أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فوائد من لقاء
( تجربتي في شرح تفسير الإمام القرطبي خلال 22 سنة )
للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
ديوانية الشدي - مركز تفسير 28/ 2 / 1436هـ

- حضور كبير جداً، امتلأت القاعة وجلس الناس على الأرض قبل أن يحضر الشيخ.

******

** أجبت الدعوة بناء على أن الدعوة لقاء مع المشايخ القائمين على المركز، فكان الهدف تبادل الرأي معهم والاستفادة ، وما علمت أن الحضور كبير؛ لذا لم أحضر وإنما جمعت بعض الخواطر والذكريات، ولكن وقع الفأس بالرأس، ولابد أن أتحدث..

** أنا مع هذا التفسير منذ تخرجي من كلية الشريعة 98 وبدأت الدروس عام 99 بعمدة الأحكام، ولي عليه تعليقات وتعقيبات.

** بدأت دروسي لعدد قليل جداً، وكانت متقطعة، وهذا شيء طبيعي في أول التعليم، وكثير من طلبة العلم لا سيما رؤساء المحاكم يتركون التعليم لقلة العدد، والمستفيد الأول هو المعلم، قلت لأحدهم: هذا الشخص الواحد أن أحوج له من حاجته إليك، ولو تدفع له مالاً.

** في سنة 95 لما وصل ابن باز للرياض جلسنا عنده ما نصل إلى عشرة قطعاً واستمر هذا حتى عام 1400هـ، وهو ابن باز، وابن جبرين عام 97 يجلس له واحد غير سعودي، ثم أقبل عليهم الناس.

** لابد أن يمتحن العالم بقلة العدد، فإن ثبت، وعلم الله منه صدق نيته أقبل بالناس عليه.

** بدأت في التفسير عام 1411هـ، ولم اسجل الا عام 1416هـ (سورة هود).

** أول تفسير في أحكام القرآن هو المنسوب للإمام الشافعي، وهو مجموع من كلامه. جمعه البيهقي.

** تفسير القرطبي هو أجمع كتب تفسير أحكام القرآن.

** بدأنا قبل 24 سنة، عام 11 ، ولا اعرف من استمر من أول درس لآخر درس إلا شخص واحد، هو فلان -ذكر اسمه- مؤذن المسجد، وهو من زودني بتواريخ نهايات الأجزاء.

** اسم جد القرطبي (فَرْح) كذا ضبطه.

** اقمت دورة في متن ( غرامي صحيح) فوضع المصمم الإعلان في قلب، يظنها في الغزل !

** أثر الزهد واضح في التفسير القرطبي، انظر تفسير سورة التكاثر، قال فيها كلاما لم أره لأحد عند المفسرين.

** للقرطبي عدة كتب، ولو لم يكن له إلا تفسير القرطبي لكفى.

** توفي القرطبي وعمر شيخ الإسلام عشر سنوات، ومن المضحكات أن أحد الباحثين في درجة عليا قدم لي بحثا استل فيه تفسير شيخ الإسلام من تفسير القرطبي! وذلك أن أحد مشايخ القرطبي هو أبو العباس فظنه ابن تيمية.

** اُعتني بهذا الكتاب، وهيئت له أفضل المطابع (دار الكتب المصرية) وأشرف عليها القسم الأدبي، وطبع الطبعة الأولى من دون الآيات كما أراده مصنفه، ثم طبع الطبعة الثانية وادرجوا فيها الآيات فيها، وذكروا الإحالات فيها، وهي مهمة.

** من ليس مغرماً بالطبعات فإن الثانية تكفيه ولا حاجة له بالأولى، وإن كان قد يوجد خطأ في الثانية وصوابه في الأولى، وجدنا نماذج من هذا، وقد يوجد العكس.

** فيه أكثر من (10000) عشرة آلاف حديث، وقد جردت بعض أحاديثه، وخرجتها ثم شق هذا علي.

** بضاعة القرطبي ضعيفة في الحديث، ويخطئ في العزو كثيراً، وذكر حديثاً عزاه لابن ماجه، ومنذ ثلاثين سنة وأنا ابحث عن هذا الحديث في ابن ماجه ولم أجده، وكتب الفهارس تحيل لتفسير القرطبي.

** يؤخذ عليه أنه جرى على مذهب الأشاعرة.

** القرطبي مهموم بالردود على أهل البدع، كالصوفية، والديانات كاليهود والنصارى، وقد وقفت على كتاب لأحد الغماريين -قد يكون أحمد- وكتب فيه أموراً يرد بها على القرطبي لا تليق بمسلم، وكان يشطب على (المسلمين) ويكتب بدلا عنها الكفار، وبدل رحمه الله (لعنه الله).

** من عادة القرطبي أنه يذكر المعنى القريب ثم يستطرد للمعنى البعيد، وهذا يفعله كثيراً، مثل قوله { يوم يقوم الناس لرب العالمين} بدأ بالمعاد والقيام لله، وانتهى بحكم القيام للوالدين ...الخ.

