أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1) خروج يأجوج ومأجوج:
قال تعالى (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ)الأنبياء96-97.
ومعنى الآيات: فإذا فُتِح سد يأجوج ومأجوج ، وانطلقوا من مرتفعات الأرض وانتشروا في جنباتها مسرعين* دنا يوم القيامة وبدَتْ أهواله فإذا أبصار الكفار مِن شدة الفزع مفتوحة لا تكاد تَطْرِف ، يدعون على أنفسهم بالويل في حسرة : يا ويلنا قد كنا لاهين غافلين عن هذا اليوم وعن الإعداد له ، وكنا بذلك ظالمين.
يأجوج ومأجود: قبيلتان موجودتان خلف السد الذي بناه ذي القرنين ، فإذا فتح السد خرجت يأجوج ومأجوج ، وعندما يخرجون يوحي الله إلى عيسى بن مريم أنه قد أخرجت عباد لي لا قبل لاحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور أي حصنهم بجبل الطور ، والطور موجود في سيناء بمصر ، ويأتي يأجوج ومأجوج ويأتون من كل صوب وكل مرتفع مسرعين حتى يمروا على بحيرية طبرية فيشربوها عن أخرها ، ويصلون إلى جبل الخمر ببيت المقدس ويقولون إننا قد دانت لنا الأرض وبقى أن نقتل إلة السماء فيطلقون سهامهم إلى السماء فتعود مخضبة بالدماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه في الطور ولا يجدون ما يأكلوه وحينها يرغبون ويتضرعون ويلجأون إلى الله فيرسل الله عليهم نغفا وهو دود صغير في رقابهم فيموتون موتة واحدة ثم ينزل المسيح وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه ريحم ونتنهم وجيفهم فيلجأون إلى الله ثانية فيرسل الله طيرا مثل رقاب الجمال فتحملهم حيث يشاء الله ثم يرسل الله مطرا يعم الأرض جميعها فيغسل الأرض وتصبح صافية نقية ويقول الله للأرض أنبتي بركتك ، وحينها يأكل مجموعة من الرجال من الرمانة فيشبعون ويستظلون بقشرها ويبارك الله في لبن الأغنام والإبل والبقر حتى أن الإبل الحلوب يكفي لبنها مجموعة من الرجال والبقرة الحلوب يكفى لبنها قبيلة من الناس والغنم الحلوب تكفي لبنها فخذ من الناس وهي جزء من القبيلة.
فعن النواس بن سمعان أن رسول الله قال(........فبينما هو كذلك إذ أوحى اللهُ إلى عيسى : إني قد أخرجتُ عبادًا لي ، لا يدَانِ لأحدٍ بقتالهم . فحرِّزْ عبادي إلى الطور . ويبعث اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ . وهم من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ . فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ . فيشربون ما فيها . ويمرُّ آخرُهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرةً ، ماءً . ويحصر نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . حتى يكون رأسُ الثَّورِ لأحدِهم خيرًا من مائةِ دينارٍ لأحدِكم اليومَ . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . فيُرسِلُ اللهُ عليهم النَّغَفَ في رقابِهم . فيصبحون فرْسَى كموتِ نفسٍ واحدةٍ . ثم يهبط نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى الأرضِ . فلا يجِدون في الأرضِ موضعَ شبرٍ إلا ملأه زَهمُهم ونتْنُهم . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ . فيرسل اللهُ طيرًا كأعناقِ البُختِ . فتحملُهم فتطرحهم حيث شاء اللهُ . ثم يرسل اللهُ مطرًا لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ . فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزَّلفَةِ . ثم يقال للأرض : أَنبِتي ثمرَك ، ورُدِّي بركتَك . فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانةِ . ويستظِلُّون بقِحْفِها . ويبارك في الرَّسْلِ . حتى أنَّ اللقحةَ من الإبلِ لتكفي الفِئامَ من الناس . واللَّقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناس . والّلقحةُ من الغنمِ لتكفي الفَخِذَ من الناس .......... وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماءً - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ . وهو جبلُ بيتِ المَقدسِ . فيقولون : لقد قتَلْنا مَن في الأرضِ . هَلُمَّ فلنقتلْ مَن في السماءِ . فيرمون بنُشَّابِهم إلى السماءِ . فيردُّ اللهُ عليهم نُشَّابَهم مخضوبةً دمًا " . وفي روايةِ ابنِ حجرٍ " فإني قد أنزلت عبادًا لي ، لا يَدَيْ لأحدٍ بقتالِهم)صحيح مسلم.
