أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


علامات المنزلة والمكانة المانعة للبس أم علامات الإعراب ؟
من المتعارف عليه أن علامات الإعراب موجودة في اللغة من أجل تمييز المعاني النحوية ،فهل هي لذلك حقا؟؟
إذا كانت كذلك، فكيف تقوم علامات الإعراب بتمييز المفاعيل المنصوبة والمجرورات في قولنا :" ضرب زيدٌ عمراً ضرباً شديداً وطلوعَ الشمسِ في دارِهِ يومَ الجمعةِ تأديباً له " ؟ وتمييز المرفوعات في الجمل التالية "قام زيدٌ "و"زيد قائم"وضُرب زيدٌ"؟إن استطاعت هذه العلامة تمييز المعاني النحوية في جملة "ضرب زيدٌ عمرا" فإنها لا تستطيع دائما تمييز المعاني النحوية في الجمل السابقة الذكر،ولهذا أقول:إن رفع(زيد)في قولنا ضَرب زيد، هو دلالة على العمدة وللإعراب عن المعنى وهو معنى الفاعلية ،لأنه قام بالفعل أو كان الفعل حديثا عنه ،ولأمن اللبس ،"فزيدٌ"ليس فاعلا لأنه مرفوع بل هو مرفوع لأنه عمدة قام بالفعل ،وهو مطلوب للفعل ، وعلامة الرفع ناتجة عن ارتباط زيد مع ضرب على نحو مخصوص ،ولو عكسنا العلاقة بينهما وقلنا :زيد ضرب" لبقي زيد مرفوعا،وهو كذلك عمدة ،ولكن وظيفته الاّن هي وظيفة الابتداء،لأنه ليس مطلوبا لكلمة أخرى داخل التركيب ،بل هو الطالب لغيره بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين الكلمات داخل التركيب،وإذا قلنا:"ضرب زيدٌ عمرا " فعمرو فضلة وقع عليها فعل الفاعل ،فهي مفعول به ،والفتحة علم المفعولية أو الأقل أهمية ،وإذا قلنا:ضُرِبَ زيد ،فزيد نائب فاعل لأنه مبني على فعل لم يسمَّ فاعله ،وحل المفعول محل الفاعل ،فالوظيفة ليست نابعة من العلامة بل العلامة نابعة من منزلة المعنى وهي دلالة أو إشارة على منزلة المعنى التي تتمتع بها الكلمة داخل التركيب، فالرفع يدل على العمدة والأهمية، والنصب يدل على الفضلة والمفعولية والأقل أهمية،والجر يدل على الإضافة وقليل الأهمية،بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، والعلاقات المعنوية داخل التركيب هي المتحكمة في علامة المنزلة والمكانة ،كما أن هذه العلامة هي علامة الإعراب عن المعنى وتمنع اللبس، وإن أردنا بيان المعاني النحوية نظرنا إلى المعنى بين الكلمات داخل التركيب،والعلاقة بين الطالب والمطلوب ،فنقول:إن (زيد):فاعل لأنه عمدة قام بالفعل ،ونقول إن(زيدا) مفعول به لأنه وقع عليه فعل الفاعل ،مطلوب للفعل ، وقد قالوا قديما :الإعراب فرع المعنى ،أو فرع الاحتياج المعنوي بين الطالب والمطلوب ، فالإعراب نابع من علاقة الكلمات بغيرها داخل التركيب، وهذه العلامات من صنع المتكلم هكذا نطقت بها العرب للدلالة على منازل المعاني وأهميتها داخل التركيب، وللكشف أو الإعراب عن المعنى ،ولأمن اللبس ، وفي رأيي أن تسميتها بعلامات المنزلة والمكانة المانعة للبس أولى من تسميتها بعلامات الإعراب،ومهمتها بيان منزلة المعنى داخل التركيب وللإعراب عن المعنى ولأمن اللبس،والكلام في ترتيبه الأصلي يبدأ من العمدة مارا بالفضلة منتهيا بالإضافة،ويشترك الضابط اللفظي مع الضابط المعنوي في البدء بالرفع ثم بالنصب ، ثم بالجر ،وذلك لأن الرفع أثقل من النصب ،وفي هذا يقول السهيلي:"إن الأثقل أولى بأول الكلام من الأخف بسبب نشاط المتكلم وجمامه (1)
-----------------------------------------------
(1)السهيلي-نتائج الفكر، ص 268