** القرطبي يستوعب كل ما يخطر على البال.

** هناك تعليقات في الطبعة الثانية لغوية مهمة جداً، ومرة وجدت موضعاً في الأولى يحتاج إلى تعليق، فرجعت للسان العرب وكتبت تعليقا من سطرين، وحين رجعت بعد مدة للطبعة الثانية وجدت التعليق بحروفه.

** في عام 1420هـ استطال الطلاب الكتاب، فاقترحوا كتاباً قصيراً ، ولا كتاب أقصر من الجلالين، فبدأنا على أن ننهيه في سنة، فانتهت السنة عند قوله { وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} فأصبح أطول من القرطبي ، فرجعنا للقرطبي.

** عد الشيخ أسماء من قرأ عليه، منهم من توفي عام 20 -سنة المشايخ- فقد أصيب بالسرطان، رحمه الله ، ثم استلم القراءة الشيخ سليمان الحديثي، أحد القصاة الكبار، وفي المحكمة العليا والمجلس، وكان يأتي يوم الاثنين من الدوام للمسجد مباشرة.

** انهى الشيخ القراءة وسط تأثر كبير جدا، وبكى وأبكى، وتأثر الطلاب به أكثر من تأثرهم بالشيخ والكتاب. [ قلت: هذا من تواضع الشيخ حفظه الله، وكان يعطي لكل حقه، وقذ ذكر اسماء كل من قرأ عليه، ومن بدأ بالتسجيل، وشيخنا إمام في الربانية والتجرد والزهد والورع]

=> إجابات الأسئلة:

** لا يوجد للحنابلة كتاب في أحكام القرآن، ذُكر كتاب لأبي يعلى ولكنه مفقود، وهناك مشروع عند قسم التفسير، وهو تفسير آيات الأحكام من خلال المغني، وهذا قد يسد شيئا، ولكني أوصي الطلبة بأن يدونوا الفقه الحنبلي على القرطبي أو الجصاص وألا ينتظروا احداً.

** الدروس، إما أن تكون أ) إلقاء، فهذا يلزمه التحضير، والطريقة أن يحضر كل فن من كتاب متخصص، حتى لا يتشتت. ب) أن يكون قراءة وتعليق، وهذا نحن مقصرين فيه كثيراً جدا، وللأسف أنه يقرأ التفسير وتحصل أخطاء، والشيخ لا يصحح، فلابد من العناية بالتعليق على كل ما يمر به.

** من مشكلات الكتاب، أنهم حين ادخلوا الآيات في التفسير في الطبعة الثانية عام 72 اثبتوا قراءة لم يعتمدها المصنف، فهو يشرح على نافع، وهم ادخلوا قراءة أخرى، ومثل هذا فتح الباري، فالمصنف اعتمد رواية أبي ذر، ولكنه لم يثبتها، وفي فتح الباري اثبتوا رواية أخرى للصحيح . وهذا ليس من الأمانة العلمية، ومن يريد أن يفعل هذا، فليفصل بينهما بجدول.

** الجلالين، بينهما تباين كبير، فجلال الدين السيوطي حافظ، يحفظ أكثر من 200 الف حديث. وأما جلال الدين المحلي فصاحب فهم، ولا يستطيع أن يحفظ سطر.

** السعدي: يلخص كلام المفسرين، وأما ابن مبارك: فينقل من كلام المفسرين ما يرجحه. ومثل هذا ابن حجر: لخص كلام العلماء في الجرح والتعديل وكتب ما رجحه بفهمه في التقريب. وأما الذهبي: فيختار في الكاشف ما يختاره من كلام الأئمة فيثبته.

** مما يصعب علي تذكر أحداث الكتاب أنني كنت اعتمد على نسخ كثيرة جدا من التفسير، ولن أخبركم عن عدد النسخ التي عندي، ولكني بعد الطبعة الثانية لم التفت لطبعة بعدها ولم تكن تعنيني.

** القرطبي في منهج الأشاعرة ليس مضطرباً كالنووي، وليس ينقل أقوال أهل السنة كابن حجر، ونفس الأشاعرة ظاهر عنده.




انتهى ما تيسر تدوينه من كلام الشيخ حفظه الله ومتعنا به ونفع به الإسلام والإسلام، واعتذر إن وقع خطأ في العزو والنقل لسرعة الكتابة، وما فاتني كثير؛ فكل كلام شيخنا درر، كما أنني لم أراجع المادة قبل نشرها، ولعلي بعد مراجعتها انزلها في مدونتي،
مساء الثلاثاء من ديوانية مركز تفسير جزى الله مضيفها الشدي خيراً وخلف له خيراً.



كتبه مُدونه الفقير: عبدالرحمن بن عبدالله الصبيح