أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





ما هي خطواتكم في التخريج في تحقيقاتكم عموما.........







الأحاديث تختلف بعضها مع بعض، فإذا كان الحديث مشهورا ومبثوثا في دواوين السنة من طرق كثيرة، فأول خطوة أني أبدأ بجمع المراجع التي خَرَّجَتْ هـذا الحديث ، مـثل الحديث الذي في سنن النسائي في الجزء الثاني : " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أُولَاهُنَّ [ أو إحداهن ] بِالتُّرَابِ "، تخريج هذا الحديث في نحو 60 صفحة، ظللت عشرة أيام أرتب الطرق ، لكي أنظر في الاختلافات ما بين الـرواة ، وأنظر في الاتفاق والاختلاف والعلة القادحة والعلة غير القادحة، بعد جمع المراجع، أفتح كل مرجع ثم أنظر الصحابي، فإذا تعدد صحابي الحديث أجعل لكل صحابي ورقة مستقلة، هذه لأبي هريرة وهذه لعبد الله بن عمر ... الخ، ثم بعدها أفتح المراجع، فكل ما أجده عن أبي هريرة أكتبه في ورقة أبي هريرة، بالرموز التي أصطلح عليها مع نفسي، " م " لمسلم، " خ " للبخاري، الخ ، بعدما أنتهي من كل المراجع التي عندي، ويصبح مكان رواية كل صحابي معروفا، أرجع للصحابي الأول، أبو هريرة مثلا، فآخذ المراجع التي تعنى بذكر حديثه، وأكتب المصادر في ورقة أخرى .. مثلا البخاري .. فأكتب سند البخاري كاملا .. بعدها مسلم .. وأكتب سند مسلم كاملا .. ثم النسائي .. إلى آخر هذه المراجع كلها ، فتصير الأسانيد كلها عندي في ورقتين أو ثلاث أو أربع .. وبهذا تنتهي مهمة المصادر بالنسبة إلي ، أرجع للصحابي الأول، أبو هريرة مثلا، فآخذ المراجع التي تعنى بذكر حديثه، وأكتب المصادر في ورقة أخرى .. مثلا البخاري .. فأكتب سند البخاري كاملا .. بعدها مسلم .. وأكتب سند مسلم كاملا .. ثم النسائي .. إلى آخر هذه المراجع كلها ، فتصير الأسانيد كلها عندي في ورقتين أو ثلاث أو أربع .. وبهذا تنتهي مهمة المصادر بالنسبة إلي أرجع للصحابي الأول، أبو هريرة مثلا، فآخذ المراجع التي تعنى بذكر حديثه، وأكتب المصادر في ورقة أخرى .. مثلا البخاري .. فأكتب سند البخاري كاملا .. بعدها مسلم .. وأكتب سند مسلم كاملا .. ثم النسائي .. إلى آخر هذه المراجع كلها ، فتصير الأسانيد كلها عندي في ورقتين أو ثلاث أو أربع .. وبهذا تنتهي مهمة المصادر بالنسبة إلي.. وألاحظ أحيانا أثناء التخريج أنه قد حصل خلافات ، مثلا: مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ثم سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن ابن عمر، فيكون حصل خلاف بين مالك وسفيان بن عيينة في صحابي الحديث، سفيان بن عيينة رواه بنفس الإسناد لكن جعله عن ابن عمر، ومالك رواه بنفس الإسناد لكن جعله عن أبي هريرة .. هذا خلاف. أنظر إن كان خلافا قادحا أم لا، يعني هل الخلاف تنوع ؟ فيكون عند أبي الزناد رواية عن ابن عمر وعن أبي هريرة .. ويمكن أن تكون إحدى هذه الروايات وهْماً .. وَهِمَ فيها بعضهم .. فأنظر من الذي رواها عن مالك، ومن الذي رواها عن ابن عيينة. بذلك أنزل بالإسناد من أعلى إلى أسفل .. من أول تابعي إلى أسفل .. وليس من أول الإسناد إلى أعلى .. لأن البداية من أول الإسناد لا يعطيك شيئا .. وهكذا أفعل في كل حديث .. حديث ابن عمر .. حديث أبي هريرة .. حديث ابن مسعود .. حتى أنتهي من الطرق كلها .. وأكون بذلك عرفت المتابعات من المخالفات، والعلة القادحة من العلة غير القادحة .. هذه مرحلة الإسناد. أبدأ في مرحلة المتن ، أنظر في الروايات وما بينها من الفروق في المتن ، فأجد مثلا رواية تقول: " أولاهن بالتراب " ، والأخرى تقول: " أخراهن بالتراب "، وثالثة تقول: " أولاهن أو أُخراهن بالتراب "، وأخرى تـقول: " إحداهن بالتراب "، وأخرى تقول : " وعفروه الثامنة بالتراب "، هذه الروايات فيها تعدد، وقطعا النبي صلى الله عليه وسلم قال شيئا واحدا فقط، قال:" أولاهن "، أو قال:" أخراهن "، فكلمة " أولاهن أو أخراهن " تدل على أن هناك بعض الرواة شكَّ .. أريد الآن أن أحدد من الذي شك في الرواية، وما هو الراجح في الرواية، هل " أولاهن " أم " أخراهن " .. أرجع إلى الأسانيد لأرى رواية " أولاهن " وقعت في رواية مَنْ ؟ ورواية " أخراهن" وقعت في رواية مَنْ ؟ " أولاهن أو أخراهن" من رواها ؟ " إحداهن " من رواها ؟ بعدها ننظر في حفظ هؤلاء الرواة .. إذا حصل تكافئ وتكافأت جهة على جهة نحكم للحَفَظَة على من هم دونهم .. إذا رأينا الثقات تتابعوا على لفظة " أولاهن " أو " أخراهن " أو كذا .. نخرج بأن الراجح في كل هذه الثلاث هو رواية " أولاهن " أو " أخراهن " بمعرفة حفظ الرواة، ونستعين على ذلك بترجيحات العلماء المتقدمين للفظة من هذه الألفاظ. قد تفاجئ أو تجد أن ما ذهبت إليه من الترجيح خالـفك فيه علماء أفضل منك .. علماء سابقين .. فأنت مطالب بالدفاع عن وجهة نظرك والجواب عن رأي هؤلاء العلماء .. لماذا أنت رجحت هذا ولم ترجح هذا ؟ إذا كان وجدوا أدلة في ترجيح رواية فأنت لا بد أن تُوهيها وتضعفها وتقوي أدلتك .. تسلك عدة سبل حتى تنتهي بالخلاصة .. هذا النقد الحديثي .. فحديث " إذا شرب الكلب .." فيه كل هذا. يعني برغم جمعي للمصادر منذ فترة طويلة إلا أن مجرد ترتيب الطرق فقط أخذ مني عشرة أيام. وكنت أعمل في اليوم تقريبا 14 ساعة. جالس أصلي وأشتغل، أصلي وأشتغل، ولا أنام إلا إذا كانت رأسي ستسقط مني، فأنام .. وكنت أرى في منامي هذه الطرق من كثرة اشتغالي بها، وأقوم وأنا أشعر أني ما تركت البحث، من شدة شغلي واشتغالي، لاسيما بالروايات التي حصل فيها اختلاف بين الثقات ، فترجح مالك على ابن عيينة أو ابن عيينة على مالك وكلاهما من الحفاظ الثقاة ، وأحيانا لا تجد مرجحا فتلتمس مرجحا من أي مكان، تريد معرفة أين هي العلة، فتبقى محتارا كأن شيئا ضاع منك وأنت مهتم به وتريد أن تبحث عنه، حتى يمن الله تبارك وتعالى بمعرفة الراجح من المرجوح في المسألة. فهذا .. إجمالا .. ولا أريد أن أفصل أكثر من هذا .. لأن هذا " أكل عيش " [ ويضحك الشيخ مازحا ].