أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

فهذا تخريج لحديث ابن مسعود ررر مرفوعًا «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة»، توسعت في جمع طرقه، وقسمت التخريج فيه على الأوجه، وبينت الراجح في الحديث، وأردفته بفقه الحديث، فأقول وبالله التوفيق:

هذا الحديث مداره على موسى بن يعقوب الزمعي، وقد اختلف عليه على خمسة أوجه:

الوجه الأول: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.

وهذا يرويه عنه خالد بن مخلد القطواني.

أخرج روايته ابن أبي شيبة في مصنفه (32447 ط عوامة)، وفي مسنده (306)-ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير (5/177)، وسمويه في فوائده، وبقي بن مخلد في مسنده-كما ذكره ابن حجر في جزء فيه الكلام على حديث إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة وأخرجه من طريقهما (ص19-21)-، وابن أبي عاصم في الصلاة على النبي صصص (24)-ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص20)-، والحسن سفيان في مسنده- كما في جزء في الكلام على هذا الحديث لابن حجر (ص19)- ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (911/ترتيبه)- ومن طريقه ابن حجر في الجزء المذكور (ص21)-، وأبو يعلى في مسنده (5011)-ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص20)-، وابن عدي في الكامل 3/465-ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (1463)، ورشيد الدين العطار في نزهة الناظر (ص79)-، والدارقطني في الأفراد (3710/أطرافه)([1])، وعيسى ابن الجراح في أماليه (ق181ب/ مجاميع العمرية 110)- ومن طريقه ابن الدبيثي في ذيل تاريخ بغداد (4/184)، والمزي في تهذيب الكمال، (15/482)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/298)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص18)-، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص35)- ومن طريقه أبو بكر المراغي في الأربعين (19)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص22 و23)-، والشجري في الأمالي الخميسية (1/130/ترتيبها)([2])، والسبكي في طبقات الشافعية (1/170)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص23)-، والبزار في مسنده (1446)، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم (128)- ومن طريقه ابن حجر في جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص26)، والطوسي في مستخرجه (327)، والشاشي في مسنده (413 و414)، وابن أبي العقب في فوائده (ق196ب/مجاميع العمرية 67)، والطبراني في الكبير (9800)-ومن طريقه الشجري في الأمالي الخميسية (1/130/ترتيبها)([3])، وابن حجر في جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص24)-، وابن عدي في الكامل (8/57)- ومن طريقه ابن حجر في جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص26)-، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/223)- ومن طريقه ابن حجر في جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص25)، والبيهقي في الدعوات الكبير (170)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/771)، وفي الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1304)- ومن طريقه ابن حجر في جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص24)، وفي شرف أصحاب الحديث (ص34 و35)- ومن طريقه النميري في الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام (ص145)، وابن بشكوال في القربة إلى رب العالمين (37)، وأبو بكر المراغي في الأربعين (19)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص26)-، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1688)، والنميري في الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام (ص144و145)، وابن بشكوال في الفوائد (ق2أ/مخطوط)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/296 و297)، وفي جزء فيه الكلام على هذا الحديث (ص18 و24 و26).

الوجه الثاني: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.

وهذا يرويه عنه محمد بن خالد بن عثمة.

أخرج روايته البخاري في التاريخ الكبير (5/177)، والترمذي في الجامع (484)-ومن طريقه البغوي في شرح السنة (686)، والنميري في الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام (ص146)-، وابن أبي عاصم في الصلاة على النبي صصص (25)-ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/295)-، والبزار في مسنده (1789)، وأبو يعلى في مسنده (5080)-ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/295)-، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/296)، وفي جزء في الكلام على هذا الحديث (ص17).

ورواه خالد بن مخلد القطواني.

أخرج روايته البغوي في تفسيره (6/373)، وفي شرح السنة (3/197) عن أبي عمرو النسوي، عن أبي بكر الحيري، عن يعقوب بن محمد، عن عباس الدوري، عن القطواني.

الوجه الثالث: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عتبة بن عبدالله([4])، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.

وهذا يرويه عباس بن أبي شملة.

