أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله وبعد :...
نظرا لتداخل هذه الأحاديث بأحاديث النهي عن الذهب فقد أحببت أدمجهما معا ، مقسما بحثي هذا إلى ثلاثة مطالب : المطلب الأول : علل أحاديث الأمر بالزكاة في الحلي : وقد مر على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=330464
المطلب الثاني : علل أحاديث الذهب المحلق :
المطلب الثالث : تأويل احاديث النهي عن الذهب عند من صححها :
المطلب الرابع : بعض أحاديث جواز الذهب للنساء إجماعا :

.........



المطلب الثاني : علل أحاديث الذهب المحلق :
حديث أوّل : حديث أسماء ويقال ثوبان :
1. تقدم أنه مروي عن ابن خيثم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قال دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه و سلم وعلينا أسورة من ذهب فقال لنا تعطيان زكاته فقلنا لا فقال أما تخافا أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته "، فجعل سبب الوعيد هو ترك الزكاة في الحلي، وأنها كانت مع خالتها :
2. وخالفه في المتن إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني فقال حدثني شهر بن حوشب أنه لقي أسماء بنت يزيد قال: فحدثتني ...وأنه قال لها عليه السلام – وكانت وحدها - :" أيسرك أن تكوني بهذه الحلي قلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : من تحلى ذهبا أو حلى أحدا من ولده مثل خريصيصة أو رجل جرادة كوي به يوم القيامة ", وجعل الوعيد هنا على من تحلى بالذهب من النساء والرجال .
ومما اختلفوا فيه من المتن أيضا :
ما رواه بعضهم من أن المبايعة والمادة يدها للمصافحة ولابسة الحلي هي أسماء نفسها :
. فقال الطبراني في الكبير 459 - حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا عثمان بن عمر ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني حدثني شهر بن حوشب أنه لقي أسماء بنت يزيد قال : فحدثتني أنها بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بايع النساء فمدت يدها لتبايعه فقبض يده وقال : إني لا أصافح النساء، ولكن إنما آخذ عليهن بالقول، قالت: وعلي ثوب وحلي، وقال: يا أسماء فقلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال : أيسرك أن تكوني بهذه الحلي قلت: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال: من تحلى ذهبا أو حلى أحدا من ولده مثل خربصيصة أو رجل جرادة كوي به يوم القيامة ".
. تابعه أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عبد الرحمن البصري الشيباني نا شهر وزاد :" قالت فأخذت ذلك الحلي فخلعته فألقيته فما رفعته من مكانه وما أدري من أخذه حتى الساعة "،
3. وقد توبع إبراهيم من طرف ابن نشيط ، لكن في المتن اضطراب آخر ، خاصة في تعيين من صاحبة الحلي، ومن المادة يدها :
فقال أحمد بن عبد الجبار: وحدثنا يونس عن إسماعيل بن نشيط عن شهر بن حوشب عن أسماء قالت :" لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة النساء أتيته أنا وبنات عم لي نبايعه فعرض علينا الإسلام فأقررنا وأخرجت ابنة عم لي يدها لتبايعه، فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال: إني لست أصافح النساء ، ورأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المرأة سواريْن وخواتيم في أصابعها من ذهب، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصاة فرمى بها ثم قال: أيتها المرأة أيسرك أن يحليك الله مكان هذا سوارين وخواتيم من نار ؟ قالت: لا يا رسول الله، قال: فاطرحيه إذا ، فانتزعت الخواتيم فوضعتهن بين يديها وعالجت السوارين فلم ينزع أحدهما وعسر الآخر عليها فاستعانت امرأة فلم تزالا تعالجاه حتى نزعتاه فوضعتاه بين أيدينا فو الله ما أدري من أخذه من العالمين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من حلى أو تحلى أو ترك مثل عين جرادة أو مثل خربصيصة كوي بها يوم القيامة معذبا أو مغفورا له "، فقال رجل لشهر: ما خربصيصة ؟ قال : أصغر من عين الجرادة ".
هكذا رواه شهر وهو ضعيف وقد اضطرب فيه واختلف الرواة عنه ،
ولجزء النهي عن الذهب متابعة أخرى ، لكن فيها اضطراب أيضا، ومحمود مجهول وقد ضعفه ابن حزم :
4. فقال أبو داود 4238 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا يحيى أن محمود بن عمرو الأنصاري حدثه أن أسماء بنت يزيد حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب، قلدت في عنقها مثله من النار يوم القيامة، وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب، جعل في أذنها مثله من النار يوم القيامة ».
تابعه همام عن يحيى لكن اختُلِف عنه واضْطَرَب في الحديث سندا ومتنا :
1. فرواه البيهقي عن ابن بشران أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن غالب نا موسى بن إسماعيل نا همام عن يحيى يعني ابن أبي كثير ثنا محمود بن عمرو أن أسماء بنت يزيد حدثته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما امرأة تقلدت بقلادة من ذهب قلدها الله عز وجل مثلها من النار يوم القيامة وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل الله في أذنها مثله من النار يوم القيامة "، كما مضى وكأنه الأقوى .
2 . بينما خرجه عنه البيهقي (4/237) نا ابن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام محمد بن غالب ثنا موسى ثنا همام عن يحيى عن [زيد بن أبي سلام] أن [جده] حدثه أن [أبا أسماء] حدثه أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره"، أي باللفظ التالي، وفيه علة أخرى ، فقد اختلف في زيادة [ زيد بن أبي سلام] في إسناده، وكأن الاضطراب فيه من همام أو من يحيى والله أعلم، وقد ورد بإسناد ولفظ وسبب آخر تماما :
3. فقد رواه أبو داود الطيالسي أيضا ثنا همام عن يحيى بن أبي كثير / [عن أبي سلام] عن [أبي أسماء] عن ثوبان قال: جاءت ابنة هبيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ من ذهب أي خواتيم ضخام، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب يدها فأتت فاطمة تشكو إليها , قال ثوبان: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وأنا معه وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب فقالت: هذه أهداها لي أبو حسن وفي يدها السلسلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أيسرك أن يقول الناس فاطمة بنت محمد في يدها سلسلة من نار ؟ "، فخرج ولم يقعد فعمدت فاطمة إلى السلسلة فباعتها واشترت بها نسمة وأعتقتها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار "، وهذا اللفظ وسبب الحديث وأنه في فاطمة عليها السلام، لفظ شاذ غريب جدا، وكأن الأحاديث فيها إدماج وتداخل ووهم بين ، وقد وهم من زعم أن بعضها يشهد لبعض ، والصواب أنها حديث واحد اضطرب فيه رواته، وهو مدمج متداخل معلول سندا ومتنا .