أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الإمام أبو عبد الله الأبي في شرح مسلم4/345-346 معقا على قول عياض: «أوعلم ينتفع به :يكون ببثه لمن يحمله عنه أوبإيداعه التأليف»:
[COLOR="Black"]كان شيخنا أبو عبد الله ابن عرفة يقول: إنّما تدخل التواليف في ذلك إذا اشتملت على فائدة زائدة، وإلاّ فذلك تخسير للكاغد.
ويعني بالفائدة الزائدة على ما في الكتب السابقة عليه، وأما إذا لم يشتمل التأليف إلاّ على نقل ما في الكتب المتقدمة، فهو الذي قال فيه: إنّه تخسير للكاغد.
وهكذا كان يقول في حضور مجالس التدريس، وأنّه إذا لم يكن في مجلس التدريس التقاط زيادة من الشيخ فلا فائدة في حضور مجلسه، بل الأَولى لمن حصلت له معرفة بالإصلاح، والقدرة على فهم ما في الكتب أنْ ينقطع لنفسه، ويلازم النظر ،وضمنَ في ذلك أبياتا نظمها وهي:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ... وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريبِ النَّقل أو حَل مُقفَلٍ ... أو اشكالِ أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ... ولا تتركنْ فالتركُ أقبح خَلَّة
وكنت قلت في جواب أبياته هذه:
يمينا بمن أولاك أرفع رتبة ... وزان بك الدنيا بأحسن زينة
لمجلسُك الأحظى الكفيل بكل ما ... على حسن ما عنه المحاسن جلت
فأبقاك من رقاك للناس رحمة ... وللدين سيفا قاطعا كل بدعة
وإني في قسمي هذا لبار، فلقد كنت أقيد من زوائد إلقائه، وفوائد إقرائه، على الدول الخمس، التي كانت تقرأ بمجلسه، وهي: التفسير، والحديث، والدول الثلاث التي بالتهذيب، نحو الورقتين كل يوم، مما ليس في كتاب، فالله المسؤول أنْ يقدس روحه، فلقد كان الغاية، وشهادة ذلك ما اشتملت على تواليفه من ذلك، وناهيك بمختصره في الفقه، الذي ما وضع في الإسلام مثله، لضبطه فيه المذهب: مسائل وأقوالا، مع الزيادة المكتملة، والتنبيه على المواضع المشكلة، وتعريف الحقائق الشرعية. اهـ
[/COLOR]

ملاحظة:صححت بعض الأخطاء المطبعية من أزهار ارياض في أخبار عياض3/33-34.
وقوله: دولة :لعله يعني الجماعة المشتركين في درس واحد وهو مصطلح ما يزال دارجا في المحاضر الشنقيطية.