بسم الله

سامي الجابر..
عرفناه كلاعب لايعرف اليأس أو الفشل يسقط لأن السقوط سنة كونية فينهض ثم ينهض وإن لم يسقط ، كان يلعب بقلبه حين كانوا يلعبون بأمشاط أقدامهم لأنه يفكر في الهلال و يفكرون في الشهرة المال والأنا ، كان يجري بعقله حين كانوا يجرون بأقدامهم ، نحن نحبه لأجل هذا لأجل أنه يحمل الهلال في قلبه ..
في النهايات كان سامي دائماً ينجح و يصنع الحدث رغم مايتعرض طريقه من عقبات وسقطات قد شككنا معها كهلاليين بأنه قد لا ينجح ؛ لكنه دائماً ينهض وينجح و ينجح حتى قلنا فيه ( جابر عثرات الهلال )..

سامي كلاعب كان يملك حكمنا فيه بين قدميه ، أما اليوم فإن حكمنا عليه بين أقدام أكثر من عشرين لاعباً مقيدين بكشوفات الهلال ؛ فالأمر مختلف جداً فبين معيار الحكم على اللاعب و معيار الحكم على المدرب ثمة صدع استغله أعداء الهلال لإسقاط سامي في بداياته التدريبية !
منذ أن سمّت الإدارة الهلالية سامي الجابر مدرباً للفريق الهلالي اجتمع القوم واتحدوا و تعاهدوا و نسقوا بين أجنحتهم الإعلامية و أجنحتهم التنفيذية النافذة في اتحاد الكرة و الرئاسة على أن يسقط هذا السامي بأي ثمن وبأي طريقة و تعاهدوا أخرى على ألا تهاون في ذلك ولأن السارق الغبي ينكشف قبل أن يسرق فقد ألغي معسكر فريقهم الإعدادي المقرر بأوربا و اكتفوا بمعكسر في ( لهايب نجد و سمومها ) وذلك لأن الفريق تم إعداده في الغرف المظلمة ؛ و لا أدل من ذلك على مؤامراتهم التي شكى منها سامي في إحدى مقابلاته مؤخراً بإحدى القنوات العالمية ..
هذا الاجتماع وإن كان جزء منه حدث حقيقة فقد لايكون في أجزاء كثيرة من تفاصيله إلا اجتماعاً كتوارد الخواطر فلسامي ضحايا لايحتاجون للنيل منه اجتماعاً و لا تنسيقاً ، ضحايا طارد سامي النوم في أعينهم لأكثر من خمسة عشر عاماً و اليوم وقد شاخوا فلم يعودوا يقوون الركض والهرب ؛ أفيكون سامي مرة أخرى ؟!
ليس أمامهم إلا مايشبه الانتحار وإن انكشف سوءاتهم جراء ذلك فلم يعد فيهم شيئاً لم يهزمه سامي فاللهم نصر على سامي و إن يكن بسوءة عارية ، شيء ما يشبه حفظ ماء الوجه بآخر العمر ، هكذا هم منذ الأزل فكل شيء بالنسبة لسامي هو كرة قدم لكن بالنسبة لهم كانت قضية شرف ، و لأن سامي كمدرب شيئاً يشبه الحرب النووية كان من الطبيعي أن تكون أساليبهم في محاربته غير اعتيادية و هذا مايمكننا قراءته بين سطور بتال القوس الذي استطاع دفن ميوله تحت رغبته في الصعود والشهرة فما كان منه إلا أن قرر الانتحار بعد خماسية سامي في الإتحاد فتحين أول فرصة ليكشف لنا عن نصف سوءته يوم أن ارتدى لباساً لم يغط إلا نصف سوءته وهو لباس المحلل الفني الذي أحصى خطط المدرب سامي فوجدها ستاً لا أكثر ثم لم يكتف بهذا التعري بل عاد أخرى ليكشف لنا كل سوءته و يرمي بلباس الأخلاق والحياء و يعرض عبارات عنصرية بحث عنها لساعات وساعات بين الجمهور الغاضب و من يدري فلربما دفع لأحدهم ليقول ما يخاف بتال أن يقوله كما يدفع لأن ينال أرقاماً وهمية لحسابه ..
و لأن سامي المدرب غير اعتيادي فقد تم اجترار أسلحة من خارج الوسط الرياضي و إن كانت أسلحة بائرة إلا أن اجترارها يحكي واقع المعاناة فالكاتب علي الموسى الذي يعترف بأنه لايفقه في الشأن الرياضي ظن أنه ربما يكون البطل في الحرب و آخرين كالعرفج الذي انتقد سامي بماتشتهيه نفسه من ( مندي وكبده ) فكان ظريفاً في المشهد ، و داؤود الشريان ذلك الصفق حاول أن يشفي قهر السنين الذي يكتمه قلبه فكشف لنا عن هزائمه و آلامه ..