زهمهم : ريحهم ونتنهم.
بيت مدر: بيوت من الطين الصلب.
لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ:المقصود أن المطر يعم الأرض البيوت والحيوانات ذات الوبر.
كأعناق البخت : كرقاب الجمال
كالزلقه : كالمرآة من شدة صفائها ونقائها.
ماذا يحدث بعد هلاج يأجوج ومأجوج وموت عيسى عليه السلام ؟
بعد موت المسيح يبعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ولا يبقى بعدها إلا شرار الناس :
فعن النواس بن سمعان أن رسول الله قال(فبينما هم كذلك إذ بعث اللهُ ريحًا طيِّبَةً . فتأخذُهم تحت آباطِهم . فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ . ويبقى شِرارُ الناسِ ، يتهارَجون فيها تهارُجَ الحُمُرِ ، فعليهم تقوم الساعةُ)صحيح مسلم.
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (إن اللهَ يبعثُ ريحًا من اليمنِ ، ألينَ من الحريرِ ، فلا تدعْ أحدًا في قلبِه ( قال أبو علقمةَ : مثقالَ حبةٍ . وقال عبدالعزيز : مثقالَ ذرةٍ ) من إيمانٍ إلا قبضتْه)صحيح مسلم.
وبعد قبض أرواح المؤمنين تحدث أمور منها :
1- يرفع القرآن من الأرض.
2- عدم دراية الناس بالصلاة والصيام والزكاة والصدقة والحج.
3- هدم الكعبة على يد ذو السُّوَيقَتَينِ:
وهذا الرجل الذي يخرب الكعبة من الحبشة وهو أسود أفحج أي غير معتدل المشية لعيب في الساق ويقلع الكعبة حجرا حجرا.
فعن أبي هريرة أن رسول الله قال :( يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيقَتَينِ من الحبشةِ)صحيح البخاري.
عبدالله بن عباس أن رسول الله قال :( كأني به أسودَ أفحَجَ ، يَقلَعُها حجَرًا حجَرًا)صحيح البخاري.
وبعد رفع القرآن وعدم دراية الناس بأركان الإسلام ، يقول الناس أدركنا أبائنا على كلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها وهذا منجاة لهم من النار لجهلهم وعدم علمهم بأركان الإسلام حيث أن هذه الكلمة تنجيهم من النار بإذن الله.
وبعد ذلك يعود الناس إلى عبادة الأوثان والأصنام حيث يتمثل لهم الشيطان ويأمرهم بذلك فيستجيبوا:
فعن عائشة أن رسول الله قال :( لا يذهبُ الليلُ والنهارُ حتَّى تعبدَ اللاتُ والعزَّى . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أنزلَ اللهُ : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [ 9 / التوبة / 33 ] و[ 61 / الصف / 9 ] أنَّ ذلكَ تامًّا قال : إنَّهُ سيكونُ مِنْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ . ثُمَّ يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً . فتوفَّى كلَّ مَنْ في قلبِهِ مِثقالُ حبةِ خردلٍ مِنْ إيمانٍ . فيبقَى مَنْ لا خيرَ فيهِ . فيرجعونَ إلى دينِ آبائِهمْ)صحيح مسلم.
وعن أبي هريرة أن رسول اللهقال (لا تقومُ الساعةُ حتى تضطربَ ألَيَاتُ نساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصَةِ)صحيح البخاري.
أي تضطرب ألياتهن(مؤخرتهن) من الطواف عند ذلك الصنم ، وقد كان هذا الصنم موجودا وهدمة المسلمون وسوف يعبدونه من جديد ، ودوس هذه قبيلة من قبائل العرب.
