لم يخطر ببال الإيرلندي الشمالي "برندان رودجرز" أنه سيتربع على عرش أقوى دوريات العالم "البريميرليج" عندما تم تعيينه خلفاً ل "كيني دالجليش" في تدريب ليفربول في الأول من يونيو عام 2012 ، أي بعد 668 يوماً ، وقبل ست جولات على ختام الدوري الأكثر صعوبة في العالم .

ولكنه في موسمه الأول لم يختلف كثيراً عما قدمه "دالجليش" الذي أقيل بعد احتلاله المركز الثامن ، ليصعد ليفربول مركزاً واحداً فقط في ختام الموسم الماضي ، والمهمة المستحيلة كانت بأن يستهل الموسم الحالي بصراع طويل الأمد مع هداف الفريق الأول الأوروجوياني "لويس سواريز" الذي أعلن مراراً وتكراراً عن رغبته بالرحيل عن صفوف الريدز ، خاصة بعد واقعة "عض" إيفانوفتش التي أوقفته 10 مباريات ، لكن المدرب الذي قاد سوانزي سيتي لاحتلال المركز 11 في الدوري الانجليزي الممتاز الذي كان الأول للفريق بين الكبار منذ 1983، قبل التحدي الأصعب وحافظ على سواريز وهو يعلم غيابه عن أول 5 مباريات .

ويبدو أن "رودجرز" أثبت صحة كلام ملاك ليفربول عندما صرحوا بأنه سيعيد النادي لأمجاده الثمانينية التي توجت الفريق باللقب 18 مرة ، كان آخرها موسم 1989-1990 ، ولأول مرة تتهاوى الأرقام القياسية أمام "الريدز" وجمهور الأنفيلد ، فالصدارة لم تأتِ من فراغ ، ويستعرض عدداً من الأرقام القياسية التي حطمها ليفربول هذا الموسم ، سواءً كانت شخصية أو عامة .

وصل ليفربول هذا الموسم ل88 هدفاً كأقوى خط هجوم "71 هدفاً في الموسم الماضي"، وهو الرقم الأعلى في تاريخ مشاركاته في البريميرليج محطماً رقمه الشخصي السابق الذي سجله موسم 2008-2009 "77 هدفاً" ، تحت قيادة المدير الفني الإسباني الحالي لنابولي الإيطالي "رافا بينيتيز" ، واحتل على إثره ليفربول المركز الثاني خلف مانشستر يونايتد ، جامعاً 61 نقطة ، كما كان القائد ستيفن جيرارد والإسباني فيرناندو توريس هدافا الفريق بتسجيلهما 30 هدفاً سوياً ، أما حاليا فإن سواريز الذي غاب عن 5 مباريات اقترب من الوصول لذات الرقم لوحده "29 هدفاً" .

ونبقى مع سواريز الذي سجل الموسم الماضي 23 هدفاً ، وحطم هذا الموسم رقماً "ليفربولياً" كان من نصيب هداف الفريق في تسعينيات القرن الماضي "روبي فاولر" الذي سجل 28 هدفاً موسم 1995-1996، كأكثر هداف يسجل للريدز في البريميرليج ، وبات يخطط لكسر رقم آخر مسجل باسم أسطورة ليفربول "ايان راش " الذي سجل 30 هدفاً في موسم 1986-1987 ، كأكبر رقم لهداف الفريق ، علاوة على اقترابه من تحطيم رقمين أيضاً مسجلان باسم البرتغالي كريسيانو رونالدو"مانشستر يونايتد 2007-2008" والإنجليزي ألان شيرار"بلاكبيرن روفرز"1995-1996" كأكثر عدد من الأهداف يتوج به هداف الدوري ب"31 هدفاً" ، وأصبح سواريز على بعد هدفين فقط من معادلته وهدف ثالث من تحطيمه، كما تم اختيار سواريز أفضل لاعب بالمباراة 14 مرة وهو الرقم الأعلى، ولم يكتف بتصدر ترتيب الهدافين بل منح زملاءه 11 تمريرة حاسمة ، مع الإشارة لعدم تسديده أية ركلة جزاء .

تعد تشكيلة ليفربول هذا الموسم الأكثر احتواء على لاعبين إنجليز مقارنة بالثلاثي الكبير "تشيلسي – مانشستر سيتي – آرسنال" ، اذ تضم 9 لاعبين إنجليز ، فيما تضم تشكيلة تشيلسي 5 لاعبين ، ومانشستر سيتي 4 ، وآرسنال 6 لاعبين إنجليز ، وهي سمة أصبحت عادية في الدوري الإنجليزي الممتاز ، وتسببت بالعدوى للاتحاد الإنجليزي الذي تخلى عن تقاليده وعين مدرباً سويدياً "إريكسون" 2001-2006 ، ولا يعنى هذا الرقم الكبير من اللاعبين الإنجليز عدم تنوع جنسيات تشكيلة ليفربول التي تضم 13 جنسية أخرى موزعة على "إسبانيا 3 ، ويلز 2 ، البرازيل 2 ، فرنسا 2 ، أستراليا 2 ، البرتغال 2 "، ولاعب واحد لكل من "الأوروجواي ، الدانمارك، سلوفاكيا ، ساحل العاج ، بلجيكا ، نيجيريا ، إيطاليا " .

ويحتل ليفربول المركز الثالث بحسب نظام التقييم الخاص بموقع "هو سكورد" ولا يتفوق عليه سوى بايرن ميونخ الألماني وبرشلونة الإسباني ، كما أنه ثاني صاحب أفضل سجل على أرضه في أوروبا ب14 حالة فوز وتعادل وحيد وخسارة وحيدة ، جمع على إثرها 43 نقطة، فيما استطاع جمع 28 نقطة خارج أرضه ب8 حالات فوز و4 تعادلات و4 هزائم ، لكنه يمتلك 21 هدفاً من ضربات ثابتة وهو الأعلى في الدوري ، كذلك الأمر بالنسبة لركلات الجزاء ب8 ركلات ، ولم يتحصل لاعبوه على أي بطاقة حمراء هذا الموسم .

ولابد من ذكر من تصدى ل94 تسديدة ، وحافظ على شباك ليفربول 10 مرات نظيفة ، خلال 32 مباراة، إضافة لتصديه لركلة جزاء في المباراة الافتتاحية أمام ستوك سيتي ، إنه أحد أهم أسباب وجود ليفربول على قمة هرم الترتيب ، البلجيكي سيمون ميغنوليت .

وبقي أن نشير إلى أن ليفربول لم يتذوق مرارة الهزيمة منذ 96يوماً "في الدوري" والتي كانت أمام تشيلسي بالذات في 29 من ديسمبر من العام الماضي .