ملخص بحث الصحافة الإلكترونية للباحث محمد عباس محمد عرابي

المملكة العربية السعودية
وزارة الثقافة والإعلام


ملتقى ( الثقافة والإعلام .. توافق ، تضاد، تكامل )
المحور الثالث : الإعلام الجديد .. ساحة الإعلام المفتوح.
بحث
(دور الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب)
إعداد الباحث
محمد عباس محمد عرابي
مقدمة.
للصحافة أهمية في المجتمعات المعاصرة بما يتجاوز الحاجة إلى المعلومات والأخبار، بل وإلى تلبية الإشاعات والرغبات للقراء ، وبما يجعل من الصحيفة جزءاً أساسيا من نسيج الحياة اليومية للناس ، وإذا كانت الصحيفة تشترك مع باقي وسائل الاتصال الجماهيري في العديد من الوظائف والأهداف ، فإنها ظلت متميزة بقدرتها على التوثيق ، وعراقتها التي أتاحت لها إن تختزن جزءاً مهماً من التجربة الإنسانية في القرون الأخيرة ، حتى أصبحت مرجعاً تاريخياً أساسياً، إلــى جانب خصائص أخـرى منحت هذه الوسيلـة قدراً مهما من التميـز وعناصر الديمومـة لعل من أهمها تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب.
ولقد شهد المجتمع المعاصر في نهاية القرن العشرين تطورات سريعة في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، خاصة في مجال الاتصال والإعلام حيث احتلت الحاسبات الآلية والأقمار الصناعية وشبكات المعلومات الحديثة (الإنترنت) دورا هاما في نقل المعرفة والمعلومات وكافة مواد الاتصال بين المجتمعات بشكل مباشر.
وإن انتشار الحاسوب وتغلغل شبكة الإنترنت في مختلف مجالات حياتنا ، تركت آثاراً اجتماعية وثقافية ، وقد أدى ذلك إلى تغيير المفاهيم التقليدية لعدة مجالات مثل العمل والتعليم والتجارة وكذلك وسائل الإعلام والانترنت ليس تطور للتكنولوجيا الرقمية فقط، بل هو تطور علمي وفكري واجتماعي، والمسؤول الأول عن القفزة الهائلة في العلم والمعرفة ، واستطاع الشباب أن يستفيد من الإنترنت في جميع المجالات في كل ما هو جديد ومفيد لهم. وهو ما يؤكده العزاوي (2011م:ص10) بقوله :إنه قد أدى تعدد وسائل الاتصال وتطورها إلى ظهور وسائط ووسائل اتصال جديدة فرضت واقعاً اتصالياً مميزاً للحقبتين الأخيرة من القرن العشرين والأولى من القرن الحادي والعشرين. وتتمثل أهم هذه التطورات في ظهور شبكة الإنترنت للاستخدام الجماهيري، والتي جاء ظهورها كنتيجة لتطور الإعلام الرقمي في تشغيل وإدارة المعلومات. وسعت العديد من الجهات الإعلامية وغير الإعلامية بل حتى الأفراد للإفادة من الإمكانات الاتصالية التي تتيحها هذه التقنية بإطلاق مواقع الكترونية عامة ومتخصصة تؤدي مهام إعلامية واتصالية متنوعة، وتتضمن هذه المواقع عدداً كبيراً من مصادر المعلومات والأخبار التي تتسم بالحداثة وبقدرتها على أداء أدوار رئيسة في العمل الإعلامي بشكل عام والأخبار بشكل خاص، ولعل أهم هذه المصادر هو الصحافة الالكترونية التي أثارت بظهورها العديد من الإشكاليات بدءاً بالتعريف وانتقالاً إلى الممارسة.
ولقد أصبحت الأفكار والثقافات كما يشير القاضي (2007م :ص8) عبارة عن نبضات رقمية محفوظة في وسائل خزن مغناطيسية، ويتم تداولها بشكل حزم رقمية تسري عبر شبكات رقمية تلف كرتنا الأرضية ، فلم يعد للخطاب وجود دون أرضية رقمية تسري فيها النبضات الرقمية التي تترجمها إلى نص مقروء أو خطاب مرئي أو مسموع.
