أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ارتضى لنا أحسن الدين وأكمله وبعبده ورسوله محمد بن عبدالله أتمه وأكمله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين فرق الله به بين المؤمنين والكافرين والموحدين والمشركين وجعله حجة للعالمين صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم البعث والدين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ,,,
فإن الله سبحانه وتعالى أتم دينه وأكمله ببعثة عبده ورسوله محمد بن عبدالله النبي الأمي المصطفى الأمين فقال عز من قائل عليما ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3
قال ابنُ كثير - رحمه الله -: "هذه أكبرُ نِعَم الله - تعالى - على هذه الأمَّة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينَهم، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيِّهم - صلَوات الله وسلامُه عليه - ولهذا جعله الله تعالى خاتمَ الأنبياء، وبعَثَه إلى الإنسِ والجنِّ، فلا حلالَ إلاَّ ما أحلَّه، ولا حرام إلاَّ ما حرَّمه، ولا دين إلاَّ ما شرعَه، وكلّ شيء أخبرَ به فهو حقّ وصدق لا كذب فيه ولا خُلف، كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنَّواهي، فلمَّا أكمل لهم الدّين تمَّت عليهم النِّعْمة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾؛ أي: فارضوه أنتُم لأنفُسِكم، فإنَّه الدّين الَّذي أحبَّه الله ورضِيَه، وبعث به أفضل الرُّسُل الكرام، وأنزل به أشرفَ كتُبِه ,, انتهى كلامه رحمه الله .
فإذا تقرر هذا فاعلموا يا عباد الله أن الله تعالى قد شرع لنا في ديننا الحنيف عيدان لاثالث لها وهما عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك وغير هذين العيدين فلا أصل لها وإنما هي من البدع والمحددثات ومن تقاليد المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فلا يجوز لمسم أن يحتفل بعيد من أعيادهم الباطله ويجب على المسلم أن يكون عزيزا بعقيدته ودينه الذي هو أكمل الأديان وأحسنها وهو الدين الذي لا يقبل الله تعالى دينا سواه قال تعالى : ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلين يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين ) آل عمران , ولا يليق بالمسم أن يكون إمعه إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساءوا أساء فإن هذا من صفات المنافقين واعلموا عباد الله بأن الإحتفال بأعياد الكفار مثل عيد الميلاد وعيد الأم وعيد رأس السنة وغيرها من أعيادهم الباطلة أن ذلك لا يجوز لعدة أسباب منها :
أولا : أن هذا مناقض لعقيدة الولاء والبراء التي أصل أصيل وركن ركين من أصول الدين الاسلامي إذ بها يتميز المؤمن من المنافق والموحد من المشرك والصادق من الكاذب والله تعالى قد أمرانا بالبراءة من الكفار والمشركين فقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ومن البراءة منهم ترك مشابهتهم فيما هو من خصائص دينهم ومن ذلك الإحتفال بأعيادهم فإن تركه من البراءة من أعداء الله تعالى .
ثانيا : أن هذه الأعياد محدثة في دين الاسلام ولا أصل وما كان كذالك فهو مردود على صاحبه ويأثم فاعله وفاعله يتهم الشرع بلسان حاله بالنقصان وعدم التمام وهذا ضلال وهلكة والني صلى الله عليه وسلم قال (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) وفي رواية ( من علم عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فالإحتفال بهذه الأعياد من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان والمسلم منهي عن الإبتداع في الدين لما سبق من قول رسول رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم فيجب علينا التقيد بما شرعه الله تعالى لنا ففيه الخير والكفاية وعلينا أن نقف حيث وقف الشرع وننتهي حيث انتهى فهذا علامة من علامات الإيمان الصادق .
ثالثا : أن في الإحتفال بهذه الأعياد تشبه بالكفار والمشركين والمؤمن منهي عن التشبه بهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبوداود في السنن .
فالواجب علينا أن نتق الله تعالى ونتقيد بما شرعه الله تعالى لنا ففيه الفوز والسعادة وبه النجاة يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم فإن الله تعالى لا يشرع لنا إلا ما نطيقه وما فيه المصلحة المحتمة ويجب علينا مخالفة من غضب الله عليهم ولعنهم وأضلهم من اليهود والنصارى ونحذر كل الحذر من مجاراتهم وتقليدهم كما حذرنا من ذلك الصادق المصدوق صلوات الله عليه وسلم كي لا يصيبنا ما أصابهم ويجب علينا أن نبغضهم في الله ولأجل الله تعالى ونتقرب إلى المولى جلا وعلا ببغضهم ومفارقتهم والتميز عنهم فإن هذا من أوثق عرى الإيمان .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المخلصين الذين ستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجنبنا سبحانه وتعالى المحدثات في الدين فإنهن المهلكات الموبقات نسأل الله تعالى العافية والسلامة
كما أسأله سبحانه وتعالى أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سبحانه وتعالى خير مسؤل وأكرم مأمول سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
وكتبه : أبو عبدالله يوسف بن الناير السلفي الخنفري
نزيل مكة المكرمة شرفها الله تعالى
صبيحة يوم الثلاثاء ا21/ صفر /4135هـ الموافق 24 /12 /2013م.