اغنام - ابل - دواجن - طيور

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وسلم

أنتشرت في الاونه الاخير البذور المعدله وراثياً واصبحت الاسواق ملئ بالمنتجات المعدله وراثيا وصارت تحاصرنا من كل جانب فلا مفر منها ولا مناص عن التحري عنها لانها اصبحت غذاءنا
البذور المعدله جينياً هي عمليه تغيير صفات النبات التي خلق عليها من خلال الدخول الى خارطه صفاته ثم نزع الجين المطلوب وتدبيله بااي جين آخر حتى من الحيوانات نفسها او حتى من الانسان لوشاءوا
وذلك لتغيير صفه ما فيه الى صفه مرغوبه لدى المزراع مثل تكبير حبة الذره او تصغيرها او تلوينها او تغيير صفاتها الغذائيه مثل البروتين او امتصاصها للماء او سميتها بالنسبه للحشرات والكثير الكثير مما لا يخطر على بال بل وحتى منعها من ان تبذر بذورا آخرى يمكن زرعها من خلالها لمصلحة المنتج بحيث يضمن عودتك ..

أمريكا هي الراعي الرسمي ومنها انطلق الشر تجاه العالم اجمع وبالتحديد من شركة مينسوتا وهي مدعومه من الحكومه ، حيث ان نصف انتاج العالم الآن من المحاصيل المعدله وراثياً هي من أمريكا والنصف الثاني من الانتاج العالمي هي التي بذرته وزرعته في الدول الاخرى واكبرها البرازيل ثم الارجنتين جاراتها ...وحالياً تلوثت معظم بقاع العالم بهذه البذور الشيطانيه مثل الهند والصين ودول الاتحاد الاروبي ورغم ان تلك الدول تحاول منع استيراد المنتجات المعدله وراثياً من امريكا بضغط من مواطنيها الا ان شركة مينسوتا وحكومتها تفرضان على دول العالم التقيد بمعاهدة التجاره العالميه والتي تنص على حرية تبادل السلع بينها بل انها غرمت الاتحاد الاوربي منذ فتره بغرامات باهضه من خلال المحكمة لانها حاولت منع تلك المنتجات من الدخول الى اراضيها الا ان شركة مينسوتا كسبت القضيه والآن الاتحاد الاوربي لايستطيع منعها وهناك من يناصرها مثل التجار والمزارعين الجشعين وغيرهم من اهل المصالح والفساد وتعتبر اسبانيا هي الاكثر تضررا وانتاجا من بين الدول الاوربيه رغم قلة انتاجها عالمياً

قصة شركة مينسوتا كاملة ساادرجها نهاية الموضوع مع تجارب المزارعين ..في مقال منقول.

ثبت من خلال تجربة علميه ستكون في المقال ان اطعام الفئران ادى الى ضمور ادمغتها وتليف في كبدها ونفوق وغيره ونشرت الابحاث لكن قوبلت من شركة مينسوتا وحلفاءها بالتهميش والتشكيك وفي الاخير تم فصل الباحث من عمله وتشويه سمعته ..

حرب عالميه جديده تقودها امريكا بهدف تغيير الخلق والتحكم بصفات النباتات والغذاء في العالم أجمع وبالصفات التي تراها مناسبه ونشرها في الطبيعه وطبعاً كل سنه سياتيك موديل جديد بصفات جديده من البذور يعني نحن امام مفأجات من تغيير الصفات للنباتات باانوعها

وتم الان السيطره على السلع الغذائه المهمه والاغلى في العالم والاكثر طلباً مثل الذره ( والتي تنتج زيوت الذره ، المكون الرئيسي لعلف الدواجن في العالم ، الاغذيه والنشا وخلافه ) وفول الصويا ( مكون رئيسي للعلف في جميع المكعبات ) زيت الكاونو والقطن والقمح وحبوب دوار الشمس ..وكذلك جميع المحاصيل الزراعيه للخضار مثل الباميه والطماط والكوسا والباذنجان ...الى آخره .

