اختلاف المكانة الاجتماعية والمرحلة العمرية والاهتمامات المرحلية لكل جنس حسب ظروفه.
إعداد // إسماعيل رفندي
موعد اللقاء في الجزء الثاني والأخير من طرحي المتواضع
لكم مني كل الود والتقدير
أختكم :: :: :: ::
:: :: :: :: دفا المشاعر :: :: :: ::