صحيفة سبق الإلكترونية | عبد الله عامر القرني


ستتسابق أصابع يد المعلم بأيها يُبصِّمُ لإثبات الحضور والانصراف بعد قرار وزارة التربية والتعليم بتعميم نظام البصمة، الذي حتمًا سيرتقي بمستوى التحصيل الذي تهدف إليه الوزارة بقرارها التاريخي. وعلة هذا التسابق تقدِّم نفسها فتقول:

بصِّم أيها المعلم؛ فإنّ ما تتقاضاه من أجرٍ يعدُّ الأوفر حظًّا على أرض السعودية؛ ويجب عليك "رد جميل" الراتب ببصمة الصباح والمساء!

بصِّم؛ فإن استبدالك قهوة الصباح ببصمة الحضور أدعى للحماسة، وأصدق في العطاء، وأوفى حين لقاء قدرك "الطلابي" الممتع!

بصِّم؛ فإنّ السيارات الفارهة التي وفرتها لك الوزارة تناجي بصمتك لتعانق حسنها بالحسن، وتساجل نبضها بالفخر والخيلاء الذي يعيشه واقعك الملموس!
بصِّم؛ فإنّ "الشاليهات" التي وُفِّرت لك على امتداد شواطئ السعودية تستحق منك التبصيم كل هنيهة عِرفانًا بأفضالٍ أغرقك بحرها!

بصِّم، ولا تأبه لأي أمراضٍ قد تنتقل لك بالبصمة؛ فإنّ التأمين الطبي الذي يوفِّرُ لك ولأسرتك الحياة الصحيّة الحديدية، والعلاج المتطور، والأجنحة الطبية، سيخلصك من طوابير الانتظار السنوية؛ لذا حقّ له أن "تطلب" من عشيرتك أن تبصّم له عِرفانًا منك بتمييزك عن سواك!
بصّم؛ فإنّ تأمين السكن المناسب ذي الحدائق الغناء، والكرم المعطاء الذي انعكس على سلوك معيشتك، والضيافة المدنية التي صنعت منك حاتم زمانك، تناشدك التبصيم لإحقاق الحق، وإنكار ما سواه!

بصّم؛ فإنّ المطابخ التي تعلِّمُ فيها، ودورات المياه التي تلجأ لها، والملاعب التي تساعدك على تنمية مهارات طلابك وتعليمهم التعليم الصحيح، تحتّم عليك أن تبصّم، فبصِّم "لا هنت"!
بصِّم؛ فإنّ الأندية الرياضية المتكاملة الواسعة ذات الصالات المتعددة، والمسابح النظيفة، والأجهزة المتطورة التي وفّرتها لك الوزارة في كل قريةٍ ومدينةٍ على اتساع رقعة الوطن تجعل للبصمة مذاقاً خاصاً!

بصِّم؛ فإنّ للراتب التقاعدي الضخم، والحقوق "المليونية" التي توفِّر لك في نهاية مشوارك التعليمي حياةً كريمة، تجعلك من عِلية العقاريين في البلد، مدعاةً للتبصيم، وبالعشرين!
بصِّم؛ فإنّ لمكانتك الاجتماعية المرموقة التي جعلتك مركزًا مهمًا لإطلاق الدعابات التي تؤنس المجالس، والتي فرحت بتبصيمك فرحًا شديدًا، حقًّا يجب أن يُؤتى!

بصّم، وحين تقف بين يدي البصمة اشكر وزارتك التي أعطتك كامل حقوقك وفروقاتك قبل أن يجفّ عرقك، ثم اسجد لله شكرًا أن خلقك معلمًا لأجيالٍ تبني لها الجسور، وتعبّدها لها، ثم تجبّها لك بعد أن تتجاوزها عِرفانًا بعظيم فضلك!

وبصّمي أيتها المعلمة؛ أفلا يكفيكِ مئات الكيلومترات التي تقطعينها يوميًّا لأداء رسالتك التربوية التعليمية غدوًا ورواحًا، مع وعورة وخطورة الطرق، وانتظارك لأعوامٍ عديدةٍ، وأزمنةٍ مديدةٍ، لنقلٍ يشفي غليل تعبك لجعلك ترفعين شعار البصمة عاليًا لإثبات انتسابك لوزارة التربية والتعليم؟!
ألا يحق لوزارتك أيها المعلم وأيتها المعلمة بعد هذا كله أن تبصِّمكما؟!!

[COLOR="Red"]صحيفة سبق


]ط³ط¨ظ‚ | ط§ظ„ط±ط§ط¨ط· ط؛ظٹط± طµط*ظٹط* !