السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=========================




[IMG]http://im35.********************************************/MD8mc.jpg[/IMG]


تدور أحداث القصة في العصور الوسطى وفي آوروبّا تحديداً .. وبلا شك أن الديانة المسيحية هي الديانة السائدة في آوروباً


كان هناك مجموعة من القساوسة ( رجال الدين المسيح ) يقومون بـ خداع الناس كي يسرقوا منهم أموالهم

ومن المعروف أن الجهل يعم في أرجاء آوروبّا .. حيث كانت تسمى تلك العصور بـ ( المظلمة ) نظراً لـ التخلف

كان القساوسة أو الكهنة يتفننون في طرق الخداع .. ومن تلك الخدع بيع أراضي الجنة

فـ كانوا يدّعون أنهم يملكون ( صكوكاً ) لـ أراضي في الجنة .. ومن يُرد أرضاً عليه دفع قيمتها وشرائها


فـ كان الناس يتسارعون لـ تجميع الأموال قدر الإمكان .. فـ هم يعملون ويكدحون سنين طويلة

حتى يؤمّنوا ثمن هذه الأرض .. ومن ثم يدفعون قيمتها لـ القساوسة في معبدهم ( الكنيسة )


=========================


[IMG]http://im35.********************************************/lmvLz.jpg[/IMG]


وفي أحد الأيام سمع رجل يهودي الديانة بـ تلك الصكوك وما يفعله القساوسة .. فـ أخذ يفكر في تلك الأراضي

وفي اليوم التالي أقدم الرجل اليهودي على الكهنة في الكنيسة .. وأخبرهم بـ أنه أتى لـ شراء الأراضي كلّها


فـ قالوا له أننا لا نبيع أراضي الجنة كلها لـ أن قيمتها تعادل كنوز الأرض كلها .. وأنت لا تملك سوى نقودك

فـ ردّ عليهم رداً أصعقهم جميعاً : ومن قال لكم أني أريد أرضاً بـ الجنة ؟!

أنا هُنا لـ أشتري أرضاً في النار .. وأني على إستعداد لـ شراء كل أراضي النار التي بـ حوزتكم

أصابت الدهشة وجوه الكهنة .. ثم قال أحدهم إنتظرنا خارج المعبد لـ بعض الوقت حتى نتشاور فيما بيننا

وعندما خرج اجتمعوا يتحدثون فيما سمعوه .. فقال أحدهم أنه رجلٌ ( أحمق ) وأنها لـ فرصة كبيرة لنا


[IMG]http://im35.********************************************/WCd8E.jpg[/IMG]


فـ ليس هناك شخصٌ عاقل يريد شراء أرض بـ النار .. لـ نبيعها عليه كلها حتى وإن كان ثمن الأرض قليل


فـ نحن في نهاية المطاف لن نبيع أي من تلك الأراضي .. فـ لم ولن يُقدم لنا شخص يريد أرضاً بـ النار سوى ذلك المعتوه

إنها إراضي غير مرغوب بها .. فلـ ننتهز الفرصة ونستفيد من ذلك السفيه ونحصل منه على أموالاً كثيرة


تمّ الإتفاق بين الكهنة واليهودي على البيعة .. واشترى كل أراضي النار دون أن يعارض على ثمنها

وأخذ صكوك أراضي النار كلّها .. وقام بـ عمل ( صحيفة خاصة ) كُتب فيها أنه صاحب أراضي النار كلّها

ووضع كل كاهن ختمه بـ الصك تأكيداً لـ ما مكتوب في الصحيفة .. وأن أراضي النار مُلكاً لـ اليهودي وحده

وخرج وهو يبتسم فرحاً .. وهم أشد فرحاً لـ غبائه وحماقته التي جعلت منه دفع أموالاً طائلة

=========================


[IMG]http://im35.********************************************/egCrr.jpg[/IMG]


