أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الحمد لله و كفى و الصّلاة و السّلام على النبيّ المصطفى و آله و صحبه الى يوم الدّين:
أمّا بعد:

الشيخ عبد الله القصيمي...مصريّ المولد,سعوديّ الإقامة,أردنيّ الوفاة...و الله لقلم صاحبكم يأنّ حيرة!!! في قصة عجيبة غريبة!!!

للقصيميّ هذا حياتين,فلنسمّها قبل الهجرة و بعدها....قبل الولوغ و بعده...كاد أن يكون كإبن تيمية لولا ولوغه...لولا هجرته!!! لولا الحاده و كفره!!!

القصيميّ مسلماً ثمّ القصيميّ كافراً...كاد بعلمه يغمر السّحاب و يُناطح السّموات و بات في أسفل الأسفلين!!!

خطّ بقلمه كتابه الفذّ (الصراع بين الاسلام و الوثنيّة) فكان حسنة الاسلام و قِيل به...اشترى مهر الجنّة...

لم يؤلّف مثله, في الردّ على الملاجدة و عبّاد القبور, و طار كتابه هذا سماوات الدنيا و غمر الآفاق...و هطلتْ عليه وابل ثناء أهل العلم آنذاك....

عاصر محدّث الشّام الالبانيّ و فقيه القصيم ابن عثيمين و علم الجزيرة العربية ابن باز يرحمهم الله تعالى...كان أن يلتحق بركبهم و يسبقهم لولا انسالخه من دين الله تعالى....!!!!

قال امام الحرم الشيخ عبد الظاهر في مدح كتابه المذكور آنفا:


الا في الله خطّ اليراع _____لنصر الدّين و احتدم الصّراع
صراع لا يُماثله صراع _____تميد به الأباطح و التّلاع
صراع بين إسلامٍ و كفرٍ _____يقوم به القصيميّ الشجاع
خبير بالبطولة عبقريّ ______له في العلم و البرهان باع
يقول الحقّ لا يخشى ملاماً ______و ذلك عنده نعم المتاع
يُريك صراعه أسداً هصوراً ______ له في خصمه أمر مطاع
كأنّ بيانه سيل أتى ______تفيض به المسالك و البقاع
لقد أحسنتَ في ردٍ عليهم ______و جئتهم بما لا يُستطاع

هذا القصيميّ لما آمن بالله...أهٍ يوم كفر برافع السّماء!!!!
لو تتبّعتُ ثناء أهل العلم عليه لضاق بنا المقال و أدركنا العشاء
و للحقنا العناء
بيد شمس علمه لا خفاء,
كادت الارض تمدحه و السّماء
كان عالماً و صار اليوم بلعاء

القصيميّ ذو قلبٍ تقلّب, و علمٍ طمس و يا مثبّت القلوب ثبّت قلوبنا على دينك...
هذا و بعون الله تعالى ندندن في مقال لاحقٍ عن سبب انتكاسه و انسالخه و تأليفه في الاسلام و ذمّه بعدما كان يُنافح و يُكافح عن بيضة المسلمين!!!
ففي قصته و حكايته عبرات و حسرات!!!كانحسار نهر الفرات....فيا رافع السّماء و مُمهدَ الأرض و مكوّر الليل و النّهار...أعنّا على قول الحق و نصرته و اجعله خالصاً لوجك سبحانك....

___________
(عبد الله القصيمي)إنسلاخٌ (من إسلامي و ديني)

و ما زلنا نُحادث خسوف قمر القصيمي و كسوفه و انسلاخه من دينٍ لطالما كان يُقاتل دونه...يدفع بخصومه...حتى بات خصمه الاسلام و الله المستعان

ليس لنا في الحكم على النّاس الاّ ظاهرهم بيد أنّ باطنهم حيث الايمان لا يطّلع عليه الاّ علاّم الغيوب...سبحانه

فلو تأملنا حكاية القصيمي و نهايته بله و تقلّبه بين الاسلام و الكفر لرأينا عجباً و لكان لنا أنْ نقف أربعين خريفاً بين سجدة و ركعة خير ممّا طلعت عليه الشّمس و غابت...

ليس من السّهولة بمكانٍ أنْ يهوى عَلَمٌ!!! و ينتكس مجاهدٌ!!! و ينسلخ منْ كان لباسه التقوى!!!!

هذه حقيقة لا تمطّ الى الاساطير بصلة...يفقهها من أوتى خيراً و إيماناً...كان القصيمي يسبحّ في فلك ابن القيّم و شيخه و بات يُعالج درن قيعان ابن عربيّ الملحد!!!!

فلنضع نُصبَ أعينكم قول القصيمي في مدح القصيمي!!! يمدح نفسه

لو أنصفوا كنتُ المقدم في الأمرِ --- ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكرِ
ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوْا --- رشادًا وحزمًا يعزبانعن الفكرِ
ولم يذكروا غيري متى ذكر الذُّكاء --- ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر
فما أنا إلا الشمس في غير برجها --- وما أنا إلا الدرُّ في لجج البحرِ
بلغتُ بقولي ما يُرام من العُلا --- فما ضرَّني نقد الصوارم والسمرِ

هذه غيضٌ من فيضٍ من قصائده التي جعل لها حظّ الاسد في مدح شخصه و العجب بعلمه و يكفي بهما آفة أنْ يُعاقب بانسلاخٍ و ردةٍ...

قال صلى الله عليه و سلّم
لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر

وعند مسلم وأبي داود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار».

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ أَوْ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» [رواه أحمد والطبراني].

الكبرياء ليس الاّ لله تعالى...و المدح المطلق لا يكون الاّ له سبحانه في علاه...
فأرى و الله اعلم أنّ القصيمي لمّا بلغ المشرق في مدح نفسه قصمه الله تعالى و جعله عبرة للمتكبرين!!!!

هذا على عجالة...و من نافلة القول بل و واجبه أن نتبرأ من حولنا و قوّتنا و نلتجأ الى حول الله و قوّته...

فإنّ كنّا للجنّة اهلاً فبفضل الله وحده...و إن علا شأننا و ارتفع ذكرنا فله الفضل وحده..فلو عاملنا بعدله سبحان لن نشمّ رائحة الجنة بيد رحمته وسعت و سبقت...و فضله اتّسع

كتبه: الفقير الحقير...علي سليم