أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
قال تلميذٌ لشيخه : شيخي . أشعر وكأن الشيطان استحوذ على قلبي ، فما الطريق إلى الخلاص ؟
قال الشيخ : أي بني ، أرسل كتائبك المدججة بسلاح التوبة والاستغفار والإنابة إلى معاقله لتُدك ، فيفر منها مذموماً مدحوراً ، ثم اغسل بقايا دنسه بدمعات الأسحار ومجالسة الأخيار ..
فَرقَّ قلب التلميذ وقال : شيخي عظني بكلامٍ ينقذني ..
قال الشيخ : أي بني ، حافظ على طهارة قلبك ، واشتغل بتزكية نفسك ، وأمسك عليك ما بين فَكَّيك ، وإياك وتلبيس اللعين وإيهامه إياك بأنك من الأولياء الصالحين ، وسَل ربك أن تكون منهم ..
قال التلميذ : زد شيخي فإني ظمآن ..
قال الشيخ : اروِ ظمأك بآيات الذكر الحكيم ، وتفكر فيها وتدبر معانيها ، وأقم حدودها قبل حروفها ، وعليك بخاصة نفسك ..
إياك بني والرياء ، فرّ منه كما تفر الفريسة من مفترسها ؛ فإن الرياء رداءٌ من لَبِسه عاري .. ولا تطلب رئاسة ولا شهرة فإن فيهما الخزي والندامة ، والسؤال الشديد يوم القيامة ، ولا تكن مغروراً متكبراً ، ولا تُعجب برأيك ، وكن ذليلاً على المؤمنين ..
أي بني .. املأ قلبك بحب الله وحده ، فإن امتلأ بحب الله حَبَّبَ الله إليك من أحب ، وبَغَّضَكَ فيمن يبغض ، ونور بصيرتك وحفظ عليك بصرك ..
أي بني ، إياك وكثرة التمني ، فإن التمني بحرٌ قعره سحيق ، وراكبه غريق ..
أهٍ من قلة الزاد ووحشة الطريق ..
أي بني .. إن من عرف حقيقة هذه الدنيا سَهُل عليه سلوك طريق الآخرة ..
[ أطرق الشيخ هُنَيهَةً ] وهب نسيم باردٌ فارتعش التلميذ برداً ثم قال : شيخي .. أين يُطلب الدفء ؟
قال الشيخ : اُطلبه في بطون الكتب ، ومجالس العلماء ؛ فإنهما ترياق كل سم ، ودواء كل داء ..
فقال التلميذ لشيخه : جزاك الله كل خير ورفع قدرك في الدارين .. آمين ..
قال الشيخ : وإياك ..