أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من أعظم الفروق بين متقدمي أئمة النقد ومن بعدهم من محدثي الفقهاء أو فقهاء المحدثين:
عند تعارض حديثين في الظاهر فإن متقدمي النقاد يلجئون إلى الصناعة الحديثية المتمثلة في الترجيح بينهما من حيث قوة الإسنادين وحفظ رواتهما وغير ذلك من أسباب الترجيح المختلفة.
أما من بعدهم فيقدمون الجمع بين الحديثين، ويقولون: إعمال الدليلين أولى من إلغاء احدهما، ولا يلتفتون إلى ما بين الإسنادين من التفاوت في القوة، ولا لأسباب التعليل الخفية، وربما بل كثيرا ما يقع لهم التكلف الشديد في هذا الجمع.
ممن عُرف بذلك من فقهاء المحدثين: ابن خزيمة في صحيحه، لكنه كان يذكر ذلك على الاحتمال، ولا يتوسع.
ثم جاء بعده تلميذه ابن حبان فتوسع جدا في هذا الباب وأتى فيه بالعجائب، وبنى كثيرا منه على تعدد الحادثة في الحديث الواحد، مع أن القصة واحدة.