أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بعض العبارات باللهجة السورية...
كتير .... والله هيك كتير .... حاجة ظلم يارب ..... حاجة تظلمنا يارب
فوق هالحرب لسا مرض وجوع وبرد ووو والله نحنا ما منستاهل منك كل هالظلم!!
هكذا قالت تلك الفتاة الصغيرة من شدة الألم النفسي التي تعانيه جراء ما حل بها وبأهلها وأقاربها وجيرانها وأبناء بلدها..
وربما يقول هذا كثير من الكبار والصغار والرجال والنساء..
وأقول لابنتنا الغالية: أولا:
تنفسي بعمق، وقولي من الداخل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.
ثانيا:
اقرئيلي هالقصة...
بعدما انتصر التتار على المسلمين في بغداد...
وبينما كانت ابنة "هولاكو"- قائد التتار- تتجول فى شوارع بغداد إذ رأت عالما مسلما وحوله التلاميذ، فأمرت أن يأتوها به، ففعلوا ووضعوه أمامها..
فقالت: إن الله يحبنا ولا يحبكم؛ فقد نصرنا عليكم ولم ينصركم علينا، وقد علمت أن الله تعالى قال: {والله يؤيد بنصره من يشا}!
فقال لها: أتعرفين راعى الغنم؟
قالت: كلنا يعرفه.
فقال: أليس عنده غنم؟
قالت: بلى
قال: ألا يوجد بين رعيته بعض الكلاب؟
قالت: بلى
قال: ماذا يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه، وخرجت عن سلطانه؟
قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إليه!!
قال: كم تستمر الكلاب فى مطاردة الخراف؟؟
قالت: ما دامت شاردة!!
قال: فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه، وطالما بقينا شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون وراءنا حتى نعود إلى ربنا سبحانه وتعالى!!
وختاماً:
أقول لابنتنا الغالية وأمثالها من أبناء وطني الجريح المكلوم:
نحن السوريون ابتعدنا عن الله كثيرا، وشردنا عن منهجه، وفعلنا كل ما يغضب الله تعالى فيما مضى، وها هو اليوم ربنا سبحانه يريد أن يردنا إليه، فأرسل علينا هذه المحن وهذه الابتلاءات..
أولا: ليطهرنا من ذنوبنا وخطايانا.
ثانيا: ليرفع من درجاتنا..
ثالثا: حتى يظهر المؤمن من غيره..
قال تعالى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}. سورة العنكبوت : 1-2.
وأخيرا:
اعلمي أيتها الغالية:
أن هذه الحياة الدنيا مهما طالت فهي لا تساوي شيئا في ميزان الله، ولا تعدل لحظة واحدة من نعيم أو عذاب الآخرة...
اعلمي أيتها الغالية:
أن أسعد أهل الدنيا، اللي كان يتمتع بكل أنواع النعيم والملذات والشهوات وعنده المال والجاه والسلطان، يغمس غمسة واحدة في نار جهنم، ثم يقال له:
هل رأيت نعيما قط؟؟ يقول: لا والله ما رأيت نعيما قط..
ويؤتى بأبأس أهل الأرض، يعني كان فقير وعاجز ومحروم ومظلوم ومريض ومشرد، ومعتّر بكل معنى الكلمة، فيغمس غمسة في النعيم، ثم يقال له:
هل رأيت بؤسا قط؟؟
فيقول: لا والله ما رأيت بؤسا قط...
فهذه الدنيا فانية، والله تعالى يقول: {ولا يظلم ربك أحدا} ويقول في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي)..
بعدين تعريف الظلم: هو أن يتصرف الإنسان في ملك الغير...فمن تصرف في ملك غيره دون إذنه فهو ظالم.
أما الخالق سبحانه: فإن الملك ملكه، والخلق خلقه والرزق رزقه، يفعل ما يشاء...
اللهم رضنا بقضائك، وصبرنا على بلائك، وأوزعنا شكر نعمائك يارب العالمين