ولقد ظهرت صحافة الإنترنت وتطورت كنتاج لشبكة الإنترنت العالمية التي جاءت أيضا نتيجة المزج بين ثورة تكنولوجيا الاتصالات وثورة تكنولوجيا الحاسبات بما يعرف بالتقنية الرقمية, وكانت البدايات الفعلية نتيجة لما أحدثته ثورتا الاتصال والمعلومات وما نجم عنها من تقنيات وتطورات ألقت بظلالها على الصحافة المطبوعة كجزء من منظومة وسائل الإعلام التقليدية (الراديو ، التلفزيون ، والصحف ).
و تعد الصحافة الإلكترونية كما يذكر المهداوي (2007م :ص10) إحدى أهم البدائل الاتصالية ألتي أتاحتها شبكة الإنترنت ، وأسهمت هذه الوسيلة في تعظيم الأثر الاتصالي للعملية الإعلامية من خلال ما تتوافر عليه من عناصر مقرؤة ومرئية ومسموعة وتبعا لطبيعة الصحافة الإلكترونية الخاصة والمستفيدة من معطيات شبكة الإنترنت ، فإن هذه الصحف تتوافر على عدد من السمات الاتصالية المتميزة من أبرزها سهولة تصفحها ، حيث تتم عملية التصفح بسهولة كبيرة وذلك ضمن مداخل متفرعة يمكن استعراضها في لمحة واحدة من خلال قائمة تعرض على جانبي الصفحة الإلكترونية بحيث تختزل هذه القائمة المحاور الأساسية للصحيفة بالإضافة إلى تضمّن الصفحة الرئيسية لمقدمات متنوعة لأهم الأخبار .
وأتاحت الصحافة الإلكترونية سهولة التعرض للمضامين المقدمة من خلالها وذلك عبر تعدد الروابط أو النصوص التشعبية Hypertext التي تقوم بنقل المستخدم من موضوع لآخر ، أو من ملف لآخر بكل يسر وسهولة وبسرعة فائقة ، تمكّنه من التعرّف على خلفيات الأحداث والمعلومات المتنوعة التي تتوافر فيها . كما تتحقق سهولة التعرّض ألتي تتيحها الصحف والمواقع الإلكترونية من خلال دعم المضامين المقدمة في هذه المواقع بعدد من الوسائط المتعددة Multimedia ( أصوات ، صور ، مؤثرات ، أفلام .. ) ، فأصبحت هذه المواقع بيئة ملائمة للعديد من الوسائط المرئية والمسموعة في آن واحد .
ومن أبرز وظائف الصحافة الالكترونية تنمية الوعي الثقافي لدى القراء ،لذا فإن الباحث في هذا البحث يحاول التعرف على دور الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب، فعلى الرغم من أن الصحافة الالكترونية في عالمنا العربي لا تزال طوراً فتياً ولا تعد المصدر الأساسي الذي يتلقى منه المواطن العربي الأخبار على أنواعها، إلا أن سرعة انتشارها وسهولة الوصول إليها سواء من الناشر أو القارئ جعلت من الإنترنت الوسيلة الإعلامية الأكثر سرعة من ناحية الانتشار في العالم أجمع، والأكثر استخداماً من قبل بعض الشرائح الاجتماعية وفي مقدمتها فئة الشباب . فالشباب من أهم الثروات البشرية وأثمنها ، ولهذا اهتمت غالبية الاتجاهات المعاصرة في العلوم الاجتماعية و الإنسانية بدراسة أوضاع الشباب واتجاهاتهم وقيمهم وأدوارهم في المجتمع ، ولعل السبب الرئيسي لمثل هذا الاهتمام يرجع إلى ما يمثله الشباب من قوة للمجتمع باعتباره شريحة اجتماعية تشغل وضعاً متميزاً في بنية المجتمع. والشباب يكتسب الكثير من القيم السائدة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه حيث تعد القيم في كل مجتمع معايير السلوك الإنساني ، والمجتمع المتوازن هو ذلك المجتمع الذي ينتشر فيه الوعي بالقيم ، ومن ثم الالتزام بها ويرتبط ازدياد الوعي بالقيم والإحساس بها مفاهيم التقدم والتفاؤل والترابط ، ومن الحقائق أن الشباب يحيط به مجموعة من القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية يتحرك في إطارها وتكون اتجاهاته نحو القضايا المختلفة في المجتمع ، متأثراً تأثيراً كبيراً بهذه القيم ومحور لاتجاهاته وآرائه (رجب ،2005م: ص402)