كل هذا الاستنفار ضد سامي كان على الموقع الهامشي من المعركة حيث الإعلام فكيف حين نتحدث عن لجنة الحكام و الانضباط و مكتب رئيس الاتحاد و مكاتب الرئاسة و لجنة المنشطات ؟!
كل تفاصيل تلك اللجان يعرفها الهلاليون من صغيرهم لكبيرهم من لجنة صاحب أشهر ضربة جزاء لم تحتسب في التاريخ إلى صاحب الـ ( سي دي ) المفقود مروراً بديكور يجلس على كرسي الإتحاد انتهاءًً بالنصراوي الكبير الذي أعاد النصر للبطولات في عهده الميمون كما كان يعد دوماً ..

هل سيسمح الهلاليون لهذه الحرب القذرة ضد الهلال وسامي بأن تنجح ؟!
رئيس الهلال لايملك جواباً و ينكر وجود الحرب و يمد يده دوماً بمثالية عجز حتى أفلاطون أن يتحلى بها ، و ربما يعترف بالحرب و ينتظر شفقة الغزاة بأن يوقفوا الحرب لكي يعم السلام والمحبة ،و هي بالنسبة له وجهة نظر و بالنسبة لنا كهلاليون مؤامرة كبرى !


لاشك أنهم يستميتون بحربهم ضد سامي في بدايته لأنها بدايته حيث أضعف مايكون الإنسان حيث الافتقار للخبرة والتجربة و التمرس فلذلك يخوضون حرباً مركبة تعني لهم الكثير فسقوط سامي المدرب يزعمون و يتخيلون أنه يعني سقوط أسطورة سامي اللاعب ولا شك أنهم سيتغنون بذلك إن حدث ببلاهة كعاداتهم المملة ..



سامي المدرب في ميزان الأرقام :
لعب سامي 33 مباراة فاز في 23 منها بنسبة فوز 69% ، خسر في 5 منها بنسبة خسارة 16%
مورينهو أحد أعظم مدربي العالم خاض 39 مباراة فاز في 26 منها بنسبة 66% و خسر في 5 بنسبة 13%
في موقع ترتيب المدربين يحتل سامي اليوم المركز 45 من بين أكثر من خمسة آلاف مدرب حول العالم ..

كنت ضد اختيار سامي كمدرب للهلال دون أي خبرة تذكر و كنت مع استمرار زلاتكو كالكثير من الهلاليين لكننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية تجاه فريقنا و نجم طالما أفرحنا و أحببناه فلم يعد الأمر يتعلق بإثبات وجهات نظر فنحن أمام واقع و تحدٍ حقيقي فالألسن التي لا تمل تجرح سامي كل يوم ألف مرة و تسخر من فريقنا ألف ألف مرة هي تهدف لاستفزازنا كهلاليين لإسقاط سامي وهو أمر إن تحقق فهو بالنسبة لهم إنجاز أكبر من بطولتين زفوا لها بعد غياب سنوات و سنوات ، من هنا لابد للهلاليين المخلصين أن يتمعنوا و أن يفكروا جيدا و كلهم عقلاء ..
هناك فعل عقلاني و هناك انفعال عاطفي فباي ميزان نضع سامي ؟!

مفهوم العمل عند سامي الجابر :
ذكرت تقارير موثوقة بأن سامي يعمل بالنادي لأكثر من 15 ساعة يومياً في بعض الأحيان ، و هذا السلوك يؤسس لمفاهيم جديدة بالنادي حول البذل و العطاء ومفهوم العمل بالوسط الرياضي حيث ينقله من طوره الترفيهي إلى طور مؤسساتي حقيقي وهو أمر لاتظهر نتائجه إلا على المدى الطويل ..

