أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نويت أن أضرب ابني تأديباً كما أمر الله !!


عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، الفقيه الفرضي الهمذاني ( ت 489 هـ )،
ترجم له ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في "المنتظم"، وذكر أنه كان يعرف العلوم الشرعية والأدبية، إلا أن علم الفرائض والحساب انتهى إليه، وكان قد تفقه على القاضي أبى الحسن الماوردي. اهـ.
وقال ابن السبكي ضمن ترجمته في "طبقات الشافعية الكبرى": كان ظريفاً لطيفاً مع الورع ومحاسبة النفس والتدقيق في العمل ... توفي في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربع مئة، وقد قارب الثمانين، ولم يكن يخبر بمولده على ما ذكره ولده أبو الحسن محمد بن عبد الملك. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: وابنه أبو الحسن محمد بن عبد الملك هو المؤرخ الفرضي الهمذاني الشهير صاحب المؤلفات في التاريخ ( 463 - 521 هـ ).
قال ابن النجار عنه: وبه خُتِمَ هذا الفن، وله مصنفات ملاح، منها: "الذيل على تاريخ الطبري" وذيل آخر على تاريخ الوزير أبي شجاع التالي لكتاب تجارب الأمم لابن مسكويه، وكتاب "عنوان السير"، و"أخبار الوزراء" عمله ذيلاً على كتاب ابن الصابئ، وكتاب "طبقات الفقهاء"، "أخبار دولة السلطان محمد ومحمود"، " أمراء الحج من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أيامه"، وله كتاب في الشؤم. ( من ترجمته في الوافي بالوَفَيات )

وبعد هذا التعريف الموجز نأتي إلى موضوع المقال الطريف:

قال الحافظ ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في "المنتظم": أنبأنا شيخنا عبد الوهاب الأنماطي قال: سمعت أبا الحسن بن أبي الفضل الهمذاني يقول: كان والدي إذا أراد أن يؤدبني يأخذ العصا بيده ويقول: نويت أن أضرب ابني تأديبا كما أمر الله، ثم يضربني.
قال أبو الحسن: وإلى أن ينوي ويتم النية كنت أهرب!
اهـ.

وقد ذكر الابن محمد هذه الطرفة من ذكريات الطفولة في ترجمته لوالده في تاريخه، فقال ابن السبكي في "طبقات الفقهاء الشافعية" – أثناء ترجمته للوالد عبد الملك بن إبراهيم - : ذكره ولده محمد بن عبد الملك في تاريخه، وقال: كان أبي إذا أراد يؤدّبني يأخذ العصا بيده ويقول: نويت أن أضرب ولدي تأديباً كما أمر الله، ثم يضربني!
قال: وربما هربت قبل أن يتم النية!!


قال أبو معاوية البيروتي: ومن المفيد إرسال هذه القصة إلى جميع الآباء ليُعطوا أولادهم بعض الوقت أثناء قولهم النية ليتمكنوا من الهروب!
:)
=============
الكناشة البيروتية 945