وقالوا في بداية التجارب ان المحاصيل الزراعيه المعدله وراثيا تحت السيطره في الطبيعه فلا تفارق موقعها التي زرعت فيه الا متر او مترين لكن الذي حصل انها فارقتها الالاف الامتار كما حصل في نبات دوار الشمس حيث استطاع الانتشار في المحيط حوله ثم التزواج مع نبات آخر دوار شمس طبيعي وطلع لنا انتاج معدل وراثي ..أي انهم كذبوا ثم اعترفوا انها باامكانها الخروج الى البراري والتزواج والانتشار مما يعني امكانية القضاء على الطبيعي بالكامل كما حصل مع سمك السالمون الآن حيث ان المتواجد حاليا هو معدل وراثياً ومشوه جينياً ..
لذلك قامت امريكا بإنشاء بنك البذور وذلك خوفاً من انفلات الامور في المستقبل لجميع البذور التي تستطيع جمعها وتبريدها للمستقبل وفي حال العوده اليها للابحاث مما حدا بالدول الاخرى الى فعل نفس الشئ بانشاء بنوك للبذور وحاليا حتى نحن بدأنا في انشاء بنك للبذور ..
هذا بالنسبه للنبات وبقى الحيوان في المستقبل فانهم منعوا التعديل الوراثي للحيوانات لانه سيشكل صدمة للانسان فهو جاري في المختبرات الامريكيه ولكن تحت السريه وقد يكون متسلل الينا ولا نعلم المهم موضوعها متكتم عليه والواضح هو البذور والنباتات والمحاصيل ..


طبعاً مايهمني هو حكم الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر لانه الخالق سبحانه وهو الحكيم العليم ولقد ذكر القران حكماً حول هذه المسأله واضح وجلي

حيث قال سبحانه (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)

فالظاهر من الايات الكريمات أن الشيطان يعد بااضلال الانسان من خلال تغيير شكل الحيوان من خلال قطع الاذن من الاصل فقط ،، فما بالكم بمن يغير صفات الخلق نفسها من خلال تغيير الجينات الوارثيه والصفات الخلقيه حيث قال الشيطان ولأمرنهم فلغيرن خلق ..وكما هو واضح ان التعديل الواثي هو تغيير للخلق والغذاء
وقد وضح سبحان ان من يتخذ الشيطان ولياً فسيخسر خساره مبينه ويوضح سبحانه انه سيعدهم ويمنيهم وهو الحاصل الان انهم يعدون المزارعين بالمحصول الافضل والوفير ثم عقب سبحانه وتعالى أن أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا..

من خلا الايات ان تغيير خلق الله بالتعديل الوراثي هو حرام قطعاً وان فاعليه هم أولياء للشيطان وان مصيرهم النار لامحالة فهم ملعونون وأعداء للبشرية وللبيئه
وان بيع البذور على المزراعين وهي بهذا الشكل هي مشاركة لهم في الاثم ومعاونة على الباطل ونشر لسلعة الشيطان في الارض وهو حرام لاشك
وأن أكلها لا يجوز وعليه أثم ووزر كبير واطعامها للابناء وغيرهم هو أثم وغش لهم وحقوق تقتص منه يوم القيامة
إما بالنسبة للحيوانات / فلا تكاد تخلو من المكعبات منها سواء ذره او فول صويا ولكن الحيوان شأن آخر واعتقد ان الافضل معاملتها مثل الحيوانات الجلاله بحيث يقطع عنها مدة من الزمن قبل أكلها والله أعلم

قصة مينسوتا

شركة مونسانتو هي شركة متعددة الجنسيات، أمريكية المنشأ، توظف أكثر من 21000 شخص في 67 دولة، وتدير أكثر من 400 منشأة حول العالم. على الموقع الرسمي للشركة، تعرّف عن نفسها على أنها شركة “للزراعة المستدامة، تعمل على دعم المزارعين في زراعة أراضيهم مع توفير أكبر قدر من المصادر الطبيعية”. تدّعي الشركة أيضا أنها مهتمة بمحاربة الجوع وتعزيز الأمن الغذائي العالمي.

