في القرآن الكريم.. قصص تبين لنا أن البطولة لم تقتصر على الأنبياء
وإنما كان هناك أبطال مجهولين وجموع مؤمنة ..حملت لواء البطولة
ودافعت عن راية الحق .. ورفعت عقيرتها بالصدق ..
وصبرت على الأذى ، وثبتت على مواقفها ، وتحملت المشاق والعذاب ،
فكانت عاقبة أمرها الجنة ..!
فتعالين نستعرض مانلمّ بمعرفته منهم ..


أحد نماذج هؤلاء .. مؤمن آل فرعون ..
هذا الرجل ضرب لنا مثلاً في الدفاع عن الحق ، والتذكير بالآخرة ،
وحذر قومه من مغبة أمرهم بذكر ما حدث لقوم نوح وعاد وثمود ..
وقد صرح الرجل بإيمانه بعد أن كان يكتمه ..
:(( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله
وقد جاءكم بالبينات من ربكم ..)).


كما نقرأ في سورة ياسين قصة المؤمن الذي دافع عن رسل عيسى إلى مدينته
:(( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين
اتبعوا من لايسألكم وهم مهتدون )).
وقد عرفنا من التفسير أن هذا البطل المجهول يدعى / حبيب النجار
وقد تعرض لصنوف الأذى حتى أزهقت روحه .
ولم ينثنِ عن الحق ..!

وفي سورة الكهف أكثر من قصة :
هناك قصة أصحاب الكهف ،
وقصة صاحب الجنتين الذي اغتر بما عنده ، وكان صاحبه المؤمن يبصّره ،
وقصة العبد الصالح الذي تعلم منه موسى،
وقصة ذي القرنين ..

ومع أن المدار الرئيسي لهذه القصص كلها هو الإيمان بالله تعالى ،
إلا أنها كانت بطولات لشخصيات تمثل شرائح مختلفة من المجتمع ،
وهي بطولات مجهوله ممتدة ، ولا تزال تظهر ..في نصرة الحق ،
يقول الله تعالى :
(( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ،
ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا)).

ولكن ماجزاء كل عامل من هؤلاء ، ومن غيرهم من الأبطال
الذين يتحركون خلف الستار..؟؟
يقول الله تعالى لكل من ينصره ويرفع لواء الحق ولا يخشى إلا الله،
ويتحمل الأذى ، ويتقبل ماتأتي به الأيام :

(( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى
بعضكم من بعض ، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم ، وأوذوا في سبيلي
وقاتلوا وقتلوا لأكفرنّ عنهم سيئاتهم ، ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار
ثواباً من عند الله ، والله عنده حسن الثواب )).

ذلك وعد الله لعباده المؤمنين الذين لايخشون في الله لومة لائم ..!