أخرج روايته البخاري في التاريخ الكبير(5/177).

الوجه الرابع: موسى([5])، عن عبدالله بن كيسان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن ابن عتبة بن مسعود، عن عبدالله بن مسعود([6]) ررر مرفوعا.

وهذا يرويه أبو القاسم بن أبي الزناد([7])، وعنه يعقوب بن محمد الزهري.

أخرج روايته البخاري في التاريخ الكبير (5/177)، وأبو حفص البصري في الفوائد المنتقاة (ج13 ق82ب/الظاهرية)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/771)-ومن طريقه النميري في الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام (ص146)-، والبيهقي في شعب الإيمان (1462).

الوجه الخامس: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن إبراهيم بن عبدالله بن حنين، عن أبيه، عن عبدالله بن شداد، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.

وهذا يرويه محمد بن عمر الواقدي.

أخرج روايته الخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/773).

دراسة الاختلاف:

روى الحديثَ موسى بن يعقوب، واختلف عليه على خمسة أوجه:

الوجه الأول: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.
ورواه عنه خالد بن مخلد القطواني.

الوجه الثاني: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.
ورواه عنه محمد بن خالد بن عثمة، وخالد بن مخلد القطواني-فيما رواه عنه الدوري، فيما رواه عنه يعقوب بن محمد، فيما رواه عنه أبو بكر الحيري، فيما رواه عنه أبو عمرو النسوي-.

الوجه الثالث: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن عتبة بن عبدالله، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.
ورواه عنه عباس بن أبي شملة.

الوجه الرابع: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن ابن عتبة بن مسعود عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.
ورواه عنه القاسم بن أبي الزناد.

الوجه الخامس: موسى، عن عبدالله بن كيسان، عن إبراهيم بن عبدالله بن حنين، عن أبيه، عن عبدالله بن شداد، عن عبدالله بن مسعود ررر مرفوعا.
ورواه عنه محمد بن عمر الواقدي.

أولاً) تحرير الخلاف على خالد بن مخلد القطواني.

وهذا خلاف نازل جدًا، ولولا أن البغوي ساقه مساق الرواية لما تعرضت له واكتفيت بذكره في الحاشية، والذي يظهر-والله أعلم- أن البغوي وقعت له الرواية هكذا؛ لأنه في شرح السنة ساقه بعد رواية الترمذي وأحال عليها، وهذه الرواية خطأٌ، والتبعة فيها إما على البغوي أو شيخه النسوي، فقد أخرج البيهقي هذا الحديث عن شيخه أبي بكر الحيري في الدعوات الكبير بذكر شداد بن الهاد، وتقدم ذكرها في الوجه الأول، علاوةً على أن الشاشي وهو من تلاميذ عباس الدوري رواه عنه بذكر شداد بن الهاد، وأن جميع أصحاب خالد بن مخلد القطواني رووه عنه بذكر شداد بن الهاد.

ثانيًا) تحرير الخلاف على موسى بن يعقوب الزمعي.

رواه عنه خالد بن مخلد القطواني، وقد تكلم العلماء فيه، فقال ابن معين: ما به بأس، وقال أبو داود: صدوق، يتشيع.
وذكر الإمام أحمد أن له مناكير، وذكره في الضعفاء العقيلي، والساجي.
وفيه كلام طويل، وقد لخص حاله الحافظ ابن حجر بقوله: صدوق، له أفراد([8]).

ومحمد بن خالد بن عثمة، وقد قال عنه ابن حجر: صدوق يخطئ([9]).

وعباس بن أبي شملة، ولم أقف على كلام لأهل العلم فيه سوى ذكر ابن حبان له في الثقات([10]).

وأبو القاسم بن أبي الزناد، وقد قال عنه ابن حجر: ليس به بأس([11])، ولكن الراوي عنه يعقوب بن محمد الزهري، وقد ضعفه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن معين-في رواية-، وغيرهم، وقال-مرة-: صدوق، لا يبالي عمن حدث، ولخص حاله الحافظ ابن حجر: صدوق، كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء([12]).

ومحمد بن عمر الواقدي، وقد قال عنه الحافظ ابن حجر: متروك مع سعة علمه([13]).