لمحة عن تاريخ الشركة

تأسست الشركة عام 1901 كشركة لتصنيع المواد الكيماوية، وتالياً بعض الإضاءات على أبرز أنشطتها في هذه الحقبة من عملها:

- كانت إحدى الشركات التي أجرت أبحاث لتصنيع القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، كما أدارت معمل نووي للحكومة الأمريكية حتى أواخر الثمانينات.

- لعل أبرز الأنشطة التي سلّطت الضوء على الشركة في الماضي كانت مساهمتها في إنتاج المادة الكيماوية Agent Orange، والتي استخدمت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على فييتنام بهدف ضرب المحاصيل الزراعية، ليثبت لاحقاً أن قوة المادة المنتجة من قبل شركة مونسانتو تحديداً كانت تفوق قوة نفس المادة المنتجة من قبل الشركات الأخرى بـ 1000 مرة، أي أن تركيز المواد السامة (في هذه الحالة الديوكسين) فيها كان أعلى. هذه المادة (Agent Orange) عرضّت نحو 3 ملايين شخص في فييتنام للتلوث بمادة الديوكسين مما أدّى لتشوهات خلقية لدى ما يقارب الـ 500000 طفل. في عام 1978 تعرضت الشركة لدعوى قضائية أقامتها ضدها مجموعة من المتقاعدين العسكريين الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب ضد فييتنام بسبب تعرضهم لهذه المادة، الأمر الذي نتج عنه أمراض متعددة، انتهت بتقديم تسوية مالية لهم. في عام 2004 قام مجموعة من المحامين الأمريكان برفع قضية ضد الشركة في المحاكم الأمريكية ووجهوا لها تهمة خرق القانون الدولي وارتكابها لجرائم حرب، إلا أن الدعوة أسقطت على اعتبار أن الشركة كانت معينة من قبل الحكومة الأمريكية لصناعة هذه المادة.

- الشركة تورطت أيضاً ولمدة 50 عام في صناعة المواد الكيماوية المعروفة بالـ PCBs، وهي زيوت تبريد كانت تستخدم في العديد من الأجهزة الالكترونية إلى أن تم حظرها عام 1979 بعد أن ثبت خطورة أثرها على البيئة والإنسان. ملفات الشركة حول عملياتها في تصنيع هذه المواد بقيت سرية إلى العام 2001 عندما تقدّم 20000 مواطن أمريكي من بلدة آنستن في ولاية ألاباما الأمريكية حيث كانت الشركة تشغّل مصنعاً لصناعة هذه المادة برفع دعوى قضائية ضد الشركة نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها والتشوهات الخلقية التي لحقت بأطفالهم. عندما تم جلب ملفات الشركة من قبل المحكمة تبيّن أن الدراسات التي أجرتها الشركة داخلياً تؤكد على الآثار الخطيرة للمواد التي تنتجها، وأنه تم الإقرار داخلياً “بتفشي المشكلة في كل من أمريكا وكندا وأجزاء من أوروبا”، إلا أن رد المسؤولين في مونسانتو على هذه النتائج كان”لن نقبل بخسارة دولار واحد”، واستمروا في إنتاجهم لها. شركة مونسانتو دفعت تعويضات ب700.000.000 دولار لبلدة آنستن وسكانها.

في هذه الأثناء، كانت الشركة قد طوّرت مبيداً للأعشاب الضارة يحمل الإسم التجاري RoundUp، وقد لاقى هذا المنتج نجاحاً عالياً من حيث المبيعات بشكل فاق المنتجات الأخرى للشركة. مع سيل الانتقادات والدعاوى القضائية التي كانت تتعرض لها الشركة، ارتأت أن تغيير مجال عملها من صناعة الكيماويات إلى الزراعة سيكون مخرجاً جيداً للمأزق الذي وجدت نفسها فيه. من هنا أعيد تشكيل الشركة كشركة منفصلة قانونياً عن الشركة السابقة إلا أنها تحمل نفس إسمها وتحتفظ بنفس مقرها الرئيسي وعدد كبير من الموظفين!