وتأتي هذه الدراسة محاولة من الباحث للتعرف على دور الصحافة الإلكترونية (لهذا النوع الإعلامي في جوانبه المختلفة النفسية منها والمعرفية والفكرية والأخلاقية والاجتماعية وغيرها من الجوانب التي تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تشكيل وصياغة سلوك الأفراد في المجتمعات المستهلكة للتكنولوجيا)في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب، فالشباب يشكل فئة متميزة في أي مجتمع, بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطاً ,ومصدراً من مصادر التغيير الاجتماعي ، كما تتصف هذه الفئة بالإنتاج والعطاء والإبداع في كافة المجالات، فهم المؤهلون للنهوض بمسئوليات بناء المجتمع 0
الدراسات السابقة :
1-دراسة بركات(2003) اعتماد الشباب الجامعي الكويتي على وسائل الإعلام في المعرفة بالقضايا العربية والدولية: تناولت الدراسة وسائل الإعلام التي يتجه إليها الشباب الجامعي الكويتي كمصادر للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها، ورصد مدى وجود علاقة بين اختيار وسيلة معينة في موقف معين وبعض المتغيرات الخاصة بالمبحوثين مثل النوع والتخصص الدراسي وكثافة استخدامه لوسائل الإعلام، وخلصت الدراسة إلى النتائج الآتية:. توجد علاقة ارتباطية موجبة بين الوسيلة التي يعتمد عليها المبحوث للحصول على الأخبار بصفة عامة وبين كثافة استخدامه لوسائل الإعلام،. توجد علاقة ارتباطيه موجبة بين الوسيلة التي يعتمد عليها المبحوث للحصول على أخبار عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبين نوع المبحوث، يحظى تليفزيون الكويت بثقة كبيرة لدى المبحوثين بينما تعد الإذاعة مصدر متواضع للحصول على الأخبار والمعلومات, كما أن الإنترنت كوسيلة إخبارية مازالت في موقع متأخر نسبياً بين اختيارات المبحوثين.
2-دراسة جنيد(2003) تكنولوجيا الاتصال التفاعلي ــ الإنترنت ــ وعلاقته بدرجة الوعي السياسي لدى طلاب الجامعات المصرية: ناقشت الدراسة مدى اعتماد طلاب الجامعة على الاتصال التفاعلي من خلال شبكات الإنترنت كمصادر أولية للمعلومات عن القضايا السياسية العالمية والمحلية، وأثره على مدى وعيهم السياسي ومشاركتهم السياسية، من خلال التعرف على المتغيرات التي تتحكم في عملية التعرض للأخبار والمعلومات الالكترونية، ودوافع استخدام الاتصال التفاعلي وأهمية ذلك الاستخدام،.وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
أكدت الدراسة على تأثير الإنترنت على أساليب المشاركة السياسية لطلاب الجامعات، كما أوضحت أن من أهم أسباب الاعتماد على الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات السياسية المحلية والعلمية هو إمكانية استدعاء المعلومات في أي وقت،واحتلت المواقع الإخبارية المرتبة الأولى بين تفضيلات المواقع الالكترونية التي يفضل طلاب الجامعات التعرض لها, كما أكدت الدراسة على تزايد أهمية الإنترنت كمصدر رئيسي من مصادر معلومات طلاب الجامعات السياسية .
3-دراسة مكارم (2003): وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في تكوين الوعي السياسي لدى الشباب الجامعي اليمني وعلاقة المعرفة السياسية بالإدراك السياسي والسلوك السياسي باستخدام نهج المسح والتطبيق. وتوصلت الدراسة إلى أن ا لمثقف الجامعي يهتم بمتابعة القضايا السياسية عربيًا،ومحليا،ً ودوليًا، وجاء التلفزيون في مقدمة الوسائل التي يعتمد علي ها الشباب، وأشارت الدراسة إلى تقدم القضايا السياسية العربية عن غيرها من القضايا.