وبعد هذا العرض تبين أن الثابت من هذه الروايات رواية خالد بن مخلد القطواني، ومحمد بن خالد بن عثمة، وهما الوجه الأول، والثاني.

والوجه الأول صححه ابن حبان، وقال البزار: لا نعلم روى شداد بن الهاد عن ابن مسعود عن النبي صصص إلا هذا الحديث([14]).

والوجه الثاني قال عنه الترمذي: حسن غريب([15])، وحسنه ابن حجر([16]).

ولا بن حجر جزءٌ في الكلام على هذا الحديث خلص فيه إلى تحسينه من كلا الطريقين وأنه لا تعارض بينهما([17]).

والذي يظهر –والله أعلم- أن الاختلاف في هذا الحديث من قبل موسى بن يعقوب الزمعي، وقد اختلف أهل العلم فيه، فوثقه ابن معين، وقال أبو داود: صالح، قد روى عنه ابن مهدى، و له مشايخ مجهولون، وقال ابن عدي: عندي لا بأس به، وبرواياته.
وقال علي بن المديني: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال الأثرم: سألت أحمد عنه، فكأنه لم يعجبه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني : لا يحتج به.
ولخص حاله ابن حجر: صدوق سيء الحفظ([18]).

وقد أورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمته في الكامل([19])، وابن عدي في الكامل يورد في ترجمة الراوي ما استُنْكِر عليه([20]).

وقد قال الدارقطني بعد أن ساق الخلاف في هذا الحديث في علله: والاضطراب فيه من موسى بن يعقوب، ولا يحتج به([21])، وذكره الدارقطني في الأفراد([22])، وقال: تفرد به موسى بن يعقوب.

* وقد أُدرج لفظ هذا الحديث ضمن حديثٍ آخر يروى عن ابن مسعود ررر، فقد أخرج الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/767) من طريق الدارقطني، عن أبي ذر أحمد بن محمد الواسطي، عن عمر بن شبة، عن يحيى بن سعيد، عن الثوري، عن عبدالله بن السائب، عن زاذان، عن عبدالله، عن النبي صصص قال: (إن لله تعالى ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام)، وقال رسول الله صصص: ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة).
ثم قال عقبه: قال أبو الحسن هكذا أخبرناه أبو ذر والكلام الآخر لم نكتبه إلا عنه، وليس بمحفوظ بهذا الإسناد والله أعلم.

* وقد جاء معنى هذا الحديث عن أبي أمامة ررر:

أخرجه البيهقي في السنن الكبير (3/249)، وفي شعب الإيمان (2270)، وفي حياة الأنبياء في قبورهم (12) من طريق حماد بن سلمة، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صصص: «أكثروا عليَّ من الصلاة في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض عليَّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليَّ صلاة كان أقربهم مني منزلة».
وهذا إسنادٌ ضعيف؛ فإن مكحولاً لم ير أبا أمامة، قاله أبو حاتم الرازي([23]).
وقال الذهبي في تهذيبه لسنن البيهقي عقب هذا الحديث: مكحول قيل: لم يلق أبا أمامة([24]).
وأما ما ذكره السخاوي في القول البديع([25])، أن مكحولاً صرح بالسماع عن أبي أمامة، فالحديث الذي ذكره هو في مسند الشاميين (3415)، وفي المعجم الكبير (7581) وفيه محمد بن الفضل بن عطية، قال الهيثمي: هو متروك كذاب، وقال ابن حجر: كذبوه([26]).

الخلاصة:

أن الحديث ضعيفٌ؛ لاضطراب موسى بن يعقوب الزمعي فيه.

وقد جاء في فضل الصلاة على النبي صصص ما يغني عنه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (480) من طريق العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صصص قال: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرا»، وروى مسلم-أيضًا- في صحيحه (523) عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صصص قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرا ...الحديث»، وغيرها من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صصص.