هذه اللمحة السريعة حول إدارة الشركة ونشاطاتها السابقة تنفي احتكامها لأية معايير أخلاقية أو إنسانية أو تحملها لأية مسؤولية بيئية أو اجتماعية. لقد اتضح ومنذ وقت مبكر من عمل الشركة أن محركها الأساسي والوحيد هو الربح، بعكس ما تدّعي في استراتيجياتها التسويقية التي تنصب على الاهتمام بمحاربة الجوع واستدامة المصادر الزراعية. فكيف لنا أن نأتمن شركة كهذه على غذائنا؟!

مونسانتو اليوم

المسؤولون في هذه الشركة “الزراعية” الجديدة كانوا مدركين تماماً أن نجاح شركتهم يعتمد على منتج واحد هو مبيد الأعشاب RoundUp، وأنه بمجرد إنتهاء صلاحية براءة الاختراع سيواجهون مشكلة حقيقية في المحافظة على مبيعات الشركة، ومن هنا ظهرت فكرة إنتاج Genetically Modified Organisms) GMOs) “العضويات المعدلة جينياً”، حيث أصبحت الشركة تنتج محاصيلاً زراعية معدّلة جينياً لتقاوم منتجها الرئيسي Roundup. هذا يعني أنه أصبح بإمكان المزارعين رش محاصيلهم الزراعية بالمبيدات خلال الموسم الزراعي بدل رش الأراضي الزراعية خارج الموسم حتى لا تتأثر محاصيلهم. هكذا ضمنت الشركة ليس فقط تفوّق منتجها الرئيسي على باقي المنتجات المنافسة لدى انتهاء مدة براءة الاختراع، بل أيضا تسويق سلع جديدة مع هذا المنتج هي البذور المقاومة له. بالتالي أصبحت شركة مونسانتو من أكبر وأشرس شركات التكنولوجيا الحيوية biotechnology في العالم. اليوم، الشركة مسؤولة عن 90% من العضويات المعدلة جينياً (GMOs) في العالم. هذه العضويات أو مشتقاتها -وعلى رأسها مشتقات الذرة وفول الصويا- تتواجد في 70% من الأغذية المصنعة في الولايات المتحدة.

إذاً شركة مونسانتو كما نعرفها اليوم هي شركة يتمثل عملها الرئيسي بإنتاج محاصيل زراعية معدّلة جينياً لمقاومة المبيدات الزراعية، فالشركة تستخرج جينات مقاومة لهذه المبيدات من بكتيريا مقاومة لها وتزرعها في الحمض النووي لبذور مختلف المحاصيل الزراعية. بالطبع، فإن هذه البذور المعدلة جينياً تتمتع بحماية “براءة اختراع”، وعليه فإن أي مزارع يستخدمها يخضع لشروط صارمة تفرضها الشركة، منها عدم الاحتفاظ بالبذور من سنة لأخرى أو استخراج بذور من محصول حالي لاستخدامها في الموسم القادم. لضمان ذلك، تقوم الشركة بتوظيف محققين، أو كما يطلق عليهم المزارعين الأمريكيين “شرطة الجينات”، لملاحقة أي شخص يخرق شروط براءة الاختراع وجمع الأدلة ضده لتقديمها أمام المحكمة، حيث أن هناك نحو 140 قضية مسجلة لمونسانتو ضد مزارعين في أمريكا وحدها. لليوم، الشركة تنفي إنتاجها للبذور “العقيمة” Sterile or Terminator seeds، وهي بذور معدّلة جينياً بحيث لا تنتج محاصيلها بذور يمكن إعادة زرعها، علماً بأن استخدام هذه البذور يعد خرقاً للاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي. إلا أنه هناك مؤشرات على أن الشركة قد أضافت هذه الخاصية للبذور التي تطرحها في بعض البلدان “النامية”، حيث إثبات استخدام هذه البذور وملاحقة مونسانتو من قبل المزارعين أو الحكومة غير محتمل، وفي المقابل ممارسة الرقابة على المزارعين من قبل مونسانتو أصعب.