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال: (...... ثم يرسل اللهُ ريحًا باردةً من قِبَلِ الشأمِ . فلا يبقى على وجه الأرضِ أحدٌ في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضتْه . حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كبدِ جبلٍ لدخلتْه عليه ، حتى تقبضَه " . قال : سمعتُها من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قال " فيبقى شرارُ الناسِ في خِفَّةِ الطيرِ وأحلامِ السِّباعِ . لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا . فيتمثَّل لهم الشيطانُ فيقول : ألا تَستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرُنا ؟ فيأمرهم بعبادةِ الأوثانِ . وهم في ذلك دارٌّ رزقُهم ، حسنٌ عَيشُهم . ثم يُنفخُ في الصُّورِ . فلا يسمعُه أحدٌ إلا أصغى لَيْتًا ورفع لَيْتًا . قال وأولُ من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوضَ إبلِه . قال فيُصعَقُ ، ويُصعقُ الناسُ)صحيح مسلم.
وعن حذيفة بن اليمان أن رسول الله قال:( يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا)بن ماجة وصححه الألباني.
يدرس الإسلام كما يدرس وَشيُ الثوب: يمحى الإسلام كما يبلى ويمحى نقش الثوب.
ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ:أي يرفع القرآن فلا يبقى منه آية في الصدور أو في المصاحف.
2) نار تخرج من اليمن لتحشر الناس إلى الشام:
لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس وهؤلاء هم الذي يحشرون إلى الشام:
فهؤلاء الناس ليس في قلوبهم مثقال ذرة من إيمان ، ويتهارجون تهارج الحمير حيث يفترش الرجال النساء في الشوارع للزنا ، وتعبد الأوثان والأصنام وأصبح لا يذكر في الأرض الله الله فهنا يأمر الله إسرافيل بالنفخ في الصور ليصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله .
فعن انس بن مالك أن رسول اللهقال :( لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يقالَ في الأرضِ: اللَّهُ ، اللَّهُ)صحيح مسلم.
وأخر علامات الساعة نار تخرج من عدن في اليمن فتسوق الناس أمامها حتى يصلوا إلى الشام وهي أرض المحشر ، وعندما تسير النار خلف الناس فمنهم الذي يركب الجمل حتى أن كل اثنان وكل ثلاثة وكل أربعة وكل عشرة على جمل وذلك للهرب من النار ومنهم الذي يمشي على قدميه ، والنار تسوقهم فإذا ناموا توقفت وإذا استكملوا مسيرهم في الصباح ساقتهم النار، وعندما يصل الناس إلى الشام يبقون هناك حتى يأمر الله إسرافيل بالنفخ في الصور فيصعقون ضمن من يصعقون .
فعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله قال :( يُحشَرُ النَّاسُ على ثلاثِ طرائقَ : راغبين راهبين ، واثنان على بعيرٍ ، وثلاثةٌ على بعيرٍ ، وأربعةٌ على بعيرٍ ، وعشرةٌ على بعيرٍ . وتَحشُرُ بقيَّتَهم النَّارُ ، تُقيلُ معهم حيث قالوا ، وتبيتُ معهم حيث باتوا ، وتُصبِحُ معهم حيث أصبحوا ، وتُمسي معهم حيث أمسَوْا)صحيح البخاري.
عن معاوية بن حيدة القشيري أن رسول الله قال : (إِنَّكم تُحْشرونَ رِجالًا و رُكْبانًا ، وتُجَرُّونَ علَى وجوهِكم ههنا وأومَأَ بِيَدِهِ نحوَ الشامِ)صححه الألباني.
عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله قال: (الشامُ أرضُ المحشرِ و المنشرِ)صححه الألباني.
والمقصود بأن الشام أرض المحشر : أي يحشر إليها الناس حتى يصعقون هناك .
وأرض المنشر : أي منه يبعث الناس من قبورهم .
وعن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله قال :( لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تروا عشرَ آياتٍ : ...... ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا) الترمذي وصححه الألباني.

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية




لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع