أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال أبو الفتح المطرزي ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز في المغرب في ترتيب المعرب 1 / 421 : وسمّي سَواد العراق لخضرة أشجاره وزروعه وحدُّه طُولاً من حَديثَةَ المَوْصل إلى عَبّادانَ وعَرْضاً من العُذَيْب إلى حلُوان ، وهو الذي فُتح على عهد عمر رضي وهو أطْول من العراق بخمسةٍ وثلاثين فرسخاً وسَواد المسلمين جماعتهم والأَسْود ذو السَواد ، وبه سمّي الأسود بن يزيدَ النَخعي ، وتأنيثُه السَّوداء ، وبتصغيرها سميت السويداء ؛ وهي بقْعةٌ بينها وبين المدينة ستة وأربعون ميلاً وقيل: عشرون فرسخاً . وقوله: اقتُلوا الأسْودَين في الصلاةِ ؛ الحيّةَ والعقرب . هكذا في حديث أبي هريرة عن النبي عليه السلام .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها : وما لنَا طعامٌ ولا شراب إلاّ الأسودَيْن يعني : التمر والماء .
ويصغَّر تصغيرَ الترخيم في معنى الماء خاصّةً ومنه قولهم : ما سَقاني من سُوَيْدٍ قَطْرةً . قال أبو سعيد : هو الماء بعينه ، وبه سمي سُوَيد بن قيس وهو الذي قال عليه السلام في حديثه : زِنْ وارْجِحْ .
وسُوَيد بن مُقَرِن وابنُ النعمان وابن حنظلة كلُّهم من الصحابة ، وأما سُوَيد بن سُوَيد عن النبي عليه السلام فلم أجده
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : اقتُلوا الكلْبَ الأسْود البَهيمَ فإنه شيطانٌ . قال الجاحظ : إنما قال ذلك ؛ لأن عُقُرَها أكثرُ ما تكون سُوداً ، ويقال : شيطان لِخُبْثه لا أنه من ولد إبليس .
والسُّوادنيّة طُوَيّرَةٌ طويلةُ الذنَب على قَدْر قُبْضة الكفّ ، وقد تُسمّى العصفور الأسْودَ وهي تأكل العنبَ والجَراد أهـ

وقال أبو يعلى في الأحكام السلطانية ص 203 : "هذا السواد مُشَارٌ به إلى سواد كسرى، الذي فتحه المسلمون على عهد عمر من أرض العراق، سمي سواداً لسواده بالزرع والأشجار،... وهم يجمعون بين الخضرة والسواد في الاسم، فسموا خضرة العراق سواداً".

وقال العلامة الرحيباني في مطالب أولي النهى 3 / 190 : وَالسَّوَادُ هُوَ سَوَادُ كِسْرَى الَّذِي فَتَحَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ , سُمِّيَ سَوَادًا , لِسَوَادِهِ بِالزُّرُوعِ وَالْأَشْجَارِ ; لِأَنَّهُ حِينَ تَاخَمَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ الَّتِي لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَا شَجَرَ , كَانُوا إذَا خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ إلَيْهِ ظَهَرَتْ لَهُمْ خُضْرَةُ الزَّرْعِ وَالْأَشْجَارِ , وَهُمْ يَجْمَعُونَ بَيْنَ الْخُضْرَةِ وَالسَّوَادِ فِي الِاسْمِ , فَسَمَّوْا خُضْرَةَ الْعِرَاقِ سَوَادًا , وَسُمِّيَ عِرَاقًا , لِاسْتِوَاءِ أَرْضِهِ حِينَ خَلَتْ مِنْ جِبَالٍ تَعْلُو , أَوْ أَوْدِيَةٍ تُخْفَضْ , وَحَدُّهُ طُولًا مِنْ حَدِيثَةِ الْمَوْصِلِ إلَى عَبَّادَانَ , وَعَرْضًا مِنْ عذيب الْفَارِسِيَّةِ إلَى حُلْوَانَ ...أهـ

وقال العلامة عثمان النجدي في حاشيته على منتهى الإرادات : سميت سوادا باعتبار كثرة زرعها ؛ لأن العرب تطلق اسم السواد على الأخضر أهـ