فقه الحديث:

وهذا الحديث يستدل به العلماء على فضيلة الإكثار من الصلاة على النبي صصص، وعلى أن أولى الناس بالنبي صصص يوم القيامة أهل الحديث، قال أبو جعفر محمد بن عبدالرحمن الأَرْزُناني: فيه دليل على تفضيل أصحاب الحديث؛ لا نعلم أحدا أكثر صلاة على رسول الله صصص منهم([27]).

وقد ترجم له ابن حبان: ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي صصص من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا، ثم أعقبه بقوله: في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله صصص في القيامة يكون أصحاب الحديث؛ إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صصص منهم([28]).

وقال أبو نعيم الأصبهاني: وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله صصص أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخا وذكرا([29]).

وقال أبو اليمن ابن عساكر: ليهن أهل الحديث -كثرهم الله سبحانه - هذه البشرى، وما أتم به نعمه عليهم في هذه الفضيلة الكبرى; فإنهم أولى الناس بنبيهم صصص، وأقربهم -إن شاء الله- إليه يوم القيامة وسيلة، فإنهم يُخَلٍّدون ذكره في طُرُوسٍهم، ويُجدٍّدون الصلاةَ والتسليمَ عليه في معظم الأوقات بمجالس مُذاكرتهم، وتحديثهم، ومعارضتهم، ودروسهم، فالثناء عليه في معظم الأوقات شعارهم ودثارهم، وبِحُسن نشرهم لآثاره الشريفة تحسن آثارهم([30]).

وقال السيوطي: فقد قيل في قوله صصص: «إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة»، إنهم أهل الحديث؛ لكثرة ما يتكرر ذكره في الرواية فيصلون عليه([31]).

وقال أبو الطيب صديق حسن خان: لا شك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صصص؛ هم أهل الحديث ورواة السنة المطهرة؛ فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف التَصلية عليه أمام كل حديث، ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صصص، وليس كتاب من كتب السنة، ولا ديوان من دواوين الحديث على اختلاف أنواعها، من الجوامع والمسانيد والمعاجم والأجزاء وغيرها إلا وقد اشتمل على آلاف من الأحاديث، حتى إن أخصرها حجما كتاب «الجامع الصغير» للسيوطي، فيه عشرة آلاف حديث، وقس سائر الصحف النبوية على ذلك، فهذه العصابة الناجية، والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صصص يوم القيامة، وأسعدهم بشفاعته صصص -بأبي هو وأمي-، ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مما جاؤوا به، ودونه خرط القتاد، فعليك يا باغي الخير، وطالب النجاة بلا ضير، أن تكون محدثا، أو متطفلا على المحدثين، وإلا فلا تكن، فليس فيما سوى ذلك من عائدة تعود إليك([32]).



هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.





وكتب/
أبو المهند
صالح بن راشد بن عبدالله القريري

###







----------------------------------------------------

([1]) ذكر ابن حجر في نتائج الأفكار (3/299) أن الدارقطني أخرجه في الأفراد عن البغوي، عن ابن أبي شيبة.
([2]) تصحف في المطبوع اسم ابن أبي شيبة عنده إلى أبي شيبة.
([3]) تصحف في المطبوع «الزمعي» نسبة موسى بن يعقوب إلى «الربعي».
([4]) نقل ابن حجر في جزء في الكلام على هذا الحديث (ص33) إسناد البخاري في التاريخ الكبير، وجعله بالشك: عتبة بن عبدالله أو عبدالله بن عتبة.
والذي في المطبوع وشعب الإيمان للبيهقي كما أثبته.
([5]) سقط من مطبوعة التاريخ الكبير، والتصويب من سنن البيهقي، وغيرها، ولم يذكر في الرواة عن عبدالله بن كيسان إلا موسى بن يعقوب الزمعي.
([6]) هذا الوجه وقع فيه اختلاف في المصادر:
ففي التاريخ الكبير (5/177) وقع الإسناد هكذا: قاسم بن أبي زياد، عن عبدالله بن كيسان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عتبة بن مسعود، أو عبد الله ابن مسعود.
ونبه المحقق أنه لفظة ابن في الأصل ولكن حذفها.
وفي شعب الإيمان (1462 ط الرشد) وقع الإسناد هكذا:
أبو القاسم بن أبي الزناد، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الله بن كيسان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عتبة بن مسعود.
وفي شعب الإيمان (1563 ط الكتب العلمية) وقع الإسناد هكذا: أبو القاسم بن أبي الزناد، عن موسى بن يعقوب، عن عبدالله بن كيسان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عتبة، عن ابن مسعود.
وذكر ابن حجر في جزء في الكلام على هذا الحديث (33) إسناد البيهقي في الشعب كما أثبته.
والذي يظهر-والله أعلم- أن ما أثبته هو الأقرب؛ لأنه هكذا وقع في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/722 ط ابن الجوزي) و(2/772 ط دار الهجرة) ووقع في الأخيرة إشكال في السند نبه عليه المحقق قبلها بصفحة، وعلل الدارقطني (2/339)، ولأن لفظة (ابن) قبل عتبة ثابتة في أصل التاريخ الكبير، ولكن حذفها المحقق، وعبدالله بن عتبة بن مسعود يروي عن عمه عبدالله، ووقعت له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي (1000)، وترجم له ابن حجر في الإصابة (6/267).
([7]) تصحف في التاريخ الكبير إلى (زياد)، وسقط في المطبوعة «موسى بن عقبة» من الإسناد، والتصويب من سنن البيهقي، وغيرها، ولم يذكر في الرواة عن عبدالله بن كيسان إلا موسى بن يعقوب الزمعي.
([8]) يُنظر: تهذيب الكمال (8/163)، تهذيب التهذيب (1/531)، التقريب (1677).
([9]) يُنظر: التقريب (5874)، وقد ذكر محررا التقريب (ص668 مع التقريب) أن وصفه بالخطأ؛ اعتماداً على كلمة ابن حبان: ربما أخطأ، وأنه فرق كبير بين العبارتين، فإن ربما تستعمل للقلة.
([10]) يُنظر: التاريخ الكبير (7/8)، الجرح والتعديل(6/217)، الثقات (8/509).
([11]) يُنظر: التقريب ت(8310).
([12]) يُنظر: تهذيب الكمال (32/367)، التقريب ت(7834).
([13]) يُنظر: تهذيب الكمال (32/367)، التقريب ت(6175).
([14]) يُنظر: مسند البزار (4/278)، صحيح ابن حبان (911/ترتيبه).
([15]) يُنظر: جامع الترمذي (484).
([16]) يُنظر: نتائج الأفكار (3/295).
([17]) عنوان هذا الجزء «جزء فيه الكلام على حديث إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة»، وقد نُشر بتحقيق رضا بوشامة الجزائري، ونشرته دار الفضيلة بالجزائر.
([18]) يُنظر: الكامل (8/56)، العلل للدارقطني (2/339)، تهذيب الكمال (29/171)، تهذيب التهذيب (4/192)، التقريب (7026).
([19]) (8/57).
([20]) قال هو -رحمه الله- في مقدمة كتابه: وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يُضَعَّفُ من أجله، أو يُلْحِقُه بروايته وله اسم الضعف. وقال الذهبي: ويَروي-أي ابن عدي- في الترجمة حديثا، أو أحاديث مما استنكر للرجل، وقال ابن حجر: ومن عادته فيه-أي ابن عدي في الكامل- أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة.
يُنظر: الكامل (1/79)، سير أعلام النبلاء (16/156)، فيض القدير (2/441)، هُدى الساري (ص429)، ابن عدي ومنهجه في كتابه الكامل (1/189).
([21]) (2/339).
([22]) (2/12).
([23]) يُنظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص212).
([24]) (3/1180).
([25]) (ص164).
([26]) يُنظر: مجمع الزوائد (8/128)، تقريب التهذيب (6225).
([27]) يُنظر: طبقات المحدثين لأبي الشيخ الأصفهاني (4/223).
([28]) يُنظر: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان (3/192).
([29]) يُنظر: شرف أصحاب الحديث (ص35).
([30]) يُنظر: فتح المغيث (3/45).
([31]) يُنظر: تدريب الراوي (1/503)
([32]) يُنظر: نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار (ص116).

الملفات المرفقة تخريج حديث أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.rar‏ (1.40 ميجابايت)