لنفس الإنسانيّة لها هوى، والهوى من طبيعة النفس، وطبائع النفس متدرجة من لحظات لأخرى، فالنفس أحيانًا لا تشتهي سفن الحياة.
كم من هوى نفس أدّى إلى التهلكة فزّلت قدم نحو انزلاق - والعياذ بالله - لخطيئة ما فكان الوقوع في الحفرة، كم من هوى نفس وقع بها من دون أن تحسب له، فتذهب بعيدًا حول نزوة ما فتنجرف به الرياح التي تأتي بما لا تشتهي السفن، فهذه السفينة عُرضة للغرق في لحظة ما، كثيرًا ما يقع الإنسان أسير النفس عندما يشعر أنه وقع في الأخطاء، وكان عليه أن يتجنّب هذه الأخطاء الذي أوقع نفسه في مأزق صعب الخروج منه، فيأتي يؤنّب نفسه فيقسو على النفس فيكون في لحظة اختبار قاسية، فالهاجس مؤلم يقلق مضجعه، تأسره تلك اللحظات، فكيف يواجه؟ كيف له من خروج من هذا المطب الذي كان بإمكانه تجنّبه بشيء من الثقة بالنفس وتجنّب التدحرج على السلم الحلزوني الذي يأتي نهاية سالب أمام سقوط النفس؟.
أحيانًا عندما ينكسر الإنسان في لحظة ما من حزن وفقد وهجر، تتبع فيه هواك، فتبحث عن لحظة جديدة قد تأتي وقد لا تأتي، إننا أحيانًا أمام أشراط الساعة، والساعة باتت بداية عاصفة بين قادم وراحل، هكذا تجد فيه العثرات، عثرات النفس الضائعة فتقدح كل شيء فيها، فطوبى لنفس تعاملت برحابة صدر، فلحظات تسكنه غصة إذا قبل بالنكران هوى نفس ضائعة تهيم على وجهها في صحراء، تظمأ وتريد شربة ماء تروي عطشها، لا تكترث لحديث النفس، فهي قادمة من أجل الحق والعدالة والأمل، من أجل ذلك ابحث عن مطر وقطرات البرد، في لحظات هذا الوقت أنا معكم أحمل رسالة تسامح للجميع من أجل سلام النفس.