4- دراسة معالي ( 2008م): أثر الصحافة الإلكترونية على التنمية السياسية الفلسطينية في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)من عام (1996م)إلى عام (2007م)، وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر الصحافة الإلكترونية على التنمية السياسية الفلسطينية منذ بداية إنشاء أول موقع صحفي إلكتروني فلسطيني من عام (1996م)إلى عام (2007م)، ومعرفة خصائص الصحافة الإلكترونية الفلسطينية ودراسة واقعها. خلصت الدراسة إلى تقوية وتعزيز أسس التنمية السياسية الفلسطينية عبر الصحافة الإلكترونية.
5-دراسة الشربيني ( 1428هـ): دور الصحافة في تثقيف الشباب لزواج متوافق دراسة حالة لصحيفة الوطن السعودية، وهدف إلى محاولة الكشف عن مدى اهتمام صحيفة الوطن السعودية في تثقيف الشباب للزواج . وقد اعتمد البحث على أسلوب تحليل المضمون بشقيه الكمي والكيفي كمنهجية في تحليل محتوى صفحة المجتمع بجريدة الوطن السعودية ، إذ تم تصميم استمارة تحليل محتوى للوقوف على مدى تناول صحيفة الوطن للموضوعات المتعلقة بتثقيف الشباب للزواج ، وذلك من خلال رصد تكرار كل موضوع من هذه الموضوعات وقد جاءت نتائج هذه الدراسة على النحو التالي : الموضوعات المتعلقة بالأسس الدينية للزواج طرحت بشكل محدود للغاية .والموضوعات المتعلقة بالأسس الاقتصادية للزواج تناولت الصحيفة أحداها –وهي تيسير نفقات الزواج على الشباب- بشكل جيد بينما طرحت بقية الموضوعات بشكل محدود . الموضوعات المتعلقة بالأسس النفسية للزواج تطرقت الصحيفة لموضوع حاجات الرجل والمرأة النفسية بشكل جيد بينما طرحت بقية الموضوعات بشكل محدود وموضوع إرشادات نفسية وطبية من مصاعب اللاسواء في العلاقات الحمية لم يتم عرضه .الموضوعات المتعلقة بالأسس الصحية بالزواج تناولتها الصحيفة بشكل جيد باستثناء موضوع الأمراض الوراثية المتعلقة بزواج الأقارب لم يتم عرضه على الإطلاق الموضوعات المتعلقة بالأسس الاجتماعية للزواج تناولت الصحيفة موضوع مشكلات الزوجين والأبناء ومسئوليات الأبناء تجاه أفراد الأسرة والأهل بشكل جيد بينما طرحت بقية الموضوعات بشكل مبسط .وقد قدم البحث بعض التوصيات التي من شأنها أن تسهم في تفعيل دور الصحافة ووسائل الإعلام في تثقيف الشباب للزواج .
6- دراسة حلس والمهدي (2010م): دور وسائل الإعلام فى تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الشباب الفلسطيني (دراسة ميدانية على عينه من طلاب كلية الآداب جامعة الأزهر،وهدفت التعرف على دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الشباب الفلسطيني تم التوصل إلى فاعلية دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الشباب الفلسطيني،وخرجت بتوصيات من أهمها وضع آليات، وإستراتيجيات عملية لمواجهة طوفان المادة الإعلامية، وغير الهادفة، والتي تستهدف قيم ومفاهيم المجتمع الفلسطيني، والعمل على تحقيق الإشباع السياسي، والثقافي، والاجتماعي، والتربوي.
7-دراسة العزاوي (2011م): اتجاهات الشباب العربي نحو الصحافة الإلكترونية( طلبة الجامعات في بغداد ـ عمان ـ دمشق نموذجاّ)دراسة ميدانية وكانت نتائج الدراسة ما يلي : يمكن الجزم بأن الصحافة الالكترونية هي المصدر الرئيس للمعلومات لدى الأفراد،تتمتع الصحافة الالكترونية بمزايا منفردة تجعلها متفوقة على الصحافة الورقية وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى.تساهم الصحافة الالكترونية في خلق مجتمعات متجانسة حول قضية معينة، فالصحافة الالكترونية تساهم في ذلك، إذ تمثل المواقع الصحفية الالكترونية ملتقى لأفراد تجمعهم قواسم مشتركة لاسيما وأنها تمنح الفرد القدرة على التعاطي مع الآخر وإمكانية الحوار بعد تخطي حاجز الرقابة.
