يعد فيرناندو هييرو من أبرز اللاعبين في تاريخ المنتخب الأسباني. حيث لعب 89 مباراة دولية وشارك في أربع بطولات كأس العالم fifa، ولكنه فشل في الفوز بالألقاب مع لاروخا في حين حصد العديد منها مع نادي ريال مدريد الذي تألق فيه.


تحدثنا مع المدافع الأوسط السابق للرجوع بعقارب الساعة إلى الوراء واستعادة ذكرياته مع بعض البطولات العالمية الأكثر أهمية في حياته.



هييرو، حدثنا قليلاً عما يتبادر إلى ذهنك عندما نتحدث عن أسبانيا 1982؟

فيرناندو هييرو: إنها البطولة التي نظمها بلدي! كان عمري 14 عاماً وتابعت مبارياته على شاشة التلفزيون! وما زالت التميمة نارانخيتو عالقة في الأذهان رغم مرور الوقت. أتذكر كيف كان الشعب متحمساً لاستضافة العرس العالمي، رغم أننا على مستوى المنافسة الرياضية لم نتمكن من الذهاب بعيداً. وهناك العديد من الذكريات الأخرى مثل هدف تارديلي في المباراة النهائية والإحتفال به وفرحة رئيس الوزراء الإيطالي في المنصة الشرفية واكتشاف الأسطورة مارادونا.

لنتوقف الآن عند إيطاليا 1990 التي شهدت أول مشاركة لك كلاعب في كأس العالم...
كانت تلك هي المرة الأولى التي أعرف فيها معنى التوتر اليومي. شاركت في تلك البطولة وأنا ما زلت شاباً يافعاً بخبرة قليلة مع المنتخب الأسباني، ولكنني اكتشفت أغوار العرس العالمي وعمقه وكل ما يحمله من أسرار...حيث تدرك أنك متميز لأنه أتيحت لك فرصة اللعب في كأس العالم. تتشكل مسيرة أي لاعب من عدة مراحل. بعض اللاعبين قدموا مستوى كبير مع أنديتهم، ولكنهم لم يتمكنوا من المشاركة في البطولة. لم يحالفني الحظ للعب في تلك النسخة واكتفيت بالجلوس على مقاعد البدلاء، ولكنها كانت تجربة رائعة. من بين الذكريات التي أحتفظ بها أهداف ميشيل الثلاثة ضد كوريا ومنتخب ألمانيا البطل...لم يكن المستوى التكتيكي في البطولة كبيراً، ولكن المنافسة كانت شديدة. منتخبنا غادر المنافسة من دور الستة عشر الشهير. كان يبدو أننا نصطدم في ذلك الدور بجدار صعب الإختراق.



وماذا تقول لنا عن بطولة الولايات المتحدة الأمريكية 1994؟

كانت بطولة مثالية على المستوى التنظيمي. كان كل شيء جاهزاً. وكانت الملاعب ممتلئة بعدما شكك البعض في هذا الأمر قبيل انطلاق البطولة لأن كرة القدم لم تكن شعبية في البلاد. لقد كانت بطولة رائعة حقاً. استمتعنا بأداء بلغاريا ولاعبيها المتميزين الذين قدموا كرة قدم جميلة، دون أن ننسى منتخب البرازيل ولاعبيه الكبار.


لنتحدث الآن عن فرنسا. لم تتخطى لاروخا الدور الأول في 1998...هل كانت تلك هي خيبة الأمل الأكبر بالنسبة لك؟

كان لدينا منتخب رائع. وكان الوقت مناسباً للإستفادة من مزيج اللاعبين المخضرمين والشباب الموهوبين. أعتقد أننا أضعنا فرصة كبيرة. كنا نعتقد أننا يمكن أن نخلق الحدث، ولكننا غادرنا البطولة من الدور الأول. خطأ واحد فقط يمكن أن يكلفك غالياً. أتذكر أننا بعد انهزامنا أمام نيجيريا في المباراة الأولى عدنا إلى الفندق ولم نستطع النوم. بقينا حتى الرابعة صباحاً نعيد في أذهاننا سيناريو المباراة. كنت أتقاسم الغرفة مع رافا ألكورتا. لم أستطع أن أصدق كيف خسرنا...



