(سورة آل عمران)
ويقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ ، لِيَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً))
يقرأ القرآن والسنّة ، فإذا المؤمنون هم المنتصرون ، وهم الذين لهم العاقبة ، يتلفت المؤمن حـوله لا يـرى أثراً من هذا ، لا يرى نصراً ولا يرى تفوقاً ولا يرى نجاحاً ، هو المؤمن الآن بحاجة إلى تفسير ، لماذا يجري الذي يجري ؟ هؤلاء المسلمون الذين لم يغلبوا من اثني عشر ألف من قلة ، لم يغلبوا كما قال عليه الصلاة والسلام ما بالهم يغلبون أحياناً وهم مليار ومـائتين مليون ؟ المسلم الآن يحتاج إلى تفسير مقنع ، والحقيقة النبي الكريم أطلعه الله على الغيب.
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾
(سورة الجن)
الله جل جلاله أطلع النبي عليه الصلاة والسلام على بعض من علم الغيب ، أطلعه على ما يجري في آخر الزمان ، على أحوال أمته في آخر الزمان ، لذلك إذا قرأنا هذه الأحاديث محور هذا الدرس طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة التي تتحدث عن آخر الزمان ، أما علاقتنا بهذه الأحاديث أن نبتعد بكل ما أوتينا من قوة عن وصف المسلمين في آخر الزمان لئلا ينطبق علينا ما قدره الله عليهم ، لأن الله سبحانه وتعالى عادل ، فإذا انحرف المجموع واستقام واحد لهذا الواحد معاملة خاصة ، واحد فقط عرف الله واستقام على أمره له معاملة خاصة ، نسعى بكل جهدنا أن يعم الخير الناس جميعاً ، ولكنه في آخر الزمان إذا رأيت شحاً مطعم وهوىً متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، النبي عليه الصلاة والسلام ينصحك ، ظرف استثنائي يقول لك: فالزم بيتك خذ ماتعرف دع ماتنكر عليك بخاصة نفسك دع عنك أمر العامة ، توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام صارخة لكل مكان وزمان.
عبد الرحمن بن جبير حدّث عن أبيه فقال: لما فُتِحَت قبرص المسلمون فتحوا قبرص ، فُرِّق بين أهلها ، بكى بعضهم على بعض ، رأيت أبا الدرداء الصحابي الجليل يبكي وحده ، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعزّ الله فيه المسلمين ؟ فقال: ويحك يا جبير ! دققوا: ما أهون الخلق على الله إذا هم أضاعوا أمرهم ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى ، هو ينظر إلى هؤلاء القوم الأقوياء ، أصحاب الصولة والجولة ، كيف أذلهم الله ، وكيف فقدوا ملكهم ، وكيف اصبحوا أسارى ، وكيف هم يبكون ، قال أبو الدرداء: ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمرهم ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
إخواننا الكرام: كلمة أسوقها لكم بصدق شديد إذا هان أمر الله عليك هنت على الله ، إذا علم أمر الله عندك كنت عند الله عظيماً ، إذا هان أمر الله عليك ، سيان أطعت أم عصيت ، صليت أم لا تصلي ، استقام لسانك أم لم يستقم ، كان دخلك حلالاً أو حراماً ، إذا استوى عندك الأمران هنت على الله ، وإذا هنت على الله رأيت ما ترى ، أبو الدرداء وحده صار يبكي ، قال: يا أبا الدرداء ما يبكيك ؟ تبكي في يوم عز المسلمين ؟ فقال أبو الدرداء: إنما أبكي لأنه ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمره فصاروا إلى ما ترى.
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داوود في الملاحم:
((قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا ، أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ))
(سنن أبي داوود)
إخواننا الكرام: حقيقة أضعها بين أيديكم لا يوجد مؤمن على وجه الأرض إذا ساقا الله له بلية أو مصيبة غلا ويعلم علم اليقين أن الله عادل ، وأنه فعل قبل أن تصيبه المصيبة ما يستحق هذه المصيبة ، إلا أن الإنسان أحياناً يظن الظن بغيره ، أما كل إنسان على حدا ، لو كان صادقاً مع نفسه وساق الله له مصيبة يعلم علم اليقين أن هذه المصيبة ما ساقها الله له إلا وهي محض عدل ! هذا كلام مقطوع به ، لكن نحن قد نسمع آلاف القصص عما يصيب الناس لجهل أو نقص معلومات نقول: لا يستحق ، فلان مغضوب ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله عنه أكثر))
(الإصدار للإمام القرطبي)
لذلك قال عليه الصلاة والسلام: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا ، أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ))
يقول لك الإنسان: والله يستحق ، إن الذي ساقه الله لي أقل ما فعلت ،
(( لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا ، أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِم ))
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((عن مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ ، وَلا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ))
(صحيح البخاري)
محفوفة برعاية الله ومشمولة بعطفه ومحفوفة بألطاف الله محفوظة بتوفيق الله محروسة بعين الله.
حديث "لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وكنفه ما لم يمالئ قراؤها أمراءها"
((أخرجه أبو عمرو الداني في كتاب الفتن من رواية الحسن مرسلا ورواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي وابن عمر بلفظ "ما لم يعظم أبرارها فجارها ويداهن خيارها شرارها" وإسنادهما ضعيف))
(تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي)
ممكن أن يكون الدخل حرام ، ولديه ملهى أو مسبح مختلط وعمل حفلة مولد ويدعي أناس ليلقوا كلمات يشيدون بفضله ممكن ! أو عقد قران يجري في نادي ويقوم الخطباء فيسمون على الأسرتين الكريمتين الورعتين الطاهرتين ثم يكون العرس في فندق من الفنادق الضخمة توزع فيها الخمور وتحضر النساء كاسيات عاريات وترقص الراقصات والأسرتان كريمتان طاهرتان تقيتان من أعرق أسر دمشق ، وكتب على بطاقة الدعوة الطيبون للطيبات !
دقق في الحديث:
((لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه مالم يمالئ قراءها أمراءها ، ومالم يزكي صلحاءها فجارها ، وما لم يهن خيارها أشرارها ))
إذا الأشرار أهانوا الخيار ، إذا الصلحاء زكوا الفجار ، إذا القراء لم يلقوا الأمراء ، رفعت عنها يد الله ، أي هانت على الله ! سيان أعزت أم ذلت ، قويت أم ضعفت.
قلت لكم في بداية الدرس: المسلم أحياناً يحتاج إلى تفسير مقنع لأنه يقرأ كتاب الله.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾
(سورة النور)
إقرأوا كتاب الله.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾
(سورة الحج)
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾
(سورة آل عمران)
يقرأ حديث رسول الله:
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))