8-دراسة الزهراني (1434هـ):-(الصحافة الإلكترونية المتخصصة.. تصور لصحيفة إلكترونية أدبية - إطار نظري ونموذج تطبيقي) وهو يقوم على ركيزتين أساسيتين؛ الأولى تقدم عرضاً نظرياً يتناول جملة من التفصيلات المتعلقة بالصحافة الإلكترونية والصحافة المتخصصة من حيث المفاهيم والخصائص والأنواع بالاستناد إلى أدبيات وتراث الحقل.. وذلك من خلال ما يُعنى ويتصل بالمجال الأدبي والثقافي.. أما الركيزة الثانية فتتمثّل في تقديم نموذج عملي تطبيقي عبر مخطط لإنشاء صحيفة إلكترونية ثقافية أدبية.. وأوصى بحتمية أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام إصدار صحيفة إلكترونية ثقافية متخصصة تُعنى بخدمة المشهد وتقديمه وتشجيعه ودعمه.
ومن خلال استقراء هذه الدراسات يتضح دور الوسائل الإعلامية و الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي لدى الشباب لكنها ركزت على تنمية الوعي السياسي والاجتماعي ،ولم تتناول دور الوسائل الإعلامية و الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي،ولقد حثت دراسة الزهراني (1434هـ)على ضرورة اهتمام الصحافة الإلكترونية بالجوانب الأدبية والثقافية ،وهو ما حفز الباحث لتناول (دور الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب) في هذا البحث
أهمية البحث:- يستمد هذا البحث أهميته مما يلي:
-أن هذا البحث يتعرض لإحدى الموضوعات المستجدة والمستحدثة (الصحافة الإلكترونية )والتي يمكن أن تكون غائبة عن ذهن الكثير من المندفعين في تيار تكنولوجيا المعلومات والانترنت التي ترفد كل ما هو جديد متجاوزة الحدود ورافضة للقيود.
-أنه يستهدف فئة الشباب خاصة وأنهم نشأوا مع نشأة التطور التكنولوجي .
-الحاجة الملحة لوجود مثل هذا النوع من البحوث سواء تمثلت هذه الحاجة بالمؤسسات الإعلامية أو بالمجتمع نفسه بجميع فئاته، فمن ناحية المؤسسات الإعلامية(الصحافة الإلكترونية )، لقد أصبحت في حاجة كبيرة لمعرفة الدور الذي تقوم به في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب.
أهداف البحث :
حدد الباحث أهداف بحثه بالنقاط التالية:
الهدف الرئيس للبحث التعرف على دور الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب
وتندرج تحت هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية:
1 - التعرف على الصحافة الالكترونية:ماهيتها –نشأتها –تطورها –أنواعها- خصائصها وسماتها.
2- التعرف على المساهمة التي تقدمها الصحافة الالكترونية في تثقيف الشباب .
وتضمّن البحث على هذه المقدمة و فصلين وخاتمة .
الفصل الأول:-الصحافة الالكترونية(نشأتها –تطورها-خصائصها –تحدياتها )
الفصل الثاني:مساهمة الصحافة الإلكترونية في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب.
نوع الدراسة ومنهجها :
تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية، التي تقوم على رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية (عليان وغنيم، 2000م : ص43)، ومن ثم تحليلها وتفسيرها وصولاً إلى حقائق دقيقة.
*مصطلحات البحث:
-الصحافة الالكترونية: يعرف الباحث الصحافة الالكترونية تعريفا إجرائيا بأنها: ممارسة الصحافة بأشكالها المتعددة عبر الانترنت، وهي حديثة العهد، وتعرض الأخبار والأحداث من خلال خاصية الوسائط المتعددة التي تتميز بها ولها دور فاعل في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب الوعي الثقافي.