تطوير العمل الفني داخل نادي الهلال :
أوجد سامي وحدة تدريبية لم تكن موجودة من قبل تعني بتحليل التكنولوجيا وهذه وحدة دقيقة في عالم التدريب حيث تظهر نتائج عملها بشكل تراكمي بعيد المدى فكل مباراة تمر يصبح لدى الجهاز الفني واللاعبين قاعدة معلومات أكبر و هذا يساهم في تطوير اللاعبين ويساعد الجهاز الفني على اتخاذ القرارات الصحيحة سواءً فيما يخص طريقة اللعب أو أوقات الاستعانة بلاعبين معينين ..

تطور النهج التكتيكي لسامي :
في بداية الموسم الرياضي كان سامي يبدأ المباراة عادة بهجوم كاسح وشامل ولكن واجه سامي بعض الصعوبات في هذا التكتيك حيث أدى لتنبه الكثير من المدربين لهذا الأمر واعتمدوا على الدفاع المتكتل والاعتماد على الكرات الطويلة والمرتدات ، سامي تذمر من ذلك كثيراً لكنه فيما بعد لجأ لتكتيك آخر هو الاستنزاف البطيء للخصم طوال الشوط الأول و منتصف الشوط الثاني ومن ثم الهجوم المباغت المتقطع و أنا أعتبر ذلك أمر في منتهى الاحترافية فالمباراة تشبه الحرب ، و أصبح سامي أكثر معرفة بقدرات لاعبيه فعدل كثيراً في أفكاره التكتيكية لتتواءم مع إمكانيات لاعبيه ففي بداية سامي لاحظ الجميع أن سامي يحاول أن يبدأ الهجمة عن طريق قلب الدفاع لكن الأمر مستحيل تطبيقه في ظل إمكانيات اللاعبين المتوفرين بالهلال بقلوب الدفاع تحديداً ولذلك عدل كثيراً و أصبح يعتمد على تدوير الكرة بين الوسط والدفاع في انتظار ثغرة في الخطوط الخلفية للخصم نتيجة تحرك مهاجمي الهلال المستمر وهذه نقطة تحسب لسامي كثيراً أقصد تغيير قناعاته بحسب الأدوات المتوفرة لديه ، أيضاً الكرات الثابتة في الهلال لم تكن في بداية الموسم تهدد أي خصم لكن الأمر تطور كثيراً في المباريات الأخيرة فأصبح يسجل من الكرات الثابته باستمرار خصوصاً ركلات الزاوية ..

هذا جزء مما لاحظته في فكر سامي التكتيكي فأبرز مافيه أن سامي يغير قناعاته التكتيكية وفق الواقع والظروف عكس ماكان يحمله من فكر قبل أن يدرب حيث أثبت رغبة جادة في التغير و الاجتهاد رغبة في النجاح كما هو سامي دوماً متطوراً لا يكل و لا يمل و لا يتوقف عند حد ..

يجب دعم سامي والوقوف معه فهو وقت جاد يجب أن نثبت خلاله مجدداً أن الهلال بجمهوره و يجب ألا نسمح بأن نسقط سامي الأسطورة فقط لأننا خسرنا كأساً بضربة جزاء ظالمة أو لأننا خسرنا الدوري بفضائح تحكيمية تاريخية غير مسبوقة ..

إدارة الهلال ارتكبت خطأ حينما أوكلت التدريب لسامي وهو دون خبرة لكن الخطأ الأعظم لو فكرت في إقالة سامي دون أن يكمل موسمه الثاني بناءً على ضغوط انفعالية غير محسوبة ؛ فسامي بالنظر لخبرته التدريبة و موسمه الأول يعتبر ناجح فقد خسر الكأس بخطأ تحكيمي و يخسر الدوري بمكائد ومؤامرات كبرى و أكمل الحارس ثالثة الفواجع فضلاً عن الاصابات المتلاحقة و فشل المفاوض الهلالي في توفير كل ماطلبه سامي سواءً المحور المكسيكي أو المدافع الكوري اللذان طلبهما بالاسم لكنه خذل في ذلك و رغم ذلك خرج ليحمي الإدارة و يعلن بأن كل الخيارات خياراته رغم أن الحقيقة عكس ذلك ..

و إلى اللقاء ..