في اليوم التالي خرج اليهودي إلى الناس ونادى بهم لـ يجتمعوا .. فـ أخبرهم بـ أنه صاحب أراضي النار كلّها

وأخرج لهم الصحيفة المختومة من قبل الكهنة لـ يتأكد الجميع من قوله .. ثمّ أخبرهم بـ أن الأراضي ملكاً له وحده

وأنه لن يُدخل أي شخص منهم أراضي النار .. لذا فـ لا داعي من شراء أراضي الجنة بعد اليوم

سمع الكهنة بـ ذلك الخبر .. ومرّت الأيام ولم يُقدم أي شخص لـ الكنيسة كي يشتري أرضاً في الجنة

فـ لم يعُد الناس بـ حاجتها منذ أن أعطاهم اليهودي ( وعداً ) بـ عدم الدخول لـ أراضيه في النار

اجتمع القساوسة لـ يفكروا في حل .. لـ أن الوضع إن استمر أكثر سـ يخسرون رزقهم رويداً رويداً حتى يُفلسوا

وأخيراً قرّروا الذهاب إلى بيت الرجل اليهودي .. فـ أخبروه بـ أن ما فعله أمر مُجحف ولا يرضيهم

قال لهم أن أراضي النار مُلكاً له يتصرّف بها كيفما يشاء .. ولقد عقد معهم صفقة بيع وشراء وأختامهم تشهد على موافقتهم

وأنه لم يجبرهم على شيء بل تمّ بـ محض إرادتهم .. فـ غادروا بيته وهم غاضبين ومحبطين جرّاء ردّه لهم

=========================


[IMG]http://im35.********************************************/AGZww.png[/IMG]


تعددت محاولات الكهنة لـ إقناع اليهودي بـ التنازل عمّا قاله أمام الناس .. ولكنه لم يعر محاولاتهم أي إهتمام

وبعد مرور عدة أسابيع اتجهوا إليه لـ يعلنوا عن إنهاء أزمتهم .. فـ أخبروه أنهم على استعداد لـ الإتفاق معه

سـ يشترون منه نصف أراضي النار وبـ ضعف ثمن كل أرض .. شريطة أن يقوم بـ ( إحراق ) الصحيفة وأن يُخبر الناس بـ ذلك

كي يعودوا لـ شراء أراضي الجنة كما في السابق .. وبـ ذلك يكون قد استفاد اليهودي واستفادوا معه


صمت قليلاً وابتسم وقال : أنني على استعداد أن نعقد بيننا بيعة كما فعلنا ذلك سابقاً .. ومن ثم أحرق الصحيفة وأخبر الناس بـ ذلك

فرحوا القساوسة وتنفسوا الصعداء بعدما دبّ اليأس في نفوسهم لـ عدّة أسابيع .. ولكن فرحتهم لم تدُم لحظات

فـ لقد وضع اليهودي شروطاً في البيعة لا رجعة فيها نهائياً .. فـ صعقتهم شروطه كما صعقهم في اللقاء الأوّل


1 - أن يتم شراء أراضي النار كلّها منه دون أن تنقص أرضاً واحدة

2 - أن يكون ثمن الأرض الواحدة [ 10 ] أضعاف ثمنها الّذي إشتراه منهم

أثار ذلك غضب الكهنة ورفضوا وعادوا إلى الكنيسة .. ولم تمضي بضعة أيام حتى تمّت الموافقة مجبورين عليها

في نهاية المطاف خسر القساوسة أموالاً طائلة نتيجة تلك البيعة .. وأخذوا درساً لم ينسوه طوال حياتهم

بينما حيلة الرجل اليهودي كانت النقطة الفاصلة .. والّتي جعلت منه أحد أغنى رجال المدينة


عاقبة الخداع

كلّما ظننت نفسك ذكيّاً في خداع الناس .. سلّط الله عليك من يخدعك

فعلينا مراقبة الله في تصرفاتنا مع الآخرين .