((يقولون أنه لم يسبق لأي منتخب أن فاز باللقب مرتين متتاليتين...حسناً، هذا هو التحدي والأرقام وجدت لكي تُحطّم.)) %%فيرناندو هييرو%%


كانت كوريا واليابان 2002 آخر بطولة لعبتها في مشوارك الدولي مع أسبانيا...
أدركت أن الفرصة التي تمر لا تعود. تمكن ذلك الفريق من الرفع من مستواه مع مرور المباريات. حيث عانينا كثيراً في الدور ثمن النهائي ضد أيرلندا، ولكننا استطعنا تخطي جميع العقبات. كانت المجموعة قوية وموحدة الصفوف وواثقة من قدراتها...ولكننا اصطدمنا بالبلد المضيف الذي فاز علينا دون تقديم مباراة كبيرة. أعتقد أننا قدمنا أداءاً جيداً في تلك المباراة وكنا نستحق أكثر من ذلك. كنت قد اتخذت قراراً لا رجعة فيه بأن تكون تلك آخر مشاركة لي في نهائيات كأس العالم، بعد أن شاركت في أربع نسخ، لأضع حداً بذلك لمسيرتي الدولية. تشرفت بحملي قميص لاروخا لمدة 12 عاماً واعتزلت اللعب في سن الـ34 بعد أن تم اختياري ضمن الفريق المثالي في تلك البطولة. عندما يعتزل المرء اللعب في مثل هذه البطولات العالمية يشعر أنذاك بعظمة هذه المسابقات...صحيح أن هناك ضغط وتوتر كبيرين...ولكن ما أجمل أن تتاح لك فرصة المشارك في العرس العالمي للدفاع عن ألوان منتخبك. أعتقد أن هذا امتياز كبير.

شاهدت النسخة التالية كمشجع...
كنت قد اعتزلت قبيل انطلاق ألمانيا 2006. لهذا قررت مشاهدة كأس العالم كمتفرج في منزلي، ولكنني تعاملت مع بعض وسائل الإعلام. حيث تدرك حقاً كيف يعيش بلدك أجواء العرس العالمي. لحسن الحظ، عندما تكون لاعباً لا تحس بذلك بنفس الطريقة لأنك تكون معزولاً ومركزاً فقط على الجانب الرياضي. أحياناً يفقد اللاعب الإحساس بهذا الجانب الآخر وبالمشاعر التي تحركها هذه البطولة. وقد حدث لي هذا مرة أخرى عام 2010 عندما أتيحت لي فرصة الذهاب إلى جنوب أفريقيا كمدير رياضي للوقوف على الجوانب التنظيمية والمشاغل اليومية للاعبين والمدرب...كانت تصلنا الصور والمعلومات، ولكن لا شيء من هذا كان بإمكانه أن يعكس لنا ما عشناه في مدريد.


ما قيمة ذلك الفوز في جوهانسبرج؟

كلنا كنا نعلم بأننا سنحطم يوما جدار الدور ربع النهائي اللعين. وبعد ذلك ستتحرر أسبانيا وتحلق عالياً. ذلك الفوز أراح عدة أجيال من اللاعبين الأسبان. لقد أزحنا في ذلك اليوم ثقلاً كبيراً على كاهلنا لأننا لن نسمع بعد ذلك أن أسبانيا لم تفز قط بكأس العالم وأننا المرشح الأبدي...كانت سعادة غامرة.


ولكن كانت هناك أوقاتاً صعبة...
عندما وصلنا كان كل شيء سلبياً وكانت هناك شكوك حول التنظيم والملاعب. ولكننا شاهدنا بطولة رائعة! أسعدنا كثيراً تعاطف الجماهير المحلية. على المستوى الرياضي، عشنا بعد مباراة سويسرا لحظة صعبة ومعقدة للغاية. كان الهدوء ضرورياً للتقدم إلى الأمام. حيث لعب هدوء فيسينتي (ديل بوسكي) والمحيط واللاعبين والإتحاد دوراً كبيراً في النجاح الذي حصده المنتخب بعد ذلك: ما أجمل الكأس وكم هي ثقيلة!



وفي البرازيل؟

عندما سقطنا أمام سويسرا كان الجميع يقول "لم يسبق لأي منتخب انهزم في المباراة الأولى أن فاز باللقب العالمي." والآن يقولون أنه لم يسبق لأي منتخب أن فاز باللقب مرتين متتاليتين...حسناً، هذا هو التحدي والأرقام وجدت لكي تُحطّم.