أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دلالة العلامات في الأفعال
الرافع والناصب والجار والجازم بحضور الألفاظ ومعانيها هو المتكلم ،فالعلامة التي توضع على الفعل المضارع تنبع من معنى الحرف الناصب أو الجازم،وتدل على تقدم مكانة ومنزلة الفعل من حيث الحدوث أو تأخرها أوقلتها أو انعدامها،وبهذا يحصل الاحتياج المعنوي بين معنى الحرف الناصب أو الجازم وبين معنى العلامة التي على الفعل،وتوضيح ذلك كما يلي:
أولا:علامة الرفع:وتدل على أن الفعل متقدم في المنزلة من حيث الدلالة على الحدث،فهو فعل يحدث ومستمر في الحدوث ، فالفعل لم يسبق بناصب يؤخر مكانته من حيث الحدوث ،ولا بجازم يهدمها، كقولنا:يدرسُ خالدٌ.
ثانيا:علامة النصب:وتدل على أن الفعل متأخر الحدوث ،فهو في منزلة متأخرة من حيث الدلالة على الحدث،ونلاحظ هذا من دلالة الحروف الناصبة على الاستقبال ،كقولنا:حضرت لأدرسَ، والدراسة مستقبلية
ثالثا:علامة الجزم:وتدل على أن الفعل متأخر أكثر أو معدوم الدلالة على الحدث،،ومنزلته من حيث الدلالة على الحدث قليلة أو مشكوك فيها أو معدومة ،ويلاحظ هذا من حيث دلالة أدوات الجزم على النفي وعدم حدوث الفعل أو قلته أو الشك فيه أو استحالته،كقولنا: لم يدرسْ خالدٌ ،وإن تدرسْ تنجحْ.
وهكذا،فهناك احتياج معنوي بين معنى الأداة والعلامة التي توضع على الفعل ،بحيث يقوم المتكلم بالرفع أو النصب أو الجزم بمجرد معرفة معنى الأداة، حتى وإن لم تباشر الفعل ، فالمسألة ليست شكلية بل معنوية ويلاحظ هذا من الأمثلة التالية ، وهي أمثلة من المستقيم القبيح:كي زيد يأتيَك ،ولم زيد يأتِك،حيث نلاحظ انتصاب الفعل أو جزمه بالرغم من عدم دخول الناصب أو الجازم على الفعل ،فحضور معنى الناصب أو الجازم يكفي ويكفي من أجل نصب الفعل أو جزمه،كما يبدو أن العرب قد عبرت عن تأخر مكانة الفعل أو انعدامها من حيث الدلالة على الحدث بحذف حرف من حروفه ،كما نرى ذلك في الأفعال الخمسة والأفعال المعتلة.
وهذا يعني أن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية منزلة المعنى وعلاماتها ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض .