الأصعب لا يكمن في بلوغ القمة، بل البقاء متربعا عليها. إنه مثل ينطبق تماما على إف سي مونتيري منذ ان توج بطلا لدوري أبطال CONCACAF للمرة الأولى في تاريخه عام 2011 ولم يتنازل عن اللقب إطلاقا. سمحت الألقاب الثلاثة المتتالية للفريق المكسيكي في كل مرة ان يخوض غمار كأس العالم للأندية ومن بينها النسخة الحالية 2013 المقامة في المغرب. لكن هناك نهاية للأوقات السعيدة، ولن تكون السلسلة الرائعة لرايادوس استثناء عام 2014. فبعد ان ابتعد عن المنافسة في الدوري المحلي، لن يتمكن مونتيري من الدفاع عن لقبه القاري وبالتالي سيكون فريق آخر ممثلا للقارة في العرس الكروي العالمي عام 2014.

وطوى مونتيري الصفحة مبكرا في هذه البطولة حيث تغلب عليه الرجاء البيضاوي في الدور ربع النهائي 2-1. وقال صانع ألعاب الفريق المكسيكي خوسيه ماريا باسانتا وقد بدا محبطا من الهزيمة "لا أحد يتمنى توقف النجاحات ودائما نأمل بالمزيد. للأسف لم تسر الأمور كما كنا نشتهي لا في البطولة المحلية ولا في مسابقة كأس المكسيك. الآن، يتعين علينا نسيان كأس العالم للأندية التي كنا نأمل باستعادة البسمة خلالها بعد العام المخيب الذي عشناه، لكن للأسف خرجنا خاليي الوفاض".

ودأب الفريق على تحقيق نتائج جيدة في النسختين السابقتين بإشراف قائده الأرجنتيني حيث حل خامسا عام 2011 وثالثا عام 2012، وكان مونتيري يأمل في تحقيق نتيجة أفضل في شمال أفريقيا وقال باسانتا في هذا الصدد "لم نتمكن اطلاقا من بلوغ الهدف الذي وضعناه. كانت الفرصة متاحة أمامنا لكي نصبو الى احتلال مركز أفضل في هذه البطولة لأن النسخة الأخيرة كانت جيدة بالنسبة الينا. وصلنا ونحن مصممون على تحقيق نتيجة أفضل وكنا نثق بإمكانياتنا. لم ننجح في ذلك ويتعين علينا التفكير في كيفية تخطي هذه المرحلة".



نهاية حقبة

بعد قدومه هذا الموسم لتعزيز هجوم الفريق بطل القارة ثلاث مرات متتالية فكَر عمر أريلانو بالطريقة الأفضل لتخطي هذه المرحلة وقال لدى مغادرته ملعب أغادير "لكي نتخطى هذه المرحلة، يتعين علينا ان نكون مقتنعين بقدرتنا على الوصول. نملك القدرات ونملك النوعية، لكن ينقصنا شيء ما ربما بعض من الزخم في مبارياتنا. كرة القدم الحديثة هي كذلك: الحصول على فرص كثيرة من دون النجاح في التسجيل لا ينفع بشيء عندما يسجل الفريق المنافس هدفين من فرصتين".


((إنها نهاية حقبة. من الآن وصاعدا، يجب ان نكتب التاريخ من جديد. انها لحظات صعبة وحزينة، خصوصا بأننا لسنا بعيدين على ان نخطو خطوة لكي نصل الى مستوى أفضل الفرق)) %%سيزار دلجادو%%


ويؤكد باسانتا الذي سجل هدف التعادل الذي سمح لفريقه ولو لبعض الوقت في الذهاب بعيدا في البطولة "مباريات كرة القدم تحسم من خلال الأهداف. لقد إنتهت المغامرة، لكن يجب أن ندرك بانه من الصعب جدا المحافظة على أعلى المستويات. لقد نجحنا في بلوغ القمة لسنوات عدة".

في السنوات الثلاث الماضية، كان الفريق تحت إشراف المدرب فيكتور مانويل فوسيتيتش، لكن رحيله في أغسطس/آب 2013 وعدم بلوغ الدور النهائي من الدوري المحلي كانت اشارات الى نهاية حقبة. ويقول سيزار دلجادو الذي شارك في النسخات الثلاث الاخيرة من كأس العالم للأندية لموقع FIFA.com "إنها نهاية حقبة. من الآن وصاعدا، يجب ان نكتب التاريخ من جديد. انها لحظات صعبة وحزينة، خصوصا بأننا لسنا بعيدين على ان نخطو خطوة لكي نصل الى مستوى أفضل الفرق". وأضاف أريلانو "حقق مونتيري أمورا هاما على الصعيد العالمي خلال هذه الحقبة. هذا الأمر يعطينا حافزا اضافيا يتمثل بالعودة الى أعلى مستوى".



الإستعداد لانطلاقة جديدة

وكان لسان حال معظم زملائه مماثلا على الرغم من الخسارة امام الرجاء فجميعهم يتطلع الى المستقبل. ويقول المهاجم الاكوادوري مارلون دي خيسوس "يجب الإنطلاق من نقطة الصفر، والخطوة الأولى للعودة الى هذه السكة هو البطولة المحلية في المكسيك. اعتبارا من 4 يناير/كانون الثاني يجب ان نبدأ البطولة واضعين نصب أعيننا استعادة القمة. سنستهل البطولة ونحن مصممون على الفوز بها من أجل المشاركة في النسخة المقبلة من دوري الأبطال العام الذي يلي كأس العالم.

يبدو الهدف منطقيا بالنسبة الى باسانتا الذي يدرك في قرارته ان فريقه يشهد نهاية حقبة وختم بقوله "لدينا الأسباب لكي نثق بمستقبل رائع للفريق "إنه ناد منظم بشكل جيد ومدعوم من أنصار اوفياء وكثر كما انه يضم مجموعة أثق بقدرتها على قلب الأمور رأسا على عقب لكي نعود الى القمة".