خاصية أخرى لهذه البذور التي تنتجها الشركة هي قابليتها العالية للتطاير، إذ يقدر أن بإمكانها الانتقال بفعل الرياح لمسافة تقارب ال800 كم خلال 24 ساعة، مما يشكل خطورة عالية على أي مزارع اختار الاستمرار بزراعة البذور التقليدية، حيث أن دخول البذور المعدلة جينياً لأرضه يعني تلوث المحصول لسنوات قادمة. هذا بالطبع إلى جانب خرق شروط براءة الاختراع الخاصة بمونسانتو في حال قام هذا المزارع باستخراج بذورمن أرضه لزراعتها في الموسم المقبل، بل أن الشركة تلاحق المزارع الذي تتواجد بذورها في أرضه دون حصوله عليها من الشركة ودفع الرسوم اللازمة وتوقيع اتفاقية تضمن خضوعه لشروطها.

بهذه الطريقة، فإن الشركة تضمن إعتماد المزارع عليها وعلى البذور التي تنتجها بعد أن فقد قدرته على إنتاج بذوره الخاصة، فتقوم بفرض الأسعار والرسوم التي تراها مناسبة لاستخدام منتجاتها. هناك العديد من المزارعين حول العالم الذين اضطُروا للاقتراض لمجاراة الرسوم التي تفرضها الشركة حتى أغرقوا بالديون. بتطبيق هذا النموذج الصناعي على الزراعة، فإن الشركة لا تقوم فقط بحرمان المزارعين من حرفتهم الأساسية لصالحها، بل أصبحت تتحكم بجزء كبير من الناتج الزراعي لبعض الدول، وهي في طريقها للتحكم تماماً ببعض المحاصيل الزراعية (أي القضاء على البذور غير المعدلة جينياً لبعض المحاصيل)، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الغذائي العالمي وسيادة الدول على غذائها. ما بين الأعوام 1995 إلى 2005، قامت شركة مونسانتو بشراء أكثر من 50 شركة منتجة للبذور حول العالم، وهي بذلك تدفع باتجاه احتكار شركات خاصة للغذاء عالمياً!

المحاصيل المعدّلة جينياً، هل هي آمنة؟

لعلّ اللافت في موضوع المحاصيل المعدّلة جينياً هو ليس الوفرة في الدراسات والبحوث التي تثبت خطورتها بل النقص الشديد في الدراسات التي تثبت أنها آمنة. فها هي هذه المحاصيل تجتاح العالم وتدخل في تصنيع معظم الأغذية دون دليل حقيقي على أنها آمنة لصحة الإنسان أو للبيئة. إن براءة الاختراع وحقوق الملكية التي تتمتع بها هذه الشركة تفرض قيوداً صارمة على استخدام منتجاتها في أي بحوث مستقلة. أما سياسة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية Food and Drug Administration (FDA) فهي تنص على أنه ليس هناك أية معلومات تؤكد أن هذه المحاصيل الجديدة تختلف جوهرياً عن نظيراتها وبالتالي لا يوجد أية اختبارات مطلوبة من منتجيها لإثبات سلامتها أمام الهيئة، بل على الشركات المنتجة لها أن تضمن سلامتها (أمام نفسها) قبل طرحها في الأسواق! كيف نثق بشركة مثل مونسانتو بعد أن ثبت إخفاؤها لنتائج دراسات خطيرة سابقاً في ملف الـ PCBs؟ إذا فإن البشرية بكاملها اليوم عبارة عن “فئران تجارب” لدى شركات التكنولوجيا الحيوية ولا أحد يعلم ما ستؤول إليه النتائج، إلا أن هناك مؤشرات خطيرة جداً تم تجاهلها وحتى طمسها بضغط وإرهاب هذه الشركات الكبرى.

أبرز هذه الدراسات كانت دراسة قام بها العالم Arpad Pusztai في مركز للأبحاث Scotland Rewett Research Institute بتفويض من الحكومة البريطانية عام 1995. العالم أجرى دراسات لمدة 3 سنوات على فئران تجارب، ووجد أن الفئران التي تم تغذيتها بواسطة محاصيل معدلة جينياً أظهرت تغيّر في تركيبة كريات الدم البيضاء وبالتالي إلى إضعاف جهاز المناعة، صغر في حجم الدماغ، ضمور في الكبد، تليّف في المعدة والأمعاء مما يؤدي إلى أورام سرطانية. في عام 1998 ظهر العالِم على قناة بريطانية وصرّح بأنه “يرفض أن يأكل محاصيل معدّلة جينياً لأنه لا يعتقد أن هناك دلائل كافية على سلامتها”. بعد يومين فقط من تصريحه المتلفز، تلقّى مركز الأبحاث حيث عمل كباحث لمدة 36 سنة اتصالات هاتفية من مكتب رئيس الوزراء وتم فصله من عمله وشن هجمة إعلامية ضده لتشويه سمعته وأمانته العلمية وبالتالي دحض النتائج التي توصل إليها في أبحاثه.

كما أن الدراسات تشير إلى أن قدرة المحاصيل المعدلة جينياً على امتصاص المواد المغذية من التربة ضعيفة، وبالتالي فإن قيمتها الغذائية أقل، فهي من حيث المظهر تبدو كالأصناف التي اعتدناها، أما من حيث تركيبتها وقيمتها الغذائية، التساؤلات كثيرة ومريبة. فعلى سبيل المثال، يرجّح العلماء أن التزايد في نسب الحساسية اتجاه الأغذية يُعزى لدخول المحاصيل المعدلة جينياً لسلسلة الغذاء، حيث يؤدي إضافة جينات جديدة لبذورها إلى إفراز بروتينات تسبب ردود فعل في جسم الإنسان.

هنا يجب التنبه إلى أن هذه المحاصيل الزراعية المعدّلة جينياً قد أصبحت بدورها غذاءً للحيوانات، وبالتالي فإن جميع مصادر غذاء الإنسان انخفضت قيمتها الغذائية من جهة، بل يذهب بعض العلماء للاعتقاد بأن استهلاك محاصيل معدّلة جينياً لا بد وأن يؤدي إلى تغيير جيني في الحيوان والإنسان، وهو تغيير دائم لا رجعة عنه.

أما على صعيد البيئة، ينوّه العلماء المناهضين للتعديل الجيني بأن شركة مونسانتو وغيرها من شركات التكنولوجيا الحيوية تدمّر التنوع الحيوي أو البيولوجي biodiversity. فإلى جانب القضاء على الأنواع أو الأجناس المختلفة لنفس المحصول نتيجة هيمنة بذور مونسانتو، فإن الأعشاب التي يتم القضاء عليها بالكامل اليوم باستخدام مبيدات مونسانتو وبوجود المحاصيل المقاومة لها، تشكل غذاءً لغيرها من الكائنات الحية كالحشرات، والتي بدورها تشكّل غذاءً لغيرها من الكائنات الحية كالضفادع، وهكذا. هذه العملية إذاً تؤثر لا محالة في النظام البيئي. هذا إلى جانب الآثار السلبية والسامة لمبيدات الأعشاب على التربة والماء خاصة بعد أن أصبح بالإمكان استخدامها الآن بشكل مكثف جداً دون القضاء على المحاصيل الزراعية.

في ظل هذه المعلومات الخطيرة وغيرها من المعلومات المتوفرة عن مخاطر المحاصيل المعدّلة جينياً، كيف لهذه المحاصيل أن تغزو العالم وكيف لشركة مونسانتو أن تستمر في نشاطاتها قبل حسم الجدل العلمي القائم؟ في العدد القادم من راديكال، سنستعرض الآليات التي اتبعتها الشركة في سبيل ضمان الدعم السياسي والتشريعي لممارسة عملها، وسندلل على بعض الحالات الدراسية لدول أصيبت بآفة هذه الشركة.

المصادر:

- الفيلم الوثائقي The World According to Monsanto، إنتاج مشترك لكل من Productions Thalie, The National Film Board of Canada, and WDR

- الفيلم الوثائقي Food Inc.، من إنتاج Magnolia Home Entertainment

- الفيم الوثائقي Seeds of Death، من إنتاج Gary Null Productions

- موقع Global Research لدراسات العولمة http://www.globalresearch.ca/

- معهد التكنولوجيا المسؤولة http://www.responsibletechnology.org/

hgh'ulm ,hgf`,v hglu]gi ,vhedh p;l .vhujih ,fduih ,H;gih ,lqhvih ugn hghkshk ,hgfdzi