أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور الاحتياج اللفظي في تدنِّي مستوى الكلام
الحديث تحت رعاية الاحتياج اللفظي
التقديم القبيح
الألفاظ هي المعاني أو هي الصورة الحسية للمعاني التي يربط المتكلم بينها برابط الاحتياج والأهمية المعنوية ،فيخضع ترتيبها للضابط المعنوي غالبا ،وربما كان ترتيبها بالضابط اللفظي ،ومما تم تقديمه بالضابط اللفظي قول الشاعر:
فقد – والشك – أظهر لي عناء // بوشك فراقهم صرد يصيح
والأصل هو:فقد أظهر لي عناء صرد يصيح بوشك فراقهم والشك
إلا أن الشاعر وقع في ثلاثة أشياء مكروهة أو قبيحة تحت ضغط الضابط اللفظي وهي:
أولا : تقديم المعطوف على المعطوف عليه ،والمباعدة بينهما كثيرا ،ولو أنه اكتفى بتقديمه لغفرت له العرب ذلك ،لأن من العرب من يقول: قام ثم زيد عمرو،فيقدم المبني "المعطوف" وحرف العطف على المبني عليه"المعطوف عليه .
ثانيا:الفصل بين قد والفعل بواسطة المعطوف،ولا حاجة معنوية للحرف "قد" مع المعطوف ،حيث إن "قد" تفيد تحقيق أو تشكيك الفعل ولا حاجة معنوية بينها وبين الاسم.
ثالثا:تقديم مطلوب الصفة على الصفة والموصوف ، في قوله"بوشك فراقهم صرد يصيح "وهو تقديم أقل قبحا من سابقه لأن مطلوب الصفة بقي قريبا منهما.
وبسبب عدم توافر شرط الاحتياج والأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب يٌصنّف التقديم فيه بأنه من التقديم القبيح ،ويصنّف قول الشاعر بأنه من المستقيم القبيح.
فكل ما يقوله العربي مقبول ،من المستقيم الحسن إلى القبيح إلى الكذب ،ما لم يلبس أو يناقض نفسه ،فما دام الكلام غير ملبس أو متناقض فهو جدير بالاحترام والقبول ،ومن هنا فالكلام يقسم إلى ملبس ومتناقض وغير ملبس.