أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفطرة لا تنحرف إلى بمؤثرات خارجية، وأن هذه المؤثراتِ التي تؤدي إلى انحراف الفطرة عن وجهتها الصحيحة على ضوء هذه الأدلة:

الشياطين: وهو المؤثر الأصلي والأول على هذا الأمر، كما دل على ذلك حديث عياض بن حمار ررر قال: قال رسول الله صصص : يقول الله تعالى في الحديث القدسي (( وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم )) رواه مسلم.

والشيطان هو العدو الأول وقد أعلن الحرب على بني آدم حتى تقوم الساعة، والله عز وجل طرح أفضل وأسهل طريقة لابتعاد الشيطان: ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).

التقليد أو الأبوان: كما في حديث النبي صصص : (( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه )).

سواء في ذلك تقليد الآباء والأجداد أو تقليد المترفين، وهو من الأسباب التي توصل بها الشيطان إلى الصد عن سبيل الله كما جاء في حديث سبرة بن أبي فاكه (25) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد لـه بطريق الإسلام فقال لـه: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك قال: فعصاه فأسلم.... )) (26) الحديث.

وأما تقليد المترفين – الذين هم من أسباب الخزي والبلاء – فقد ذكره الله تعالى في آيات كثيرة من كتابه قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} (34) سورة سبأ.

وقولـه: ففف وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ققق (23) سورة الزخرف

وهم سبب هلاك الأمم، قال تعالى: ففف وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ققق (16) سورة الإسراء.

التشبه:

وخصوصاً التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى، والتشبه هو أصل البلاء، ومنبع كل شر في هذه الأمة في الحديث الصحيح عن أبي سعيد – ررر – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟ )) (27) .

وعن أبي واقد الليثي قال: (( خرجنا مع رسول الله ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ففف اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهنَ ققق (138) ))

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

(( فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية، تورث المحبة والموالاة؛ فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان )) (29) .

الغفلة: وهي من أشد المؤثرات الصارفة عن الفطرة؛ فالغفلة بمباهج الدنيا، والإشتغال بنعيمها قد يُنسي الإنسان ربه، ويصرفه عن فطرته التي فَطَره الله عليها.

وكما ذكر الله ذلك في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ففف وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) ققق.

فالآية التي ذكرناها قبل تبين أن الغفلة من أعظم أسباب الإنصراف عن الفطرة ..

و قال الخليل:

يا جامعا لاهيا و الدهر يرمقه *** مفكرا أي باب عنه يغلقه
جمعت مالا فقل لي هل جمعت له *** يا غافل القلب أياما تفرقه


الحسد: وهو من أسباب انتكاس الفطرة، وحلق الدين كما بين رسول الله صصص ذلك بقـوله في الحديث عن الزبير بن العوام ررر أن رسول الله صصص قال: (( دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين )).

وهو السبب في امتناع إبليس من السجود لله عز وجل : ففف قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ققق.


الجهل: إذ بالجهل تندثر الشرائع وتعلو البدع، وتنطمس معالم العقيدة، ويسلط الشيطان حزبه لمحو الحق تحت شعار الخير والدعوة، وحال قوم نوح شاهد على ذلك كما في حديث ابن عباس السابق وفيه: (( ... فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت )).

والشاهد في قـولـه: (( حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت )). ففيه تصريح أنها لم تعبد حتى نسي العلم.






هذه أبلغ وأكثر الأسباب المنتشرة لـ انحراف الفطرة ..

بارك الله لكم وجعلكم من أهل الجنة ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،