الوعي الثقافي:يمكن تعريف الوعي الثقافي بأنه: " مدى إدراك الفرد ووعيه بدوره في المحافظة على تراثه الثقافي، ومبادئه الأصيلة، وحمايتها من الشوائب؛ لتبقى خالية من أي تأثيرات وافدة ".في حين تعرف الثقافية بأنها: " المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد و الجماعة من المصادر الإعلامية والتربوية؛ فتشكل: معتقداتهم و تصوراتهم و مفاهيمهم و قيمهم التي تؤثر في تكوين: سلوكهم وعاداتهم و تقاليدهم و أنماط حياتهم ".
،وفيما يلي عرض النتائج والتوصيات
أولا : النتائج:-
*ساهمت التطورات المتلاحقة في شبكة الإنترنت في إيجاد شكل جديد من الإعلام، تعددت تصنيفاته ومسمياته لدى المهتمين والمختصين الإعلاميين، الذي أطلقوا عليه الإعلام الجديد، والإعلام البديل، الذي يشمل الشبكات الاجتماعية الافتراضية، والمدونات، والمنتديات الإلكترونية والمجموعات البريدية، وغيرها من الأشكال والأنواع المتعددة.
*تكمن إيجابيات الإعلام الجديد في سرعة الاتصال، والقيمة المعلوماتية، وضمان وصولها، وتحقيق التفاعل معها، وليس كونه إعلاماً مرسلاً من جانب واحد، مما خلق مساواة داخل المجتمع في الاتصال.
* أوجدت الصحافة الالكترونية حقلا جديدا للتفاعل و شكلا من أشكال نقل المعلومات" حيث إ ن الأفراد بإمكانهم تبادل المعارف المختلفة، والحصول على المعلومات ، و جعل ثقافاتهم تنتشر بين شعوب العالم، و هذا ما يؤدي إلى تلاقح و تزاوج هذه الثقافات.
* تتميز الخدمات الصحفية المقدمة في الصحف الالكترونية بالعمق المعرفي والشمول ،ويتهيأ ذلك من اتساع المساحة المتاحة لهذه الصحف.
*أن مستقبل الصحافة الإلكترونية العربية " في تقدم مستمر وستشهد طفرات مبهرة خلال الفترة المقبلة مما يساهم في نجاح التدفق العربي الإلكتروني في كسر احتكار الإعلام الغربي للمعلومات .
*تقوم الصحافة الإلكترونية بدور فعال في تثقيف الشباب من خلال التقارب بين الشعوب من خلال تقديم الأخبار والمعلومات وتبادل الثقافات.
* تمنح الصحافة الإلكترونية فرصة جيدة للشباب لمتابعة الأحداث فور وقوعها؛ لما تتمتع به من سمات مميزة عن بقية وسائل الإعلام التقليدية، وخصوصًا بما يتعلق بالتحديث المتواصل، والسرعة وهامش المساحة الكبيرة، والتفاعلية والحرية الأوسع في التعبير.
* تزود الصحافة الإلكترونية الشباب بالمعارف الثقافية ذات الصلة الوثيقة بالعلم والتكنولوجيا ،وهذا ما يسمو بهم للتعايش مع كافة الشعوب والطبقات والملل والنحل .
ثانيا : التوصيات:- في ضوء نتائج البحث يوصي الباحث بما يلي :
1-على الصحافة الإلكترونية أن تسهم في التعرف علي أولويات القضايا التي تشغل الشباب في مجال الحوار البناء والبعد عن الحوار التصادمي .. والتدريب علي قبول الآخر ونشر ثقافة السلام والتسامح والمشاركة وتنمية الشعور بالمواطنة.
2-العناية بالجانب الثقافي في برامج الصحافة الالكترونية ، وإعدادهـا بصورة موازية للتطورات الفكرية.
3- تأهيل الكوادر البشرية العاملة في مجال الصحافة الالكترونية ؛ لتستطيع التعاطي مع قضايا الشباب الثقافية بصورة فاعله.
4-على وزارة الثقافة والإعلام إصدار صحيفة إلكترونية ثقافية متخصصة تُعنى بخدمة المشهد وتقديمه وتشجيعه ودعمه.