أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


القاعدة المطّاطيَّة
(علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا)
هذا ما قاله الفرزدق يوما لعبدالله بن أبي اسحق الحضرمي ،عندما اتهمه بخرق المعايير النحوية المستنبطة من الشعر ، فالإنسان في نظر الفرزدق يعبر عن أفكاره ومعانيه بسليقته اللغوية وعفويته ،تحت رعاية القاعدة النحوية المطاطية ، قاعدة الأهمية المعنوية وعلاماتها ،التي تبدع تراكيب وجملا لغوية متعددة ، يعتمد مستواها على توفر شرط الاحتياج والأهمية المعنوية داخل التراكيب أو تجاهله أو إهداره ،وعلى النحاة أن يجدوا التأويل والتفسيروالمخرج لما يقوله الإنسان.
ومهما حاول النحاة ضبط اللغة بقوانين المنطق والفلسفة ،وبقولهم: قل ولا تقل ،فلن يفلحوا ،وستتمرد عليهم اللغة وعلى مقاييسهم ،لأن اللغة أكبر من القواعد، واللغة المطاطية تحتاج إلى قاعدة مطاطية تستوعبها ويمكن التمرد عليها، لخلق مستويات لغوية متعددة وهذا يذكرنا أيضا بذلك العربي عندما اعترضه أحدهم متهما إياه بخرق القواعد العروضية أو النحوية حيث رد عليه قائلا:أنا أكبر من الخليل.