أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مراعاة التسلسل الزمني المنطقي لأحداث الطوفان
قص علينا الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا نوح في سورة هود ،قصا متسلسلا ،يراعي فيه التسلسل الزمني والمنطقي للأحداث، من لحظة تيئيسه من إيمان قومه، وصدور الأمر الإلهي بالإغراق إلى لحظة الهبوط بسلام ،وهذا التسلسل أدى إلى خرق معيار القاعدة النحوية التي تقول بعدم جواز تقديم جملة الحال مرتين :المرة الأولى ،عندما قال" ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه" والأصل هو تأخير جملة الحال"ويصنع الفلك" لتكون كالتالي" كلما مر عليه ملأ من قومه و(هو) يصنع الفلك سخروا منه" وقد جاء هذا العدول من أجل الترابط المعنوي والإيحاء بسرعة الامتثال للأمر الإلهي ، ومن أجل مراعاة التسلسل الزمني والمنطقي للأحداث ،ورصدها لحظة بلحظة ،حيث قال تعالى أولا"واصنع الفلك" فجاءت الاّية التي تليها تقدم ذكر الاستجابة للأمر الإلهي ،فقال تعالى"ويصنع الفلك".
المرة الثانية:عندما قال تعالى" وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه" حيث قام بتقديم جملة الحال" وهي تجري بهم في موج كالجبال" والأصل فيها هو تأخير جملة الحال كالتالي" ونادى نوح ابنه وهي تجري بهم في موج كالجبال "وقد جاء هذا العدول من أجل الترابط المعنوي ومراعاة تسلسل الأحداث ،حيث قال تعالى قبلها "بسم الله مجراها ومرساها " فجاءت الاّية التي تليهاتقدم ذكر الهيئة التي كانت تجري عليها،والحالة التي نادى فيها نوح ابنه"كما تأخر قوله تعالى"و نادى نوح ابنه"ليتصل مع الحالة التي كان ابنه عليها عندما نودي، ومع النداء الذي وجهه سيدنا نوح إلى ابنه حيث قال تعالى"وكان في معزل يا بني اركب معنا"".
وبهذا ،فالكلام يقوم على الاحتياج المعنوي عند المتكلم وعلامات أمن اللبس .
من كتاب البيان في روائع القرآن /تمام حسان/بتصرف
وما دامت جملة الحال تتقدم في القرآن الكريم فلم يقول النحاة إن جملة الحال لا تتقدم ،وكيف تقولون:إن النحاة استقروا القرآن الكريم ؟النحاة لم يستقروا القرآن الكريم إلا في زمن متأخرفجاءت القواعد المركبة والاستثنائية التي تقولك يجوز ولا يجوز مع أنه كله جائز، أليس كذلك؟