أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ابن حجر العسقلاني


صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري


هَوى فيهِ المَلامة كَالهَواء ....... فَلا يَطمَع لِناري في اِنطِفاءِ
أعاذِلُ إِنّ نار الشوق تَذكو ........ وَلَم يخمِد تلهُّبها بُكائي
ويبعد طفوُها بِرياح لوم ........ ومن جفنيّ لَم تخمد بِماءِ
وَذِكري أَرض نعمانٍ بِها قَد ....... لأهل السَفح شَوقاً وَاللواءِ
أَبى سَمعي المَلام وَجَدَّ شَوقاً......... وَعَمَّ العاشِقينَ هوى إِبائي
وَأظلم من حبيبي لَيلُ صدٍّ ....... طَويل لَيسَ يؤذِنُ باِنقِضاءِ
تَسلسلت الرواية عَن جُفوني ....... عَلى ضعف بِها من فرط دائي
ثَقُلتُ مِن الضنى لَكِنّ جِسمي ......... بِرِقّته أَخَفُّ مِن الهَباءِ
لأيّامِ الجَفا خَبَرٌ طَويل .......... ونادرة لييلات اللِقاءِ
قَضيت هَوى بهجرك يا حَبيبي ...... وعاملت المَحَبَّة بالأَداءِ
وَإِنّي إِن تَشأ قُربي فَدانٍ ...... إِلَيكَ وَإِن نَوَيتَ نَوى فَنائي
بِقُربِكَ لي المسرّةُ في صَباحي ....... وَبعدك لي المساءَة في مَسائي
قَسَوتَ جَوانِحاً وَتَقول قَلبي ........ صفا قلنا صَدَقتَ مِنَ الصَفاءِ
وَلا أَنسى غداة البين لمّا .......... رآني اليأسُ مُنقَطِعَ الرَجاءِ
وَقَد زُفَّت لَهُم نجبٌ تهادى ....... كأَمثال العَرائِسِ للجِلاءِ
وَخَطَّت مِن مَناسمها سُطوراً ........ وساروا فَهي خطّ الإِستواءِ
فَقلتُ لَها خُذي جِسمي وَروحي ...... لطيبةَ حيث مجتمع الهناءِ
مَنازِلُ طيبةَ الفَيحاءِ عرفاً ...... مَنازه طيبةٍ وَمَلاذ نائي
فَإِن رمِدَت مِنَ التَسهيد عَينٌ ........ فإِثمد تربها عَينُ الدَواءِ
وَإِن قَنَطَت مِن العصيان نفسٌ ...... فَباب محمّد باب الرَجاءِ
نَبيّ خُصَّ بالتَقديم قِدماً .......... وآدم بَعدُ في طين وَماءِ
كَريمٌ بِالحَيا مِن راحتيهِ ....... يَجود وَفي المُحيّا بِالحَياءِ
تُنادي العَينُ مَرأى بِشرِهِ ما ..... عَلى صبح لِراءٍ مِن غِطاءِ
وَيَروي طالِبٌ بِرّاً وَعِلماً ....... لَدَيهِ عَن يَزيدَ وَعَن عَطاءِ
بَدا قَمَراً بِبَدرٍ في نجومٍ ....... مِنَ الأَصحاب أَهل الإِقتِداءِ
فخُصّوا بِالتَمام وَعَمَّ نَقصٌ ........ ومحقٌ بالأعادي الأَشقياءِ
وَثَوبُ الشّركِ مُزِّقَ في حَنين ...... وأُلبِسَ من طغى قُمُصَ الشَقاءِ
سَرى لِلمَسجدِ الأَقصى بِلَيلٍ ...... مِنَ البَيتِ الحَرام إِلى السَماءِ
رَفيقُ الروحِ بِالجِسم اِرتَقى في ....... طِباقٍ حُفَّ فيها بِالهَناءِ
عَلا وَدَنا وَجاز إِلى مَقام ......... كَريم خُصَّ فيهِ بالاِصطِفاءِ
وَلَم يَرَ ربّه جَهراً سواه ...... لسرّ فيه جَلَّ عَن اِمتِراءِ
وأخدمه العيونُ فَعَينُ ماء ....... جَرَت مِن كَفِّهِ للإِرتِواءِ
وَعَينُ المال جاد بِها سَخاءً ..... فَلَيسَ يَخاف فَقراً مِن عَطاءِ
وعين الشمس رُدَّت بَعدَ حجب ....... لِذي الحسنينِ مِنهُ بِالدُعاءِ
وَعين قَتادةٍ سالَت فَرُدَّت ....... وَمُدَّت مِن يَدَيهِ بِالضِياءِ
وَعين القَلب ما لبست هجوداً ....... فَما عَنها لشيء مِن عَطاءِ
وعين الفكر مِنه أسدُّ رأياً ...... نعم وَأَشدّ مَرأىً في المَرائي
وأعكسَ عَين حاسده فَعادَت ...... مِنَ الرَمي المصوّب كَالهَباءِ
نبيّ اللَه يا خَيرَ البَرايا ....... بِجاهِكَ أَتَّقي فصل القَضاءِ
وَأَرجو يا كَريم العَفو عمّا ....... جَنَته يَدايَ يا رَبّ الحباءِ
فَكَعبُ الجود لا يُرضى فِداءً ...... لِنَعلِكَ وَهوَ رأس في السَخاءِ
وسنَّ بمدحك ابن زهير كَعبٌ ......... لِمثلي مِنكَ جائِزَةَ الثَناءِ
فَقُل يا أَحمد بن عليٍّ اِذهَب ......... إِلى دارِ النَعيم بِلا شَقاءِ
فَإِن أَحزَن فَمدحك لي سروري ........... وَإِن أَقنط فحمدك لي رَجائي
عَلَيكَ سَلام رَبّ الناس يَتلو ......... صَلاة في الصَباح وَفي المَساء